كعك الأرز.. خيار سناك صحي أم مجرد وهْم غذائي رغم انخفاض سعراته؟

في السنوات الأخيرة أصبح كعك الأرز من الخيارات الشهيرة كوجبة خفيفة بين الكثير من الأشخاص الذين يتبعون أنماط حياة صحية أو يسعون للتحكم في وزنهم، وذلك بفضل ما يُعتقد أنه منخفض السعرات الحرارية، لكن هل هو بالفعل خيار غذائي صحي كما يعتقد البعض، أم أنه مجرد وهْم غذائي لا يحمل الفوائد المنتظرة؟.

ما هو كعك الأرز؟

كعك الأرز هو عبارة عن منتج غذائي يتم تحضيره باستخدام الأرز المعالج أو المطهو بطريقة خاصة على حرارة عالية، مما يجعله منتجًا خفيفًا في الوزن وقليل السعرات الحرارية، يمكن العثور على كعك الأرز في العديد من المتاجر، وغالبًا ما يتم تحضيره بنكهة طبيعية أو مع إضافات مختلفة مثل التوابل أو الشوكولاتة أو المكسرات.

الجانب المشرق لكعك الأرز: منخفض السعرات

يعتبر كعك الأرز من الخيارات الجيدة لأولئك الذين يرغبون في تقليل استهلاكهم للسعرات الحرارية، إذ يحتوي هذا السناك على عدد قليل من السعرات الحرارية مقارنة بالعديد من الوجبات الخفيفة الأخرى مثل الرقائق أو الحلويات المقلية، وتجعله هذه الميزة اختيارًا شائعًا لمن يسعون لفقدان الوزن أو الحفاظ على وزن صحي.

بالإضافة إلى ذلك، يأتي كعك الأرز خاليًا من الدهون المشبعة، وهو ما يجعلها بديلاً جيدًا للوجبات الخفيفة الغنية بالدهون الضارة التي يمكن أن تساهم في زيادة الوزن وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار.

الجانب المظلم لكعك الأرز: فقير في المغذيات

على الرغم من أن كعك الأرز يحتوي على عدد قليل من السعرات الحرارية، إلا أن الكثير من الخبراء يشيرون إلى أنه لا يحتوي على الكثير من المغذيات المفيدة التي يحتاجها الجسم، فهو غالبًا ما يفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات والألياف والفيتامينات والمعادن، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه كوجبة غذائية متكاملة، بل يجب أن يُستهلك كجزء من نظام غذائي متوازن.

إضافة إلى ذلك، غالبًا ما يُصنع كعك الأرز باستخدام الأرز الأبيض، الذي يتم معالجته بشكل مكثف، مما يجعله خاليًا من الألياف والمغذيات مقارنة بالأرز البني، ومن المعروف أن الأرز الأبيض يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم، مما قد يكون مشكلة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو أولئك الذين يسعون لتحسين صحة جهازهم الهضمي.

هل كعك الأرز يمكن أن يكون جزءًا من نظام غذائي صحي؟

إجابة هذا السؤال تعتمد على كيفية تضمينه في النظام الغذائي اليومي، كعك الأرز يمكن أن يكون خيارًا مناسبًا كوجبة خفيفة بين الوجبات الرئيسية، خاصة إذا تم تناوله مع مكونات أخرى تعزز قيمته الغذائية، مثل الزبادي اليوناني أو شرائح الخضروات، بهذه الطريقة، يمكن تحقيق التوازن بين السعرات الحرارية المنخفضة والمغذيات الأساسية.

علاوة على ذلك، إذا كان الهدف هو الحفاظ على الوزن أو تقليل الوزن، فإن كعك الأرز يمكن أن يكون بديلاً صحيًا للوجبات الخفيفة عالية السعرات، مثل الرقائق المقلية أو الحلويات الغنية بالسكر، لكن يجب دائمًا مراقبة الكميات وتجنب الإفراط في تناوله.

كعك الأرز والتحكم في الوزن

إذا كان الشخص يهدف إلى التحكم في وزنه، يمكن لكعك الأرز أن يكون جزءًا من استراتيجية وجبات خفيفة صحية، لكنه ليس الحل السحري لفقدان الوزن، مهم أن يكون جزءًا من نظام غذائي متوازن يتضمن جميع المجموعات الغذائية، مثل البروتينات والخضروات والفواكه، ليتحقق التوازن المطلوب.

أظهرت الدراسات أن الوجبات الخفيفة الغنية بالألياف والبروتين تساعد في الشعور بالشبع لفترات أطول، وبالتالي يمكن أن تساهم في تقليل الشهية والحد من تناول الطعام غير الصحي، لذا فإن الاعتماد الكامل على كعك الأرز قد لا يكون الخيار الأمثل للعديد من الأشخاص الذين يسعون لفقدان الوزن على المدى الطويل.

هل كعك الأرز مفيد للأشخاص الرياضيين؟

بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام، قد لا يكون كعك الأرز خيارًا مثاليًا كوجبة خفيفة قبل التمرين أو بعده، إذ أنه يفتقر إلى كمية كافية من البروتينات أو الكربوهيدرات المعقدة التي يحتاجها الجسم لإعادة بناء العضلات والتعافي بعد النشاط البدني، الرياضيون عادة يحتاجون إلى وجبات تحتوي على مزيج من البروتين والكربوهيدرات لتلبية احتياجاتهم الغذائية.

لكن يمكن تناوله بعد التمرين إذا كان مرفقًا بمصدر جيد للبروتين أو الكربوهيدرات المعقدة، مثل تناول كعك الأرز مع زبدة الفول السوداني أو شرائح الدجاج المشوي.

هل كعك الأرز خيار صحي؟

بالرغم من انخفاض السعرات الحرارية في كعك الأرز، فإنه لا يُعتبر سناكًا صحيًا بالمعنى الكامل، خاصة إذا تم تناوله بمفرده دون مراعاة بقية مكونات النظام الغذائي، إذا تم تناوله بشكل معتدل وبالتوازي مع الأطعمة المغذية الأخرى، فإنه يمكن أن يكون خيارًا جيدًا كوجبة خفيفة منخفضة السعرات.

ومع ذلك لا يجب الاعتماد على كعك الأرز كبديل رئيسي للوجبات المتكاملة أو كمصدر رئيسي للمغذيات، في النهاية، يظل التوازن هو العامل الأهم في اختيار الوجبات الصحية التي تدعم أهدافنا الغذائية وصحتنا العامة.