البورصة تتراجع بفعل جني الأرباح.. وصعود هامشي لأسهم الشركات الصغيرة

استهلت البورصة المصرية تعاملات جلسة اليوم الإثنين بتراجع شبه جماعي لمؤشراتها الرئيسية، وسط أداء متباين لأسهم الشركات، حيث شهد مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة صعودًا هامشيًا بدعم من ارتفاع بعض الأسهم القيادية في هذا القطاع، أبرزها بنك البركة مصر وأوراسكوم للاستثمار القابضة.

وتأثرت مؤشرات السوق بعمليات بيع محدودة لجني الأرباح من قبل المستثمرين الأفراد والمؤسسات عقب الارتفاعات الأخيرة، مما ألقى بظلاله على مؤشرات الأداء العام في بداية جلسة الأسبوع.

تفاصيل أداء المؤشرات الرئيسية

سجل المؤشر الرئيسي «إيجي إكس 30» تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.05% ليصل إلى مستوى 31,840 نقطة. وجاء هذا الانخفاض مدفوعًا بضغط من تراجع أسهم عدد من الشركات الكبرى والقيادية المدرجة في المؤشر، والتي تأثرت بموجة تصحيح طبيعية بعد المكاسب التي حققتها خلال الجلسات الماضية.

كما تراجع مؤشر «إيجي إكس 30 محدد الأوزان» بنسبة 0.01% ليصل إلى 39,734 نقطة، بينما انخفض مؤشر «إيجي إكس 30 للعائد الكلي» بنسبة 0.07% مسجلاً 14,234 نقطة، وهو ما يعكس حالة من الحذر لدى المستثمرين مع بداية التعاملات.

أما مؤشر الشريعة الإسلامية، الذي يضم الشركات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، فقد تراجع بنسبة 0.07% إلى مستوى 3,288 نقطة، مما يشير إلى أن التراجع شمل مختلف القطاعات.

صعود طفيف لمؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة

رغم تراجع البورصة العام، شهد مؤشر «إيجي إكس 70 متساوي الأوزان»، الذي يقيس أداء الأسهم الصغيرة والمتوسطة، ارتفاعًا هامشيًا بنسبة 0.01% ليصل إلى 9,287 نقطة.
ويعود هذا الصعود إلى الأداء القوي لأسهم بعض الشركات، وعلى رأسها بنك البركة مصر وأوراسكوم للاستثمار القابضة، اللذان سجلا ارتفاعات ملحوظة خلال بداية التداولات.

في المقابل، تراجع مؤشر «إيجي إكس 100 متساوي الأوزان»، الذي يضم جميع الأسهم المدرجة في «إيجي إكس 70» بالإضافة إلى أسهم «إيجي إكس 30»، بنسبة 0.02% ليصل إلى 12,699 نقطة.

كما هبط مؤشر «تميز»، الذي يقيس أداء الشركات الناشئة المدرجة حديثًا في السوق، بنسبة كبيرة بلغت 1.69%، ليصل إلى 11,966 نقطة، مما يعكس الضغوط التي تواجهها هذه الفئة من الشركات وسط تقلبات السوق الحالية.

أسباب التراجع وأداء القطاعات

يرجع التراجع العام لمؤشرات البورصة اليوم إلى عدة عوامل، أبرزها ضغوط البيع لجني الأرباح من قبل المستثمرين الأفراد بعد صعود المؤشرات لمستويات تاريخية جديدة خلال الأسابيع الماضية.
 

كما ساهمت حالة الترقب في الأسواق العالمية، خاصة مع اقتراب قرارات الفائدة الأمريكية والتوترات الجيوسياسية الإقليمية، في دفع المستثمرين نحو اتخاذ مواقف حذرة.

قطاع البنوك وشركات الاستثمار المالي كان الأكثر تأثرًا بالتراجعات، بينما حافظت بعض القطاعات مثل الرعاية الصحية والاتصالات على تماسك نسبي بفضل ارتفاع بعض الأسهم الفردية.

توقعات السوق للجلسات المقبلة

يتوقع محللون أن تستمر حالة التذبذب في مؤشرات البورصة المصرية خلال الجلسات القادمة، مع ميل طفيف نحو الارتفاع، خصوصًا إذا ما دعمت السيولة القوية الأسهم الكبرى، واستمر الأداء الإيجابي لبعض الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وأكد خبراء السوق أن تصحيحات البورصة الحالية صحية وطبيعية بعد سلسلة من المكاسب القوية، مشيرين إلى أن المؤشرات لا تزال تحتفظ باتجاهها الصاعد على المدى المتوسط، مدعومة بتحسن بيئة الاستثمار وزيادة إقبال المستثمرين الأجانب.

نصائح للمستثمرين في البيع

في ظل هذه التحركات المتباينة، ينصح المحللون المستثمرين بالتحلي بالهدوء وعدم الانجرار وراء موجات البيع العشوائي، مع التركيز على اختيار الأسهم ذات الأساسيات القوية، والابتعاد عن القرارات العاطفية المبنية على تقلبات قصيرة الأجل.

كما دعا الخبراء إلى تنويع المحافظ الاستثمارية، لتقليل المخاطر، ومتابعة الأخبار الاقتصادية والسياسية عن كثب، لما لها من تأثير مباشر على تحركات السوق في الفترة المقبلة.