علامات واضحة لـ 3 أوقات تُكره فيها الصلاة.. لا تغفل عنها

الصلاة هي «عماد الدين» وركن من «أركان الإسلام» لا غنى عنه في حياة المسلم، وهي الرابط المقدس بين العبد وخالقه، وقد فرضها الله عز وجل في مواقيت محددة تعبّر عن النظام والانضباط في الدين، غير أن هناك أوقاتًا حددها الشرع الشريف يُكره فيها أداء الصلاة تطبيقا لهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتُعرف هذه الفترات بـ«أوقات الكراهة»، وهي أوقات يجب على المسلم أن يكون على دراية بها حتى لا يقع في مكروه دون أن يشعر، ويُعد فهم هذه الأوقات من الأمور التي تزيد وعي المسلم في كيفية التعامل مع العبادات والتفرقة بين الفرض والمندوب والمكروه.
ما المقصود بأوقات الكراهة؟
تشير «أوقات الكراهة» إلى فترات من اليوم نهى فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن أداء بعض أنواع الصلاة، وهذه الكراهة لا تتعلق بالصلوات المفروضة بل ببعض النوافل أو التطوعات التي يؤديها المسلم خارج إطار الفريضة، وتهدف هذه التشريعات إلى تنظيم أوقات العبادة ومنع التشبه بالمشركين أو الوقوع في عادات تخالف جوهر العقيدة الإسلامية، وقد وردت أحاديث نبوية عديدة تؤكد هذا التوجيه وتُفصّل الأوقات التي يُكره فيها أداء الصلاة.
الإفتاء توضح.. الصلاة في هذه الأوقات غير مستحبة
وفي هذا الصدد أوضح الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هناك «خمسة أوقات» وردت في الشريعة الإسلامية يُكره فيها أداء الصلاة بشكل عام، إلا أن التركيز الأكبر يدور حول «ثلاثة أوقات رئيسية» ينبغي على المسلم أن ينتبه إليها بدقة، وقد جرى التأكيد عليها مرارًا في السنة النبوية، حيث تضم فترات النهار التي تسبق الشروق وتلك التي تسبق الغروب.
الوقت الأول.. بعد صلاة الفجر وحتى طلوع الشمس
أوضح الشيخ أحمد وسام أن الفترة الأولى تبدأ «من أداء صلاة الفجر مباشرة وحتى طلوع الشمس»، أي أن المسلم إذا انتهى من صلاة الفجر في وقتها فإنه لا يُستحب له أداء أي صلوات نافلة بعد ذلك مباشرة وحتى لحظة طلوع الشمس الكامل، وهذا التوقيت يشهد بداية إشراق الشمس في الأفق، وقد ورد النهي عن الصلاة فيه لما فيه من شبه بفعل المشركين الذين كانوا يسجدون للشمس في ذلك الوقت، وتستمر هذه الفترة حوالي 25 دقيقة بعد شروق الشمس.
الوقت الثاني.. بعد الشروق إلى ما قبل الزوال
أما الوقت الثاني فهو ممتد من «بعد طلوع الشمس وارتفاعها مقدار رمح في السماء وحتى قبل زوال الشمس»، أي ما قبل الظهر، وهذه الفترة يُكره فيها الصلاة باستثناء صلوات لها سبب واضح، مثل تحية المسجد أو قضاء فائتة، ويُطلق على هذه المرحلة وقت الضحى المتأخر أو ما يُعرف بـ«قبل الظهر».
الوقت الثالث.. بعد صلاة العصر وحتى غروب الشمس
وأشار أمين الفتوى كذلك إلى أن الوقت الثالث يبدأ من «بعد الانتهاء من صلاة العصر وحتى غروب الشمس»، ويُعد من أشهر أوقات الكراهة التي يعرفها الكثيرون، فهو يشمل كل فترة ما قبل المغرب، ويُضاف إليه الوقت الذي تتهيأ فيه الشمس للغروب ويستمر حتى تغيب تمامًا عن الأفق، وقد نُهي عن الصلاة في هذه الفترة أيضًا تجنبًا لأي تشابه مع من يعبدون الشمس عند غروبها.
هل يجوز قضاء الفوائت في أوقات الكراهة؟
فيما يتعلق بـ«صلاة القضاء» في أوقات الكراهة، فقد أكد الشيخ محمد كمال، أحد أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن المسلم مطالب بأداء الصلاة الفائتة فور تذكرها أو الاستيقاظ من النوم عنها، حتى لو صادف ذلك وقتًا من «أوقات الكراهة»، مستندًا إلى قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم «من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها»، وهو نص صريح لا يدع مجالًا للشك.
وبيّن أن هذه الصلاة لا تُعد تطوعًا بل هي دين في رقبة المسلم، ويجب أداؤها متى تذكرها حتى في وقت الكراهة، لأن القضاء مقدم على الكراهة في هذه الحالة، فالصلاة المفروضة لا تسقط بالتقادم ولا تنقضي بمرور الزمن، وهي واجبة الأداء حتى وإن تأخر وقتها.
الحكمة من النهي عن الصلاة في هذه الأوقات
تنبع الحكمة من هذا التوجيه النبوي من حرص الإسلام على تمييز الشعائر الإسلامية عن العبادات الوثنية التي كان يمارسها بعض الأقوام في أوقات محددة، فكان المشركون يعبدون الشمس عند طلوعها وغروبها، فجاء النهي عن الصلاة في هذه الفترات حتى لا يُشبه المسلمون عباد الشمس في طقوسهم، ولأن الإسلام يربط العبادات بالنية والخشوع، كان تنظيم التوقيت جزءًا من تحقيق هذه القيم الروحية.
الصلوات المستثناة من أوقات الكراهة
رغم الكراهة في أداء الصلاة في الأوقات الثلاثة السابقة، إلا أن هناك حالات تُستثنى من هذا الحكم، أبرزها صلاة الجنازة التي تجوز في أي وقت لأنها واجبة الكفاية وتتعلق بحق الميت، وأيضًا «صلاة الفريضة» إذا دخل وقتها المشروع، وصلاة قضاء الفوائت كما ورد في الحديث الشريف، إضافة إلى صلوات ذات سبب واضح مثل تحية المسجد أو صلاة الكسوف أو الخسوف إذا وقعت في وقت الكراهة.
كيف يتعامل المسلم مع أوقات الكراهة؟
من المهم أن يكون المسلم على وعي دقيق بمواقيت الصلاة وما يتبعها من أحكام حتى لا يقع في المحظور دون قصد، ويُستحسن استخدام التطبيقات الحديثة التي تُحدد أوقات الشروق والزوال والمغرب بدقة، كما ينبغي تعلُّم هذه المسائل من أهل العلم والسؤال عنها دون تردد، فالعلم بأحكام الصلاة واجب على كل مسلم ومسلمة.