وداعًا للأيقونة الحمراء.. «أمح الدولي» يودعنا بعد معركة صحية مريرة
«أمح الدولي».. فقدت الساحة الرياضية المصرية في صباح يوم الاثنين 28 أبريل 2025 واحداً من أبرز مشجعي النادي الأهلي، محمد أحمد عبد الغني، المعروف بلقب «أمح الدولي»، الذي رحل عن عالمنا بعد معاناة طويلة مع المرض، ليترك وراءه أثراً عميقاً في قلوب جماهير النادي الأحمر ومحبي الكرة المصرية بشكل عام.
معاناة «أمح الدولي» الصحية
بدأت معاناة «أمح الدولي» الصحية قبل عدة أشهر بعد تعرضه لحادث مفاجئ أسفر عن إصابته بكسر في العمود الفقري، مما جعله غير قادر على الحركة لفترة تجاوزت الشهرين.
ورغم المحاولات الطبية المستمرة، تدهورت حالته الصحية بشكل كبير، حيث أصيب بجلطة وأُدخل إلى العناية المركزة بعد أن تطور وضعه ليصاب بالتهاب رئوي حاد، ما جعل جسده المنهك عاجزاً عن مقاومة المرض، ليرحل في النهاية.
أيكونه جماهيرية وحضور دائم في المدرجات
كان «أمح الدولي» واحداً من الوجوه المألوفة في مدرجات النادي الأهلي، حيث كان يرتدي قميصه ووشاحه، يساند فريقه بكل حماسة، ويشجع لاعبيه بشغف لا مثيل له.
كان حاضراً في كل مناسبة وكل مباراة، يطلق هتافاته المميزة ويبعث روحاً إيجابية في قلوب جماهير النادي الأهلي. كما تميز بعلاقته الطيبة مع لاعبي الفريق وجماهيره على حد سواء.
لحظات طيبة وروح مرحة
تميز «أمح الدولي« بروحه الطيبة وتلقائيته، حيث كان محبوباً من جميع فئات الجماهير، واعتاد الجميع على مشاهدة مقاطع فيديو له عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي كانت تظهر شخصيته المرحة والمتحمسة.
كان أحد تلك الشخصيات النادرة التي تجمع بين حب النادي الأهلي والتفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين، بعيداً عن التعصب والمشاعر السلبية.
مشاركة أمح الدولي في الأنشطة الخيرية
علاوة على دعمه المستمر للفريق في جميع المناسبات، كان «أمح الدولي» حريصاً على المشاركة في العديد من الفعاليات الخيرية والأنشطة الاجتماعية المرتبطة بالنادي الأهلي.
كانت مشاركاته تلك تُظهر وجهه الإنساني، حيث كان يشجع جماهير الأهلي على المشاركة في الأعمال الخيرية ودعم الحالات الإنسانية، وهو ما جعله رمزاً للتكافل الاجتماعي بين المشجعين.
موجة حزن على رحيله
بعد إعلان خبر وفاته عبر حسابه الرسمي على منصة إنستجرام، اجتاحت موجة من الحزن والتعاطف أوساط الرياضة والإعلام المحلي، حيث انهمرت التعليقات التي تتمنى له الرحمة والمغفرة.
كما شارك العديد من لاعبي النادي الأهلي في نعيه، مؤكدين على فقدان شخصية محورية في مدرجات الفريق.
وداع في مسجد السيدة عائشة
أقيمت صلاة الجنازة على «أمح الدولي» في مسجد السيدة عائشة بالقاهرة، حيث حضر الجنازة عدد كبير من مشجعي الأهلي والشخصيات الرياضية، وذلك في مشهد حافل بالتقدير والوفاء لرجل طالما كان رمزاً للولاء والانتماء لناديه، وعكست تلك اللحظات حجم الحب الذي كان يكنه له جمهور الأهلي وكل محبيه.
إرث «أمح الدولي»
«أمح الدولي» لن يكون مجرد مشجع عادي في ذاكرة الكرة المصرية، بل سيظل رمزاً للمحبة والولاء والتضحية من أجل الكيان الذي يعشقه.
كان مثالاً على المشجع النقي الذي يساهم في بناء روح من التعاون والإيجابية داخل المدرجات، وسيبقى أثره في قلوب مشجعي الأهلي والملايين من محبي كرة القدم في مصر والخارج.
نداءات للتكريم بعد وفاته
في أعقاب رحيله، طالب العديد من مشجعي الأهلي بضرورة تكريم «أمح الدولي» بطرق عدة، مثل تنظيم مباريات ودية تكريمية أو تسمية أحد أرجاء النادي باسمه، وذلك عرفاناً لما قدمه من دعم وإنسانية على مدار سنوات طويلة.
كما شددت الدعوات على أهمية تسليط الضوء على قصص المشجعين الذين يعكسون حبهم لأنديتهم بالطريقة الصحيحة، بعيداً عن التعصب والانفعال.
أثر رحيل «أمح الدولي» في الساحة الرياضية
رحيل «أمح الدولي» ترك أثراً عميقاً في الساحة الرياضية، ولكن ستظل روحه الطيبة وحبه للأهلي حاضرين بين كل محبيه. كما ستستمر ذكراه في المدرجات وعلى منصات التواصل الاجتماعي، ليبقى نموذجاً يُحتذى به لكل مشجع رياضي حقيقي.
