حصيلة الشهداء تتصاعد في غزة.. 53,901 شهيد منذ بدء العدوان الإسرائيلي

تواصل آلة الحرب الإسرائيلية ارتكاب مجازر دامية في قطاع غزة، حيث أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم السبت، بارتفاع حصيلة الشهداء والمصابين بشكل مأساوي نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» عن مصادر طبية، فإن حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ارتفعت إلى 53,901 شهيد، وأكثر من 122,593 مصابًا، في واحدة من أعنف الحروب التي عرفها القطاع منذ عقود.

عدوان لا يرحم.. وشهداء بلا توقف

وأوضحت وكالة «وفا» أن الأرقام المروعة تشمل الشهداء والمصابين منذ بدء الهجوم في أكتوبر، لافتة إلى أن 3,747 شهيدًا و10,552 مصابًا سقطوا منذ 18 مارس الماضي فقط، وهو اليوم الذي استأنف فيه الاحتلال عدوانه على القطاع، عقب خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار.

هذه الأرقام الصادمة، بحسب مصادر ميدانية، لا تعكس الحجم الكامل للكارثة، إذ لا تزال جثامين العشرات تحت الأنقاض والركام، في ظل عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف المتواصل وانهيار البنية التحتية.

24 ساعة من الدم.. 79 شهيدًا ومئات المصابين

خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 79 شهيدًا، بينهم 5 شهداء تم انتشالهم من تحت الأنقاض، إضافة إلى 211 مصابًا، وذلك نتيجة القصف المكثف والمجازر المستمرة بحق المدنيين.

وتشهد مستشفيات القطاع، بحسب الأطباء، أوضاعًا كارثية، إذ تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب الانقطاع المتكرر للكهرباء وصعوبة وصول الوقود، مما يهدد حياة آلاف الجرحى والمصابين، خاصة في أقسام العناية المركزة وغرف العمليات.

شمال القطاع.. منطقة منكوبة خارج التغطية

وأشارت «وفا» إلى أن الإحصائية المعلنة لا تشمل محافظة شمال قطاع غزة، بسبب تعذر الوصول إلى مستشفياتها وانقطاع الاتصال عنها، نتيجة القصف المتواصل وقطع الطرق وشبكات الاتصال، مما يعني أن العدد الفعلي للضحايا مرشح للارتفاع بشكل كبير خلال الساعات المقبلة.

وفي هذا الإطار، حذرت مصادر طبية من أن شمال القطاع بات منطقة منكوبة بالكامل، مع انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، وعدم وجود ممرات إنسانية آمنة لإجلاء المصابين أو إدخال المساعدات.

كارثة إنسانية.. وصمت دولي مطبق

يتزامن التصعيد الإسرائيلي مع استمرار التحذيرات الأممية من كارثة إنسانية شاملة في قطاع غزة، إذ يعيش أكثر من مليون ونصف مواطن في ظروف قاسية، بلا ماء أو غذاء أو كهرباء، وسط دمار واسع طال المنازل والمرافق والبنية التحتية.

وتتواصل الدعوات الدولية والعربية لوقف العدوان وفتح ممرات إنسانية عاجلة، فيما لا تزال الجهود الدبلوماسية عاجزة عن إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار أو احترام القوانين الدولية، وسط اتهامات واسعة للاحتلال بارتكاب جرائم حرب وعمليات «إبادة جماعية» ممنهجة بحق السكان المدنيين.

العائلات تُدفن تحت الركام.. وصيحات استغاثة لا تُسمع

من داخل غزة، تواصل فرق الإنقاذ توثيق قصصًا مؤلمة لأسر كاملة دُفنت تحت الأنقاض بعد استهداف منازلها بغارات جوية، في مشاهد باتت تتكرر يوميًا.

وقال أحد عناصر الدفاع المدني في رفح: «هناك منازل بأكملها سُوِّيت بالأرض فوق رؤوس ساكنيها، وصرخات الأطفال والنساء لا تتوقف، لكننا لا نستطيع الوصول إليهم بسبب استمرار القصف واستهداف سيارات الإسعاف».

وتابع: «نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار، ونحتاج إلى دعم دولي عاجل، فالناس تموت في الشوارع.. لا غذاء، لا دواء، ولا مأوى».

ختامًا.. مأساة لا يجب أن تُنسى

وفي ظل هذه الأرقام القاتمة، يقف العالم أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية وقانونية تتطلب تحركًا عاجلًا لوقف العدوان الإسرائيلي، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء.

فما يجري في قطاع غزة لم يعد مجرد صراع مسلح، بل مأساة إنسانية شاملة، يدفع ثمنها الأطفال والنساء والمسنون، وتُسطر تفاصيلها يوميًا بالدم والدموع.