لماذا يرتفع ضغط الدم في الصيف؟ إليك الأسباب وطرق التعامل الآمن

في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل «الصيف»، تبدأ الكثير من المشكلات الصحية في الظهور بوضوح، ومن بين أبرز هذه المشكلات ارتفاع «ضغط الدم» بشكل ملحوظ، حيث تشير الدراسات الطبية إلى أن فصل «الصيف» قد يكون محفزًا لتقلبات ضغط الدم لدى فئات معينة من الناس، مما يثير تساؤلات عديدة حول الأسباب التي تؤدي إلى هذا الارتفاع، وكيف يمكن التعامل معه بطريقة صحية وآمنة تحمي الإنسان من المضاعفات.
أسباب ارتفاع ضغط الدم في الصيف
يرتبط فصل «الصيف» بمجموعة من التغيرات البيئية والسلوكية التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على ضغط الدم، فمن المعروف أن «الحرارة المرتفعة» تؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية مما يجعل القلب يضخ الدم بصورة أسرع وأقوى لتعويض الفاقد من السوائل نتيجة التعرق الزائد، وهذا بدوره يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى البعض.
من ناحية أخرى فإن التعرق الزائد في فصل «الصيف» يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من الأملاح والمعادن مثل البوتاسيوم والماغنيسيوم والصوديوم، وهي عناصر أساسية في تنظيم ضغط الدم داخل الجسم، وعند حدوث هذا النقص تظهر أعراض مثل «الدوخة» و«الصداع» و«خفقان القلب» مما يعكس اضطرابًا في الدورة الدموية قد يتطور إلى ارتفاع الضغط إذا لم يتم تعويض هذه العناصر سريعًا.
إضافة إلى ذلك فإن قلة شرب الماء في «الصيف» تمثل عاملاً آخر مؤثرًا في هذا السياق، حيث إن الجفاف يضع عبئًا أكبر على الكلى، وبالتالي على القلب، مما يدفع الجسم إلى إفراز هرمونات تتسبب في ارتفاع ضغط الدم كآلية دفاعية للحفاظ على توازن السوائل.
الفئات الأكثر عرضة لارتفاع الضغط في الصيف
لا يتأثر الجميع بنفس القدر من تغيرات «الصيف» المناخية، فهناك فئات من الناس تُعد أكثر عرضة من غيرها، ومنهم كبار السن الذين يعانون من ضعف عام في تنظيم حرارة الجسم، وأيضًا مرضى القلب والأوعية الدموية الذين يكون جهازهم الدوري أكثر حساسية للتغيرات المفاجئة في درجة الحرارة.
كما أن مرضى السكري الذين يعانون من ضعف في الشعيرات الدموية قد يواجهون مشاكل في توازن ضغط الدم عند التعرض لأجواء «الصيف» الحارة، وخصوصًا في أوقات الذروة التي تتجاوز فيها الحرارة 40 درجة مئوية.
أعراض يجب الانتباه لها في الصيف
من المهم خلال فصل «الصيف» أن يكون الإنسان على دراية بالأعراض التي قد تشير إلى حدوث ارتفاع في ضغط الدم، مثل «الشعور بالدوخة المفاجئة» أو «زغللة في العين» أو «ألم في مؤخرة الرأس» أو حتى «شعور بخفقان القلب»، فكل هذه العلامات قد تكون إشارة تحذيرية بضرورة التوقف عن أي مجهود واللجوء للراحة.
أيضًا فإن «التعرق المفرط» المصحوب بإرهاق بدني وشعور بالغثيان قد يكون دليلاً على أن الجسم فقد الكثير من السوائل مما يؤثر على ضغط الدم، وهنا تكمن أهمية التوازن بين الراحة وشرب الماء بانتظام طوال ساعات النهار.
طرق التعامل الآمن مع ضغط الدم في الصيف
لكي نتجنب الاضطرابات الصحية الناتجة عن ضغط الدم في فصل «الصيف» هناك عدد من الإرشادات التي يجب اتباعها لضمان الاستقرار البدني، في مقدمتها الحرص على «الترطيب المستمر» للجسم من خلال شرب كميات كافية من الماء، وتناول المشروبات الطبيعية الغنية بالمعادن مثل ماء جوز الهند أو عصير الخيار أو الزبادي المخفف.
كذلك فإن التغذية السليمة تلعب دورًا حاسمًا في توازن ضغط الدم في «الصيف»، حيث يوصى بالإكثار من تناول الفواكه والخضروات التي تحتوي على نسب عالية من البوتاسيوم والمغنيسيوم، مثل الموز والبطيخ والشمام والسبانخ.
ويُفضل في أيام «الصيف» الحارة تجنب الوجبات المالحة أو الأطعمة المصنعة التي ترفع ضغط الدم بشكل مباشر، بالإضافة إلى ضرورة تقليل تناول الكافيين والمشروبات الغازية التي تؤدي إلى الجفاف وتفاقم المشكلة.
من الناحية السلوكية يُنصح بعدم الخروج في ساعات الذروة التي تمتد من الثانية عشرة ظهرًا وحتى الرابعة عصرًا، حيث تكون أشعة الشمس في ذروتها مما يرفع من حرارة الجسم ويسبب إجهادًا إضافيًا للقلب، وبدلاً من ذلك يجب ممارسة النشاط البدني في الصباح الباكر أو بعد غروب الشمس.
نصائح وقائية مهمة خلال الصيف
خلال أيام «الصيف» الطويلة ينصح الأطباء بمراقبة ضغط الدم بشكل دوري وخاصة لدى المرضى الذين لديهم تاريخ مرضي، كما أن الالتزام بالأدوية الخاصة بانتظام دون تأخير أمر بالغ الأهمية لتفادي أي نوبات مفاجئة.
كذلك فإن ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة وتغطية الرأس عند الخروج واستخدام المظلات أو القبعات قد تساعد في تقليل تأثير الحرارة المباشرة، وهي من الأمور البسيطة ولكنها فعالة في الحفاظ على ضغط دم مستقر.
«الصيف» ليس فصل الأمراض إذا ما تم التعامل معه بوعي واهتمام، فالحذر من العوامل المؤثرة والحرص على نمط حياة صحي قد يجعلان من هذا الفصل فرصة لتعزيز الصحة بدلاً من التضرر منها.