هل الشك في عدد ركعات الصلاة يبطلها؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي

تعد الصلاة من أركان الإسلام الهامة التي يتقرب بها المسلم إلى الله، ومع أهمية الصلاة وما لها من قيمة دينية وروحية، قد يتعرض البعض لحالة من الشك أثناء أداء الصلاة، خصوصًا فيما يتعلق بعدد الركعات التي صلاها الشخص، فما العمل في مثل هذه الحالة؟ وهل يتطلب الأمر إعادة الصلاة؟ هذا ما أجاب عنه الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في رد على سؤال حول الشك في عدد ركعات الصلاة.
حكم الشك في عدد الركعات أثناء الصلاة
يعتبر الشك في عدد الركعات أثناء الصلاة من الأمور التي قد تصيب بعض المصلين، لكن لا داعي للقلق أو التوتر في حال حدوث ذلك، فوفقًا لما ورد عن دار الإفتاء المصرية، إذا شك الشخص في عدد الركعات التي صلاها، سواء كان يشك في أنه صلى ثلاث ركعات أو أربع، فعليه أن يبني على اليقين، وهو الأقل، أي في هذه الحالة يجب عليه أن يفرض أنه صلى ثلاث ركعات فقط، ثم يكمل صلاته كالمعتاد، وبعد الانتهاء من الصلاة عليه أن يسجد سجدتين للسهو قبل أن يسلم من الصلاة، وذلك لتصحيح أي خلل قد يكون حدث أثناء الصلاة.
الشك في الصلاة.. هل يختلف الحكم في حالة الظن؟
وقد أوضح الشيخ عويضة عثمان أن حكم الشك يختلف في حالة وجود ظن راجح لدى المصلي، ففي حال كان الشخص يشك في عدد الركعات ولكنه يميل إلى ظن معين، مثل ظنه أنه صلى أربع ركعات، فيجوز له هنا أن يبني على هذا الظن، ويكمل صلاته على هذا الأساس دون الحاجة إلى إعادة الصلاة، وهذا أمر مقبول شرعًا وفقًا لما ورد في الفتوى.
كيف يتعامل المسلم مع الشك المتكرر؟
أما إذا كان الشك في عدد الركعات يتكرر بشكل مستمر، مثلما يحدث مع بعض الأشخاص الذين يعانون من الوسوسة أثناء الصلاة، فقد أكد الشيخ عويضة عثمان أنه لا يجب على المصلي الالتفات إلى هذه الوساوس، لأن التركيز على الشك في هذه الحالة يؤدي إلى الحرج والتكليف بما لا يطاق، وبالتالي فإن عليه أن يُكمل الصلاة دون تردد أو تفكير في الشكوك التي تراوده، إذ أن التوقف عند الوسوسة يؤثر سلبًا على صحة الصلاة ويزيد من الضغط النفسي على المصلي.
التعامل مع الوسواس أثناء الصلاة
في حال كان الشك يتكرر في كل أو أغلب الصلوات، فإن هذا يعتبر نوعًا من الوسوسة التي تصيب بعض الناس، وفي هذه الحالة لا يجب أن يلتفت المسلم إلى هذا الشك، بل يجب عليه أن يستمر في صلاته ويكملها حتى النهاية دون أن يعير اهتمامًا لما يساوره من شكوك. إن الوسوسة في الصلاة تؤدي إلى تضخيم الأمور الصغيرة وتجعل الشخص يشعر بالقلق، مما يعوقه عن أداء الصلاة بشكل صحيح. ولذلك يجب على المسلم أن يتجاهل هذه الوساوس ويتابع صلاته بشكل طبيعي.
التوجيهات الشرعية لتجنب الشكوك في الصلاة
لتجنب الوقوع في مثل هذه الشكوك والوساوس، ينصح العديد من العلماء باتباع بعض الإرشادات التي من شأنها أن تساعد المسلم في أداء صلاته بشكل سليم، وأهم هذه الإرشادات هي التركيز الكامل أثناء الصلاة والابتعاد عن الملهيات والوسائل التي قد تشتت الذهن، مثل التحديق في أشياء محيطة أو التفكير في أمور الدنيا أثناء أداء الصلاة. علاوة على ذلك، يجب أن يتذكر المصلي دائمًا أن الله هو المجيب على الدعاء، وأن الصلاة عبادة يتقرب بها إلى الله دون أن يشغل نفسه بالشكوك التي لا طائل منها.
الشيطان والوسواس في الصلاة
كثيرًا ما يحدث أن يوسوس الشيطان للمصلي في أمور الصلاة، خصوصًا في مسألة عدد الركعات، وهذه وسيلة من وسائل الشيطان التي تهدف إلى تشويش ذهن المصلي وجعله في حالة من القلق الدائم أثناء الصلاة، وهذا ما قد يجعل بعض الناس يشعرون أنهم لم يؤدوا الصلاة بشكل صحيح، لذا يجب على المسلم أن يتذكر دائمًا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا شك أحدكم في صلاته فليبن على ما استيقن”، وهذا هو الطريق الصحيح للتعامل مع الشكوك في الصلاة.
ضرورة بناء الصلاة على اليقين
من أهم المبادئ التي أكد عليها علماء الدين في هذا السياق هو ضرورة بناء الصلاة على اليقين، أي أن الشخص يجب أن يبني صلاته على العدد الأقل إذا شك في الركعات، وفي نفس الوقت إذا كان لديه يقين أو ظن قوي في عدد الركعات، فيجوز له البناء على هذا الظن دون الحاجة إلى إعادة الصلاة، وبالتالي فإن أهم شيء هو عدم التوقف عن الصلاة بسبب الشكوك، بل يجب على الشخص أن يكمل الصلاة ويتبع القواعد الشرعية التي تنظم مثل هذه الحالات.