الأربعاء 23 أبريل 2025 الموافق 25 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

اكتشف أسرار مرض ADHD.. أعراض قد لا تلاحظها وطرق فعالة للوقاية والعلاج

فرط الحركة
فرط الحركة

«مرض ADHD »من أكثر الاضطرابات النفسية والعصبية شيوعًا بين الأطفال والمراهقين بل وحتى البالغين، ويُعرف طبيًا باسم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ويُعد من التحديات المعقدة التي تجمع بين صعوبات في التركيز وفرط النشاط والسلوك الاندفاعي، ورغم أن «مرض ADHD» يظهر في سن مبكرة غالبًا، إلا أن العديد من الأشخاص قد لا يلاحظون الأعراض فورًا، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص والتدخل المبكر.

ما هو اضطراب ADHD؟

مرض ADHD هو اضطراب عصبي يؤثر على مناطق في الدماغ مسؤولة عن التركيز والسلوك والتحكم في الانفعالات، ويؤدي إلى صعوبات في الانتباه والبقاء على المسار الصحيح، فضلاً عن النشاط الزائد والسلوك الاندفاعي، وهو ليس مجرد نشاط زائد لدى الطفل أو تشتت عابر، بل هو اضطراب مزمن يحتاج إلى متابعة وتدخل متعدد الجوانب.

أسباب ADHD

حتى الآن، لم يتم تحديد سبب واحد لاضطراب مرض ADHD ولكن هناك مجموعة من العوامل التي يعتقد العلماء أنها تسهم في ظهوره، من بينها العوامل الوراثية حيث تشير الدراسات إلى أن وجود تاريخ عائلي مع ADHD يزيد من احتمالية إصابة الأبناء به، كما تلعب العوامل البيئية دورًا ملحوظًا، مثل تعرض الجنين للمواد السامة أثناء الحمل، كالتدخين أو الكحول أو الرصاص، بالإضافة إلى مشكلات أثناء الولادة مثل نقص الأوكسجين أو الولادة المبكرة التي قد تؤثر على نمو الدماغ بطريقة طبيعية.

أعراض قد لا تلاحظها بسهولة

الأعراض التقليدية لـمرض ADHD مثل فرط النشاط أو صعوبة الجلوس بثبات أو مقاطعة الآخرين أثناء الحديث قد تكون واضحة، لكن هناك أعراض أخرى أقل وضوحًا لا ينتبه إليها الكثيرون، من بينها قلة التنظيم، التشتت أثناء الحديث، النسيان المستمر، سهولة الشعور بالملل، أو صعوبة متابعة التعليمات حتى البسيطة منها، كما قد يظهر الشخص المصاب كأنه “يحلم كثيرًا” أو “لا يستمع”، وهي صفات قد تُفهم خطأ على أنها كسَل أو عدم اهتمام بينما هي من صميم أعراض ADHD.

هل تختلف الأعراض بين الأطفال والكبار؟

نعم، فبينما يُظهر الأطفال المصابون بـADHD علامات فرط الحركة والاندفاع بشكل أوضح، فإن البالغين قد يعانون من صعوبات في إدارة الوقت، أو الشعور الدائم بالإرهاق العقلي، أو اتخاذ قرارات متهورة، وفي بعض الأحيان يعانون من مشكلات في العلاقات أو الاستقرار المهني نتيجة صعوبة التركيز أو نسيان المهام والمواعيد.

تشخيص ADHD

تشخيص مرض ADHD لا يتم عبر تحليل دم أو تصوير أشعة، بل يعتمد على تقييم شامل يجمع بين ملاحظة السلوك وتاريخ الأعراض، ويقوم به طبيب نفسي أو مختص سلوكي، كما يشترط أن تكون الأعراض موجودة قبل سن الثانية عشرة، وأن تؤثر بشكل واضح على الأداء الدراسي أو المهني أو الاجتماعي، وقد يتطلب الأمر مقابلات مع الأهل أو المعلمين لتكوين صورة كاملة عن سلوك المصاب في مختلف البيئات.

طرق فعالة للعلاج

علاج ADHD لا يعتمد فقط على الأدوية بل هو نهج متعدد يشمل العلاج السلوكي والتدريب على المهارات وتنظيم الحياة اليومية، في بعض الحالات قد تُستخدم أدوية منشطة تعمل على تحسين كيمياء الدماغ وزيادة القدرة على التركيز مثل الريتالين أو الأديـرال، لكن لا ينبغي أبدًا استخدامها بدون إشراف طبي، من جهة أخرى يمكن أن يكون العلاج السلوكي فعالًا جدًا خصوصًا للأطفال حيث يساعدهم على تطوير مهارات حل المشكلات وإدارة الغضب وتحسين التفاعل مع الآخرين.

هل يمكن الوقاية من ADHD؟

رغم أن ADHD له أبعاد وراثية وبيولوجية تجعل من الصعب الوقاية منه تمامًا، إلا أن بعض الخطوات يمكن أن تقلل من فرص ظهوره أو تخفف من حدته، وأهم هذه الخطوات هو العناية بصحة الأم أثناء الحمل، تجنب التعرض للمواد الضارة، توفير بيئة تعليمية محفزة للطفل، وتعليم الأطفال مهارات التنظيم الذاتي منذ الصغر، كما أن الفحص المبكر والتشخيص السريع يمكن أن يحد من تفاقم الأعراض.

التعايش مع ADHD

ADHD ليس نهاية المطاف، بل هو مجرد تحدٍّ يمكن التعامل معه إذا توفرت المعرفة والدعم المناسب، فالكثير من الأشخاص المصابين بـADHD استطاعوا تحقيق نجاحات مبهرة في مجالات متعددة، لأنهم حولوا طاقاتهم الكبيرة إلى مشاريع إيجابية، السر يكمن في الفهم العميق لطبيعة ADHD وعدم التسرع في الحكم على المصابين به، بل احتواؤهم ومساعدتهم على استخدام إمكاناتهم بأفضل شكل ممكن.

يبقى ADHD من أكثر الاضطرابات التي تستحق وعيًا مجتمعيًا أوسع، فكلما كان الناس أكثر اطلاعًا على أعراض ADHD وطرق تشخيصه وعلاجه، كلما زادت فرص التدخل المبكر وتحقيق نتائج أفضل، ولعل أول خطوة نحو ذلك هو أن نتخلى عن الأحكام السطحية ونبدأ في الاستماع بإنصاف لكل من يمر بهذه التجربة.

تم نسخ الرابط