هل تشعر بالكهرباء عند اللمس؟ اكتشف الأسباب الطبية وراء ذلك

هل سبق لك أن شعرت بالكهرباء عند اللمس؟ تلك اللحظة التي تشعر فيها بشيء يشبه الصدمة الكهربائية عندما تلمس شيئًا أو شخصًا آخر، قد تكون مزعجة للغاية وقد تثير التساؤلات حول السبب الكامن وراء هذه الظاهرة، على الرغم من أن الأمر قد يبدو غريبًا أو غير مريح إلا أن هناك بعض الأسباب الطبية التي يمكن أن تفسر هذه الظاهرة، ومن خلال هذا المقال يستعرض القارئ نيوز الأسباب التي قد تجعلك تشعر بالكهرباء عند اللمس.
ما هي الكهرباء الساكنة؟
من أكثر الأسباب شيوعًا وراء الشعور بالكهرباء عند اللمس هي الكهرباء الساكنة، وهي ظاهرة تحدث عندما يتراكم الشحن الكهربائي على سطح المواد بسبب احتكاكها مع مواد أخرى، على سبيل المثال عند ارتداء ملابس مصنوعة من أقمشة صناعية مثل النايلون أو البوليستر، فإنها قد تتراكم عليها شحنات كهربائية نتيجة الاحتكاك المستمر مع الجسم، وعندما تلمس شيئًا موصلًا للكهرباء مثل معدني أو شخص آخر، قد تشعر بصاعقة صغيرة نتيجة تفريغ هذه الشحنات الكهربائية، وهذه الظاهرة تُعرف بالكهرباء الساكنة.
كيف تؤثر الأعصاب في شعورك بالكهرباء؟
إضافة إلى الكهرباء الساكنة، قد تكون الأعصاب هي المسؤولة عن الشعور بالكهرباء عند اللمس، فالأعصاب الموجودة في جلدك هي التي تستشعر وتنقل الإشارات الكهربائية من الجسم إلى الدماغ، وفي بعض الأحيان قد تتسبب بعض الحالات الطبية في زيادة حساسية الأعصاب، مما يؤدي إلى شعور الشخص بالكهرباء أو الوخز عند اللمس، ومن الحالات التي قد تسبب ذلك هي:
الاعتلال العصبي السكري: وهو حالة تحدث عندما يؤثر مرض السكري على الأعصاب الطرفية في الجسم، مما يؤدي إلى الشعور بوخز أو كهرباء عند اللمس
التصلب المتعدد: وهو مرض يؤثر على الجهاز العصبي المركزي وقد يتسبب في شعور الشخص بالكهرباء أو الوخز في أجزاء مختلفة من الجسم
الضغط على الأعصاب: قد تؤدي وضعيات معينة أو الضغط على الأعصاب في العمود الفقري أو الرقبة إلى شعور الشخص بالكهرباء أو التنميل عند اللمس
الحساسيات الجلدية والكهرباء عند اللمس
الحساسيات الجلدية قد تكون أيضًا سببًا آخر للشعور بالكهرباء عند اللمس، فعندما يكون الجلد حساسًا بسبب التهيج أو التهاب الجلد، قد تكون الأعصاب في الجلد أكثر استجابة للإشارات، مما يجعلك تشعر بالكهرباء أو الوخز عند اللمس، على سبيل المثال قد يشعر الأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية مثل الأكزيما أو الصدفية بالكهرباء عند لمس مناطق الجلد المصابة بالتهيج أو الجفاف.
تأثير التوتر والقلق على الشعور بالكهرباء
في بعض الحالات قد يكون التوتر والقلق سببًا في زيادة الشعور بالكهرباء عند اللمس، فقد يؤدي القلق إلى زيادة الحساسية العصبية، مما يجعل الشخص يشعر بشيء غير مريح أو صدمة كهربائية خفيفة عندما يلمس شخصًا آخر أو شيئًا ما، كما أن التوتر يمكن أن يؤدي إلى تقلصات في العضلات أو ضغط على الأعصاب، مما يساهم في الشعور بالكهرباء أو الوخز.
كيف يمكن تجنب الشعور بالكهرباء عند اللمس؟
إذا كنت تعاني من الشعور بالكهرباء عند اللمس بشكل متكرر، فهناك بعض الطرق التي يمكن أن تساعدك في تقليل هذه الظاهرة أو تجنبها:
استخدام مرطب للجلد: إذا كانت الحساسيات الجلدية هي السبب، فقد يساعد استخدام مرطب للجلد في تقليل التهيج، مما يساهم في تقليل الشعور بالكهرباء
الابتعاد عن الملابس المصنعة من الألياف الصناعية: الملابس المصنوعة من الألياف الطبيعية مثل القطن قد تكون أقل عرضة لتكوين الكهرباء الساكنة، لذلك حاول ارتداء ملابس مريحة وطبيعية
استخدام جهاز مزيل للكهرباء الساكنة: إذا كنت تعيش في بيئة جافة أو باردة، يمكن أن تتراكم الكهرباء الساكنة في الهواء، ويمكنك استخدام جهاز مزيل للكهرباء الساكنة لتحسين الوضع
التحكم في مستوى التوتر: ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتمارين التنفسية قد يساعد في تقليل القلق والتوتر، وبالتالي تقليل الإحساس بالكهرباء
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
إذا كنت تشعر بالكهرباء عند اللمس بشكل متكرر، وخصوصًا إذا كنت تعاني من أعراض أخرى مثل التنميل، أو الألم، أو الوخز، أو ضعف العضلات، فقد يكون من الأفضل زيارة الطبيب للتأكد من عدم وجود حالات طبية قد تكون السبب، قد يطلب منك الطبيب إجراء بعض الفحوصات للتأكد من صحة الأعصاب أو الجلد، وإذا كانت هناك أي مشاكل صحية مثل الاعتلال العصبي أو التصلب المتعدد، فإن العلاج المبكر قد يساعد في تخفيف الأعراض وتحسين حالتك.
إذا كنت تشعر بالكهرباء عند اللمس، فهناك عدة أسباب محتملة لهذه الظاهرة، بدءًا من الكهرباء الساكنة التي تتراكم على الجسم بسبب الاحتكاك مع الأقمشة، وصولًا إلى بعض الحالات الطبية التي تؤثر على الأعصاب أو الجلد، كما أن التوتر والقلق يمكن أن يزيدا من الحساسية للأحاسيس الكهربائية، وبالرغم من أن الشعور بالكهرباء عند اللمس ليس عادةً مؤشرًا على مشكلة خطيرة، إلا أنه في حال كان متكررًا أو مصحوبًا بأعراض أخرى، من الأفضل استشارة الطبيب لتحديد السبب وعلاجه.