غارات إسرائيلية تستهدف موانئ الحديدة غرب اليمن في تصعيد مفاجئ

شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، مساء اليوم الجمعة، عدة غارات جوية استهدفت موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى الواقعة في محافظة الحديدة غربي اليمن، في خطوة تصعيدية غير مسبوقة في سياق الصراع الإقليمي المتصاعد منذ اندلاع الحرب على غزة.
وبحسب مصادر ميدانية تحدثت لوسائل إعلام محلية ودولية، فإن الغارات أسفرت عن دوي انفجارات عنيفة، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المواقع المستهدفة على سواحل البحر الأحمر، بينما لا تزال الأنباء حول حجم الخسائر البشرية والمادية غير واضحة حتى الآن.
تصعيد إسرائيلي خارج حدود فلسطين
يأتي هذا القصف بعد تحذيرات متكررة من قبل الحكومة الإسرائيلية بأنها لن تتوانى عن ضرب «أي تهديد لأمنها» في أي بقعة في المنطقة، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات مع جماعة الحوثي، التي تُتهم بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ تجاه إسرائيل دعماً للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
واعتبر محللون سياسيون أن هذه الغارات تمثل تطورًا خطيرًا في مسار الحرب، حيث تنقل العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى ساحة جديدة، وتفتح الباب أمام اشتباكات إقليمية واسعة النطاق قد تخرج الصراع عن إطاره التقليدي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
استهداف الموانئ.. ضربة للاقتصاد اليمني
وتُعد موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى من أهم المرافق البحرية اليمنية، حيث تدخل عبرها نسبة كبيرة من الواردات الغذائية والطبية التي يعتمد عليها ملايين السكان في مناطق سيطرة الحوثيين، وهو ما يثير مخاوف من تداعيات إنسانية كارثية على المدنيين في محافظة الحديدة والمناطق المجاورة.
وذكرت تقارير أولية أن الغارات تسببت في تضرر كبير لبعض المنشآت اللوجستية في الموانئ، بينما لم تصدر حتى اللحظة أي بيانات رسمية من جماعة الحوثي بشأن طبيعة الأهداف أو حجم الأضرار.
ردود فعل دولية وترقب حذر
وفي أولى ردود الفعل، عبّرت منظمات دولية عن قلقها من تأثير الغارات على الوضع الإنساني المتدهور أصلًا في اليمن، حيث يعيش أكثر من 21 مليون شخص على المساعدات، وتعاني البلاد من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وطالبت منظمات حقوقية بفتح تحقيق دولي فوري للوقوف على طبيعة الغارات الإسرائيلية وتقييم مدى قانونية استهداف منشآت مدنية وموانئ تستخدم لاستيراد الغذاء والدواء.
التحالفات تتشابك.. وملامح جبهة إقليمية؟
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه بعد أي تعليق رسمي من الحكومة الإسرائيلية حول طبيعة العملية وأهدافها، ربط محللون هذه الغارات بالتصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائيلي التي تحدث فيها عن ضرورة «شلّ قدرات الحوثيين» بعد تكرار استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.
كما تأتي هذه الغارات بعد أيام قليلة من استهداف الحوثيين لسفن تجارية باستخدام طائرات مسيرة، وهو ما اعتبره مراقبون تجاوزًا للخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل والولايات المتحدة.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه المواجهات سيفتح جبهة إقليمية قد تشمل سواحل اليمن، والعراق، وسوريا ولبنان، وهو ما يعني دخول المنطقة في دوامة عنف واسعة النطاق يصعب التنبؤ بعواقبها.
صمت عربي حتى الآن.. وقلق أممي
حتى اللحظة، لم تصدر أي مواقف رسمية من الدول العربية تجاه الغارات الإسرائيلية على الأراضي اليمنية، وسط تساؤلات حول طبيعة التنسيق أو التواطؤ الإقليمي في السماح بعبور الطائرات الإسرائيلية للوصول إلى أهدافها على السواحل اليمنية.
وفي المقابل، دعت منظمات أممية إلى وقف التصعيد العسكري وحذّرت من استهداف البنية التحتية الحيوية في اليمن، مؤكدة أن موانئ الحديدة تمثل شريان الحياة لملايين المدنيين في ظل الحصار الاقتصادي والانهيار الشامل للخدمات.
اليمنيون في مواجهة المجهول
على الصعيد الشعبي، تسود حالة من القلق والغضب في أوساط اليمنيين، الذين اعتبروا الغارات الإسرائيلية عدوانًا صريحًا على سيادة بلدهم، مطالبين الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لحمايتهم من أي تدخلات عسكرية جديدة.
كما عبّر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهم من الصمت الدولي، واعتبروا أن ما يحدث هو امتداد لسياسات الكيل بمكيالين تجاه شعوب المنطقة.