الثلاثاء 01 أبريل 2025 الموافق 03 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الإفتاء تجيب.. حكم صيام المسافر من السعودية إلى مصر يوم العيد

صيام رمضان
صيام رمضان

أثار الفنان حمزة العيلي تساؤلًا فقهيًا حول حكم الصيام لشخص يسافر من المملكة العربية السعودية إلى مصر، وذلك بسبب اختلاف رؤية الهلال بين البلدين، حيث أعلنت السعودية أن غدًا هو أول أيام عيد الفطر، بينما سيكون في مصر هو اليوم المتمم لشهر رمضان، وقد طرح الفنان استفساره عبر منشور على حسابه الشخصي في “فيس بوك”، متسائلًا عن وجوب الصيام أو الإفطار عند وصوله إلى مصر.

قال العيلي في منشوره: “أنا مسافر من السعودية بكره بمشيئة الله وهيكون عيد، وسفري الظهر على مصر، هوصل ألاقى الدنيا صيام، أفطر ولا أصوم؟”، وقد لاقى منشوره تفاعلًا كبيرًا بين متابعيه الذين أبدوا آرائهم حول الأمر، مما دفع دار الإفتاء المصرية إلى توضيح الحكم الشرعي في هذه المسألة.

رأي دار الإفتاء المصرية في حكم صيام المسافر بين بلدين يختلفان في رؤية الهلال

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الشريعة الإسلامية قررت وجوب الصيام والفطر على المسلمين بمجرد رؤية الهلال في بلادهم، مستشهدة بقول الله تعالى في القرآن الكريم: “فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ” (البقرة: 185)، كما أوردت حديثًا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: “إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ” (متفق عليه).

وأوضحت دار الإفتاء أنه إذا بدأ المسلم يومه في السعودية، حيث تم إعلان العيد رسميًا، فيجوز له الإفطار مع أهل البلد، ولكن عند وصوله إلى مصر، التي لا يزال يومها متممًا لشهر رمضان، فإنه لا يجب عليه الصيام لأنه بدأ يومه مفطرًا وفقًا لما قررته بلاده، ومع ذلك، يُستحب له أن يمسك عن الطعام والشراب احترامًا لمشاعر الصائمين في مصر.

حكم من سافر إلى بلد تأخر عندهم الفطر

أوضحت دار الإفتاء المصرية أيضًا الحكم في حالة المسافر الذي يصل إلى بلد لم يُعلن العيد فيه بعد، وأكدت أن الشخص الذي يسافر إلى بلد تأخر عندهم الفطر، يجب عليه أن يوافق أهل البلد في صيامهم، حتى وإن جاوز الثلاثين يومًا، وتعتبر هذه الزيادة في الصيام تطوعًا، ولا يجب عليه قضاء هذا اليوم بعد العيد، وذلك أخذًا برأي بعض الفقهاء الذين أجازوا عدم القضاء في هذه الحالة، إلا أن الأفضل له أن يقضيه خروجًا من الخلاف، ولأنه أصبح جزءًا من أهل البلد الذي انتقل إليه.

كما أشارت دار الإفتاء إلى أن المسافر الذي انتقل إلى بلد آخر يجب عليه الالتزام بأحكام الصيام والفطر التي يسير عليها أهل ذلك البلد، لأنه أصبح واحدًا منهم خلال فترة وجوده هناك، وبما أن العلماء أجمعوا على أن الشهر القمري يكون إما تسعة وعشرين يومًا أو ثلاثين يومًا، فإنه إذا صام الشخص أقل من تسعة وعشرين يومًا يكون واجبًا عليه قضاء اليوم الناقص باتفاق العلماء، لأن الشهر لا ينقص عن هذه المدة.

أما في حالة المسافر الذي أكمل ثلاثين يومًا من الصيام ثم وصل إلى بلد آخر لم يعلن العيد بعد، فيجب عليه أن يوافق الجماعة في صيامهم حتى وإن زاد صيامه عن الثلاثين يومًا، وهذه الزيادة تعتبر تطوعًا، وإذا أفطر في هذا اليوم الزائد، فإنه لا يكون ملزمًا بالقضاء، لأن وجوبه كان على سبيل الموافقة لأهل البلد وليس على سبيل الفرض عليه من الأساس، وذلك لأنه قد أكمل صيام شهره بالفعل.

الأفضلية في قضاء اليوم الزائد احترامًا للخلاف الفقهي

رغم عدم وجوب قضاء اليوم الزائد عن الثلاثين وفقًا لبعض الآراء الفقهية، إلا أن دار الإفتاء المصرية أكدت أن الأفضل والأحوط هو قضاء هذا اليوم، وذلك خروجًا من الخلاف مع الفقهاء الذين يرون وجوب القضاء، خاصة أن المسافر صار جزءًا من أهل البلد الذي سافر إليه، وعليه اتباع أحكامهم المتعلقة بالصيام والفطر، وبهذا يحقق المسافر وحدة المسلمين في العبادة ويحترم النظم الفقهية المختلفة.

حكم الإمساك احترامًا لأهل البلد

أكدت دار الإفتاء أنه في حالة المسافر الذي وصل إلى بلد لا يزال صائمًا بينما كان مفطرًا في بلده، فلا يجب عليه الصيام لأنه بدأ يومه مفطرًا شرعًا، ولكن من المستحب له أن يمسك عن الطعام والشراب احترامًا لأهل البلد الذي وصل إليه، وذلك حتى لا يكون سببًا في إثارة الفتنة أو التشويش على الصائمين، كما أن هذا يتوافق مع مبادئ الأخلاق الإسلامية التي تدعو إلى مراعاة مشاعر الآخرين وعدم إظهار المخالفة أمام العامة.

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن حكم الصيام للمسافر يعتمد على الدولة التي بدأ فيها يومه، فإذا كان في بلد أعلن العيد، فإنه يجوز له الفطر، ولكن عند وصوله إلى بلد آخر لا يزال صائمًا، فلا يُطلب منه الصيام لكنه يُفضل أن يمسك احترامًا لأهل البلد، أما إذا سافر إلى بلد تأخر عندهم الفطر، فعليه أن يصوم معهم ولو زاد عن الثلاثين يومًا، وهذا اليوم الزائد يكون تطوعًا ولا يجب قضاؤه، لكن من الأفضل أن يقضيه خروجًا من الخلاف الفقهي.

بذلك تكون دار الإفتاء قد قدمت توضيحًا شاملًا لهذه المسألة الفقهية، مما يساعد المسافرين على اتخاذ القرار الصحيح وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، مع الأخذ في الاعتبار احترام أهل البلد الذي يسافرون إليه، وهو ما يعكس روح الإسلام في التسامح والتراحم بين المسلمين.

تم نسخ الرابط