«الإسكندرية السينمائي» يكرم مسيرة سعيد شيمي بجائزة جديدة لأفضل فيلم وثائقي عربي

السبت 12/يوليو/2025 - 10:32 م

أعلنت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة، عن استحداث جائزة جديدة تحمل اسم أحد أعلام السينما التسجيلية في العالم العربي، وهو مدير التصوير والمخرج الكبير سعيد شيمي، وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ41 من المهرجان، المقرر انطلاقها خلال الفترة من 28 سبتمبر حتى 2 أكتوبر 2025، تحت رعاية وزارة الثقافة ومحافظة الإسكندرية.

خطوة لتكريم التجارب التسجيلية

الجائزة الجديدة، التي ستُمنح لـ«أفضل فيلم وثائقي عربي طويل»، تأتي في سياق دعم وتقدير الجهود الكبيرة التي تبذلها السينما التسجيلية، لا سيما تلك التي تبرز الواقع العربي، وتسجل تحولات المجتمع، وتحمل مضامين فكرية وإنسانية وفنية بالغة الأهمية.

وقالت إدارة المهرجان في بيان رسمي: «إن استحداث هذه الجائزة يمثل نقلة نوعية في مسار مهرجان الإسكندرية السينمائي، ويأتي استجابة للتطور الملحوظ في عدد وجودة الأفلام الوثائقية المشاركة في مسابقاته، لا سيما مسابقة نور الشريف للأفلام الروائية الطويلة».

وأضاف البيان: «ارتأينا أن الأفلام التسجيلية العربية تستحق مساحة خاصة بها وجائزة مستقلة، تكرم هذا النوع السينمائي الذي لطالما عانى من التهميش، رغم كونه أحد أكثر الأنواع الفنية تأثيرًا وصدقًا في التعبير عن المجتمعات».

سعيد شيمي.. اسم يتصدر الصورة

تحمل الجائزة الجديدة اسم سعيد شيمي، أحد أبرز أعلام التصوير السينمائي في مصر والعالم العربي، والذي ارتبط اسمه بتاريخ طويل من الإبداع في تقديم الصورة البصرية المميزة، سواء في السينما الروائية أو التسجيلية.

ويعد شيمي من الأسماء النادرة التي جمعت بين الفن والبراعة التقنية، حيث شارك في تصوير أكثر من 108 أفلام روائية طويلة، كما أخرج وصوّر نحو 75 فيلمًا وثائقيًا وتسجيليًا قصيرًا، تُعد مرجعًا في فن التوثيق البصري لقضايا مجتمعية وإنسانية وتاريخية.

وأعربت إدارة المهرجان عن فخرها بأن تكون الجائزة الأولى من نوعها باسم هذا الرائد، تقديرًا لمسيرته الفنية الكبيرة، ولإسهاماته التي أثْرت السينما التسجيلية، ليس فقط في مصر، بل في العالم العربي بأسره.

من «نور الشريف» إلى الشاشة الوثائقية

تُمنح الجائزة الجديدة ضمن مسابقة نور الشريف للأفلام الروائية الطويلة، والتي تضم في نسختها الجديدة عدداً من المشاركات العربية التي تنتمي إلى سينما الواقع والتوثيق، وهو ما لفت أنظار لجنة تنظيم المهرجان إلى ضرورة تخصيص جائزة تحمل خصوصية هذا النوع، على أن تُمنح الجائزة وفق معايير تتعلق بالقيمة الفنية للفيلم، وقدرته على المعالجة السينمائية للقضية، وجودة الصورة، وتكامل عناصر السرد البصري.

ويُنتظر أن تكون هذه الجائزة دافعًا للمزيد من صناع الأفلام التسجيلية العرب للتقديم والمشاركة، كما تعكس رؤية مهرجان الإسكندرية السينمائي في التوسع نحو الاهتمام بالأفلام البديلة وغير التجارية، وتشجيع التجارب المستقلة والجريئة.

رعاية رسمية ودعم مؤسسي

تقام فعاليات المهرجان هذا العام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية، حيث يعكف القائمون على الحدث الفني العريق على إعداد برنامج فني وثقافي حافل، يشمل عروضًا للأفلام الروائية والتسجيلية، وورش عمل، وندوات، ولقاءات مفتوحة مع صناع السينما، من مصر ودول المتوسط.

وأكد رئيس المهرجان الأمير أباظة، أن هذه الدورة ستحمل طابعًا خاصًا، وتسلط الضوء على ضرورة استعادة الوعي بدور السينما كأداة للتوثيق، ونقل القضايا العربية، وتعزيز ثقافة الصورة لدى الأجيال الجديدة، مشيرًا إلى أن تكريم سعيد شيمي من خلال الجائزة، هو تكريم لمسيرة من النضال الفني، والدفاع عن قيمة «اللقطة» و«الضوء» و«الزمن»، في خدمة الحقيقة.

مسيرة شيمي.. صورة لا تنسى

يُذكر أن سعيد شيمي يعد من أبرز المصورين السينمائيين في مصر، وارتبط اسمه بعدد من علامات السينما المصرية، منها أعماله مع المخرج الراحل عاطف الطيب، والمخرج شريف عرفة، وغيرهما.

كما حصد العديد من الجوائز وشهادات التقدير، وله مؤلفات ومقالات نقدية مهمة حول فن التصوير والإخراج التسجيلي.

ولا يُخفى أن عطاء سعيد شيمي الممتد لعقود طويلة، جعل منه نموذجًا ملهمًا للأجيال الجديدة، كما أن حبه للفن وقدرته على التقاط التفاصيل الصغيرة في الصورة، شكّلا مدرسة خاصة في فن التصوير السينمائي العربي.