حين تخذلنا الصحة النفسية.. تفاصيل مروعة لانهاء حياة حفيد نوال الدجوي

عاشت أسرة الدكتورة نوال الدجوي، رئيسة جامعة أكتوبر للعلوم والآداب، حالة من الصدمة والحزن بعد أن أعلنت أجهزة الأمن في محافظة الجيزة، اليوم الأحد 25 مايو 2025، عن وفاة حفيدها أحمد الدجوي، إثر انهاء حياته داخل مسكنه بأحد المنتجعات السكنية بدائرة قسم شرطة أول أكتوبر.
الحادثة.. انهاء حياة بطلق ناري في منتجع سكني
في تفاصيل الحادثة، تلقت إدارة شرطة أول أكتوبر إخطارًا من أسرة الفقيد، يفيد بأن أحمد الدجوي أقدم على إطلاق عيار ناري على نفسه باستخدام طبنجة مرخصة تخصه، ما أدى إلى وفاته على الفور داخل شقته.
وأكدت التحريات الأولية أن الطلقة كانت سبب الوفاة، وأن السلاح المستخدم مرخص ومملوك له قانونيًا.
وكانت أسرة الفقيد قد أبلغت الشرطة بالحادثة فور وقوعها، وانتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث لإجراء المعاينة الأولية وجمع الأدلة، وتم رفع الجثمان إلى المستشفى لتشريح الجثة واستكمال الإجراءات القانونية.
رحلة علاج نفسي.. والألم المختبئ خلف الصمت
أظهرت التحقيقات أن أحمد الدجوي كان يعاني من اضطرابات نفسية خلال الفترة الماضية، مما دفعه إلى السفر إلى الخارج للعلاج النفسي قبل أسابيع قليلة، حيث أمضى هناك فترة علاجية مكثفة، وعاد الفقيد مساء يوم 24 مايو إلى البلاد، أي قبل يوم من انهاء حياته.
وكانت هذه الرحلة العلاجية بمثابة أمل جديد لعائلته التي تابعت حالته الصحية عن كثب، لكن للأسف لم تكلل بالنجاح، ووجد أحمد نفسه غارقًا في دوامة الألم النفسي التي لم يجد لها مخرجًا إلا بالقرار المأساوي الذي أودى بحياته.
حالة صحية ونفسية هشة.. وأسرار لم تُكشف
مصادر مقربة من العائلة وصفت أحمد الدجوي كشخص يعاني من صراعات نفسية عميقة، حيث عانى لفترة طويلة من اضطرابات مختلفة بين الاكتئاب والقلق، مما أثر بشكل كبير على حياته الشخصية والاجتماعية.
ورغم محاولات العائلة لتقديم الدعم والرعاية، إلا أن الحزن والخلافات العائلية المتزايدة بين أفراد الأسرة، والتي طالت الاتهامات بسرقة أموال ومشغولات ذهبية، أضافت عبئًا نفسيًا إضافيًا على الفقيد، مما ساهم في تفاقم وضعه النفسي.
الخلافات العائلية وتأثيرها
عاشت عائلة الدجوي، والتي تتصدرها الدكتورة نوال الدجوي، حالة من الصراعات والتوترات في الآونة الأخيرة، بعد اتهامات متبادلة بين الأحفاد بسرقة أموال وممتلكات، وأزمات قانونية معقدة أثرت على استقرار العائلة.
وكانت هذه الخلافات محور حديث عدة أطراف داخل الأسرة، إذ تحدث أحد الأحفاد في تصريحات صحفية خاصة، مؤكدًا أن الدكتورة نوال بعيدة تمامًا عن النزاعات الجارية، وأن المرض قد أبعدها عن متابعة تفاصيل الأزمة التي تشهدها الأسرة.
هذه الأجواء المشحونة بالتوتر والاتهامات قد تكون لعبت دورًا غير مباشر في حالة التوتر النفسي التي كان يعيشها أحمد الدجوي، خاصة مع ارتباطه المباشر بمشاكل العائلة.
الجهات الأمنية تتخذ الإجراءات القانونية
بعد ورود البلاغ، تكثفت جهات التحقيق الجنائية في العمل على استكمال التحقيقات، وتفريغ كاميرات المراقبة، والاستماع لأقوال شهود العيان، من أجل الوقوف على كل الملابسات المحيطة بالحادث.
وأوضحت مصادر أمنية أن التحقيقات لا تزال جارية، ولكن المعلومات الأولية تؤكد أن الوفاة جاءت نتيجة انتحار، ولا توجد شبهة جنائية حتى الآن.
كما تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لتوثيق الحادث وإغلاق ملف الوفاة بعد الانتهاء من جميع الفحوصات الشرطية والطبية.
المجتمع ينعى الشاب.. والأسى يعم الأسرة
خبر وفاة أحمد الدجوي ترك أثراً حزيناً في نفوس الأسرة والأصدقاء، بالإضافة إلى أوساط الجامعة والمجتمع الأكاديمي، حيث كان الشاب معروفًا بهدوئه واهتمامه بتفاصيل حياته رغم معاناته الصحية.
ويُعد الانتحار من القضايا الحساسة التي تهز المجتمع، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخصيات تنتمي لعائلات مرموقة أو معروفة، ما يفتح باب النقاش حول الصحة النفسية وأهمية الدعم المجتمعي.
أهمية التوعية والدعم النفسي
تعكس هذه الحادثة المأساوية أهمية زيادة الوعي بأمراض الصحة النفسية، وضرورة توفير الدعم النفسي المناسب للمصابين بها، وكذلك بناء شبكة دعم أسري واجتماعي قوية تقلل من احتمالات حدوث مثل هذه المآسي.
وتظل الرحلات العلاجية النفسية رغم أهميتها، غير كافية إذا لم يصاحبها دعم مستمر ومتابعة دقيقة من قبل الأسرة والمجتمع الطبي.
صورة مؤلمة عن الصراعات النفسية
مأساة وفاة أحمد الدجوي تضع أمامنا صورة مؤلمة عن الصراعات النفسية التي قد يواجهها الإنسان في صمت، وكيف يمكن أن تؤثر الخلافات الأسرية والضغوط الاجتماعية على حالة الفرد النفسية، فتدفعه لاتخاذ قرارات درامية.
وبينما تستمر التحقيقات الأمنية في كشف ملابسات الحادث، يظل الألم والذكريات المؤلمة حاضرين في قلب العائلة والمجتمع، داعين الجميع لتسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية والرحمة والدعم المتبادل.