هل التسمم الغذائي معدى؟ ..تعرف على المضاعفات والأطعمة التي يجب تجنبها

التسمم الغذائي هو حالة مرضية تحدث نتيجة تناول أطعمة ملوثة بالبكتيريا أو الفيروسات أو السموم التي تفرزها الكائنات الدقيقة، وتسبب أعراضًا مثل الغثيان والقيء والإسهال، والعديد من الأشخاص يظنون أن التسمم الغذائي يمكن أن يكون معديًا، ولكن الحقيقة هي أن التسمم الغذائي ليس معديًا بشكل مباشر من شخص لآخر، بل إن معظم الحالات تحدث نتيجة تناول طعام ملوث بمكونات سامة أو ملوثات ميكروبية، إلا أن هناك حالات معينة قد ينتقل فيها التسمم الغذائي إذا كانت العدوى ناجمة عن فيروس أو بكتيريا معدية.

هل يمكن أن ينتقل التسمم الغذائي؟

على الرغم من أن التسمم الغذائي في حد ذاته ليس معديًا من شخص لآخر، إلا أن بعض الكائنات الدقيقة التي تسبب التسمم يمكن أن تكون معدية، فعلى سبيل المثال، بكتيريا مثل السالمونيلا والإيشيريشيا كولاي (E. coli) يمكن أن تنتقل من شخص لآخر إذا تم الاتصال المباشر أو تناول الطعام الملوث بهذه البكتيريا، لذا يجب على الأفراد الذين يعانون من التسمم الغذائي اتباع قواعد النظافة الجيدة مثل غسل اليدين بشكل متكرر وعدم مشاركة الطعام مع الآخرين للحفاظ على السلامة العامة.

أعراض التسمم الغذائي

تختلف أعراض التسمم الغذائي بحسب نوع الكائنات الدقيقة التي تسببه، ولكن الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل الإسهال، والغثيان، والتقيؤ، وآلام البطن، وقد يصاحب ذلك حمى أو صداع في بعض الحالات، وإذا كانت العدوى شديدة، قد تؤدي إلى جفاف الجسم وفقدان السوائل، مما يتطلب رعاية طبية فورية، ويمكن أن تتفاوت مدة الأعراض من بضع ساعات إلى عدة أيام، حيث يتوقف ذلك على نوع الملوثات وطبيعة التسمم.

مضاعفات التسمم الغذائي

في حالات نادرة، قد يؤدي التسمم الغذائي إلى مضاعفات خطيرة، مثل التسمم الدموي، الذي يمكن أن يؤثر على الأعضاء الحيوية في الجسم، مثل الكبد والكلى، كما قد يتسبب التسمم في اضطرابات شديدة في الجهاز الهضمي إذا لم تتم معالجته بشكل صحيح، وقد يؤدي التسمم الحاد إلى دخول المستشفى في حالات معينة، خاصة في الأطفال وكبار السن الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، أو إذا كانت العدوى ناتجة عن أنواع معينة من البكتيريا مثل السالمونيلا أو كامبيلوباكتر.

الأطعمة التي يجب تجنبها عند الإصابة بالتسمم الغذائي

عند الإصابة بالتسمم الغذائي، من المهم تجنب بعض الأطعمة التي قد تفاقم الحالة أو تزيد من خطر التسمم، وأبرز هذه الأطعمة تشمل:

اللحوم غير المطهية جيدًا: يمكن أن تحتوي اللحوم النيئة أو غير المطهية جيدًا على بكتيريا خطيرة مثل السالمونيلا أو الإيشيريشيا كولاي، التي قد تسبب التسمم الغذائي

الأطعمة البحرية النيئة: مثل السوشي والمحار النيء، يمكن أن تحتوي هذه الأطعمة على فيروسات وبكتيريا قد تكون ضارة جدًا للجهاز الهضمى

منتجات الألبان غير المبسترة: يمكن أن تحتوي الألبان غير المبسترة على بكتيريا مثل الليستيريا أو السالمونيلا، التي قد تسبب التسمم الغذائي

الأطعمة الملوثة أو الفاسدة: يجب تجنب تناول الطعام الذي مر عليه وقت طويل أو تم تخزينه بشكل غير صحيح، حيث يمكن أن تكون هذه الأطعمة مصدرًا للسموم الغذائية التي تسبب التسمم

التسمم الغذائي وأهمية الوقاية

الوقاية من التسمم الغذائي أمر بالغ الأهمية، ويمكن تحقيق ذلك باتباع بعض التدابير البسيطة مثل:

1.غسل اليدين بشكل متكرر: يجب غسل اليدين بشكل جيد قبل تحضير الطعام وبعد استخدام الحمام، لتجنب نقل الجراثيم

2.الاحتفاظ بالأطعمة في درجة حرارة مناسبة: يجب تخزين الطعام في درجات حرارة منخفضة للحفاظ على سلامته، خاصة الأطعمة التي تحتوي على البروتينات مثل اللحوم والدواجن

3.التأكد من طهي الطعام جيدًا: من المهم التأكد من أن الطعام قد تم طهيه بشكل كامل، خاصة اللحوم والدواجن والبيض، لتقليل فرص الإصابة بالتسمم

4.الابتعاد عن تناول الأطعمة المكشوفة أو غير النظيفة: يجب التأكد من أن الطعام الذي يتم تناوله قد تم تحضيره في بيئة نظيفة وآمنة

علاج التسمم الغذائي

عند الإصابة بالتسمم الغذائي، يجب أولاً الراحة وشرب كميات كبيرة من السوائل لتعويض ما فقده الجسم من سوائل بسبب الإسهال والقيء، وفي حال كانت الأعراض شديدة، مثل الحمى أو التقيؤ المستمر، يجب التوجه إلى الطبيب للحصول على العلاج المناسب، وفي بعض الحالات قد يصف الطبيب أدوية مضادة للبكتيريا أو الفيروسات، وفي الحالات الأكثر خطورة قد يتم العلاج في المستشفى لتجنب المضاعفات.

التسمم الغذائي هو حالة شائعة لكنها قد تكون مزعجة جدًا، وعلى الرغم من أنه ليس معديًا بشكل مباشر، إلا أن بعض مسبباته يمكن أن تكون معدية، لذا من المهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة به والحد من انتشاره، خاصة بين الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، يجب أيضًا أن نتذكر أهمية تجنب الأطعمة الملوثة أو غير المطهية جيدًا، والابتعاد عن الممارسات الغذائية غير السليمة للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والوقاية من التسمم.