«أذكى من التنمر».. إزاى تحمي نفسيتك من التعليقات الجارحة على السوشيال ميديا

في عصر «التنمر الإلكتروني» الذي نعيشه يوميًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بات من الضروري أن يكون كل فرد واعيًا بكيفية حماية «صحته النفسية» من «التعليقات الجارحة»، لا سيما بعدما لم يعد التنمر مجرد ظاهرة فردية، بل أصبح «سلوكًا جماعيًا» في بعض المجتمعات الرقمية، حيث تحوّلت التعليقات السلبية التي نراها على الصور أو الفيديوهات أو حتى المنشورات العادية إلى جزء من التجربة اليومية على الإنترنت، وهو ما يؤثر مباشرة على «حالتنا النفسية» وتقديرنا لذواتنا، ومع ذلك، يمكن لكل شخص أن يكون «أذكى من التنمر»، وأن يواجهه دون أن يسمح له بأن يؤذيه أو يستنزف طاقته».
ما هو التنمر الإلكتروني؟
يُعرف «التنمر الإلكتروني» بأنه أحد أشكال الإساءة التي تُمارس عبر الإنترنت، ويتضمن «السخرية»، أو «الإهانة»، أو نشر الشائعات، أو التلاعب بالصور والمقاطع بطريقة مؤذية، وقد يحدث ذلك عبر فيسبوك أو إنستغرام أو تويتر أو حتى في مجموعات المحادثة الخاصة، وغالبًا ما يستهدف الأشخاص بسبب مظهرهم أو ملابسهم أو آرائهم أو حتى شهرتهم، مما يجعل التنمر ينتشر في كل مساحة رقمية، دون رقابة فعلية، والأسوأ من ذلك أن الشخص المتنمر غالبًا ما يختبئ خلف حساب مجهول، ما يسهّل عليه الهروب من أي مساءلة.
أثر التنمر على الصحة النفسية
«التنمر» ليس مجرد كلمات جارحة، بل هو «سلاح نفسي» يصيب الضحية في العمق، فالضغط الناتج عن التعليقات المؤذية أو حملات السخرية المتكررة على وسائل التواصل قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب أو الميل للعزلة، وهناك من يتأثر بشدة فيقوم بإغلاق حساباته، أو يختفي عن الفضاء الرقمي بالكامل، لأنه يفقد ثقته بنفسه مع تكرار الإساءات، ومع مرور الوقت، يصبح شعوره بـ«الأمان الإلكتروني» مهددًا، رغم أن هذا الأمان من المفترض أن يكون جزءًا من تجربته الرقمية الطبيعية.
كيف تحمي نفسك من التنمر الإلكتروني؟
الخطوة الأولى في مواجهة التنمر هي إدراك أن ما يُقال في التعليقات لا يعكس الحقيقة عنك، بل غالبًا ما يُسقط المتنمر مشاكله الشخصية على الآخرين، لذا عندما تقرأ تعليقًا مسيئًا، اسأل نفسك: «هل هذا الكلام يعبر عني فعلًا، أم عن المتنمر نفسه؟»، بعد ذلك، استخدم أدوات الحظر والإبلاغ التي توفرها المنصات الرقمية، فأنت لست مُجبرًا على التفاعل مع كل تعليق أو كل حساب، من المهم أيضًا أن تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين يدعمونك ويذكرونك دومًا بقيمتك، خصوصًا في الأوقات التي تتعرض فيها للضغوط.
تجنب المقارنات المستمرة
من أبرز أسباب تأثرنا بـ«التنمر الإلكتروني» هو أننا نقارن أنفسنا بالآخرين باستمرار، فعندما ترى صورة شخص ما وتبدأ في مقارنة شكلك أو نمط حياتك به، تفتح باب جلد الذات، ما يضاعف أثر أي تعليق سلبي، لذلك، تذكّر دائمًا أن «وسائل التواصل ليست الواقع الحقيقي»، وأن خلف كل صورة مثالية قد يوجد شخص يعاني أكثر مما تتخيل، وعندما تفهم هذه الحقيقة، ستفقد «الكلمات الجارحة» قدرتها على التأثير.
كن متصالحًا مع ذاتك
الشخص الذي يتمتع بـ«ثقة داخلية» يكون أكثر قدرة على التعامل مع «التنمر»، فلا أحد بحاجة إلى الكمال ليكون محبوبًا، يكفي أن تكون «صادقًا» مع نفسك، تحب مميزاتك وتتقبل عيوبك، عندها لن يتمكن أي تعليق من زعزعة توازنك، كما يمكنك أن تستخدم وجودك على المنصات لنشر محتوى إيجابي يُلهم الآخرين ويدعمهم نفسيًا، لتكون نموذجًا للذين قرروا أن يكونوا «أذكى من التنمر» بدل أن يقعوا في فخه.
متى تطلب المساعدة؟
إذا شعرت أن «التنمر» بدأ يؤثر على نومك أو شهيتك أو تركيزك أو تسبب في تراجع حالتك النفسية، فقد حان الوقت لطلب «مساعدة متخصصة»، لا يوجد أي عيب في التوجه لمعالج نفسي أو التحدث مع مختص، بل إن ذلك يدل على النضج، وعلى أنك تحب نفسك بما يكفي لتحميها، الدعم النفسي ليس رفاهية، بل هو حق أساسي، خاصة في عالم أصبح فيه «التنمر الإلكتروني» شائعًا ومؤذيًا.
كيف نواجه التنمر كمجتمع؟
المواجهة ليست مسؤولية فردية فقط، بل تحتاج إلى «وعي جماعي» بخطورة «التنمر الإلكتروني»، سواء في المدارس أو الجامعات أو حتى من خلال الإعلام، كما ينبغي على منصات التواصل أن تفرض سياسات صارمة بحق المتنمرين، مثل حذف التعليقات المسيئة تلقائيًا أو تقييد الحسابات المخالفة، ويمكن لكل شخص أن يسهم من موقعه، بأن يرد على المتنمرين بكلمات إيجابية، أو أن يبلغ عنهم، أو أن يدعم من يتعرض للإساءة، لأن «السكوت عن التنمر» يمنحه مساحة للنمو والتكرار.