حضور مصري لافت في مهرجان كان السينمائي.. تألق فني ورسائل دبلوماسية ناعمة

شهدت الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي حضورًا مصريًا استثنائيًا، عكس بوضوح مكانة الفن المصري في المشهد السينمائي العالمي، وعبّر عن تصاعد التواجد العربي عامة والمصري خاصة على السجادة الحمراء، في أجواء احتفالية وثقافية لواحد من أعرق المحافل السينمائية في العالم.
ومنذ انطلاق فعاليات المهرجان في مدينة كان الفرنسية، توافد عدد كبير من نجوم الفن المصري إلى الريفييرا، حيث كانت الأضواء مسلطة عليهم بفضل إطلالاتهم الأنيقة ومشاركتهم في الفعاليات الرسمية وغير الرسمية للمهرجان، بما يعكس طموح السينما المصرية في التواجد والتأثير على الساحة الدولية.
يسرا وأمينة خليل تخطفان الأنظار على السجادة الحمراء
كان لافتًا ظهور الفنانة الكبيرة يسرا التي حضرت بكامل أناقتها المعهودة، حيث بدت كواحدة من أبرز نجمات الليلة، وسط ترحيب واسع من عدسات الكاميرات ووسائل الإعلام الدولية.
وقد عُرفت يسرا في السنوات الأخيرة بدورها البارز كسفيرة غير رسمية للفن العربي في المحافل العالمية، ما جعل حضورها في كان يحمل أكثر من دلالة.
أما الفنانة أمينة خليل، فقد تألقت أيضًا بإطلالة مميزة على السجادة الحمراء، وسط تفاعل كبير من الجمهور العربي في قاعات العرض ومحيط المهرجان.

وتحرص أمينة على الحضور في الفعاليات العالمية، لتأكيد انفتاح الفنانين الشباب على التعاون الدولي والترويج لصورة متجددة للسينما المصرية.
وشهدت السجادة الحمراء كذلك حضور الإعلامية رايا أبي راشد، المعروفة بتغطيتها الإعلامية لمهرجان كان منذ سنوات، إلى جانب عمرو منسي، المدير التنفيذي لمهرجان الجونة السينمائي، والذي كان تواجده مؤشرًا على سعي مصر لخلق روابط أعمق بين المهرجانات العربية والدولية.
حسين فهمي.. السينما المصرية شريك في الحوار العالمي
من بين أبرز الوجوه المصرية التي حضرت كان هذا العام، جاء الفنان الكبير حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي شارك في جلسة نقاشية مهمة ضمن فعاليات سوق الأفلام Marché du Film.
وحملت الجلسة عنوان «من هوليوود إلى القاهرة: ربط الصناعات السينمائية الأمريكية والمصرية»، حيث ناقش حسين فهمي آفاق التعاون الممكنة بين السينما المصرية ونظيرتها الأمريكية، لا سيما في ظل الاهتمام المتزايد بالإنتاجات المستقلة والمشاريع السينمائية المشتركة العابرة للحدود.
وأكد فهمي في حديثه أن مصر تمتلك تراثًا سينمائيًا ثريًا يمكن البناء عليه لخلق شراكات دولية جديدة، مع التركيز على تسهيل التمويل المشترك، وتبادل الخبرات، وتطوير أدوات التوزيع العالمية.
كما أشار إلى أهمية أن يكون للسينما العربية صوت مؤثر في القضايا الإنسانية والبيئية التي تناقشها الأفلام عالميًا.

رمزية الحضور المصري.. بين الفن والدبلوماسية
لم يكن الحضور المصري في كان مجرد مشاركة فنية، بل اتخذ طابعًا رمزيًا حمل رسائل دبلوماسية ناعمة، تعكس رغبة الفن المصري في ترسيخ دوره كسفير ثقافي للمنطقة، في وقت تشهد فيه العلاقات الثقافية والدولية تغيرات متسارعة.
ورأى متابعون أن تعدد الوجوه المصرية على السجادة الحمراء وفي الندوات المهنية، يشير إلى استراتيجية واضحة تهدف لإعادة تقديم مصر كمنصة إبداعية تجمع بين التراث والحداثة، وبين الأصالة والانفتاح على التجارب العالمية.
كما أن مشاركة مهرجانات كبرى مثل مهرجان الجونة والقاهرة في جلسات مهنية ضمن سوق الأفلام، يعزز من فرص استقطاب الإنتاجات الأجنبية إلى مصر، ويعيد وضعها على خريطة التصوير العالمية بعد سنوات من التراجع.

حضور نسائي لافت.. وتمثيل شبابي يفتح آفاقًا جديدة
تميز الحضور المصري هذا العام أيضًا بالتوازن بين الأجيال، حيث حضر رموز من الجيل الذهبي للفن إلى جانب نجوم الشباب، مما أعطى انطباعًا إيجابيًا عن تطور الساحة الفنية المصرية واتساع نطاق تمثيلها.
كما برز التواجد النسائي بقوة من خلال إطلالات يسرا وأمينة خليل، ما يفتح نقاشًا مهمًا حول دور الفنانات المصريات في المحافل الدولية، ودورهن في تقديم صورة عصرية ومتزنة للمرأة العربية على الشاشات العالمية.
الحضور المصري في مهرجان كان السينمائي الدولي بدورته الـ78 لم يكن عابرًا أو زخرفيًا، بل حمل دلالات واضحة على نهوض السينما المصرية مجددًا، وحرصها على بناء جسور تعاون مع العالم.
ومع استمرار فعاليات المهرجان، تترقب الجماهير مزيدًا من الحضور المصري في العروض والندوات، لتأكيد أن مصر لا تزال "هوليود الشرق" بروحها ومبدعيها.