أسرار تُكشف.. الشرطة تستجوب المقربين من حفيد نوال الدجوي بعد انهاء حياتة

شهدت اقعة مأساوية تمثلت في العثور على جثمان حفيد الدكتورة نوال الدجوي، رئيسة جامعة أكتوبر للعلوم والآداب، الشاب أحمد الدجوي، داخل شقته، بمنطقة أكتوبر بمحافظة الجيزة، صباح الأحد، و وبجواره سلاح ناري، في ظروف وصفتها التحريات الأولية بـ«الغامضة».

الزوجة وحارس العقار في دائرة الاستجواب

وباشرت أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة تحقيقاتها الموسعة في الواقعة، حيث يقوم رجال المباحث بمناقشة زوجة أحمد الدجوي، إلى جانب الاستماع لأقوال حارس العقار، الذي كان أول من أبلغ عن الحادث بعد عثوره على الجثمان داخل الشقة.

وأكد مصدر أمني، أن الحارس هو من توجه إلى القسم للإبلاغ، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية إلى محل البلاغ، وتم العثور على الجثمان وبجواره السلاح المستخدم، فيما لم تُرصد آثار مقاومة أو بعثرة في محتويات المكان.

التحريات ترجح فرضية الانتحار

وبحسب المعاينة الأولية وتحريات رجال الأمن، فإن المعطيات الحالية تُشير إلى أن أحمد الدجوي أنهى حياته مستخدمًا سلاحًا ناريًا، عُثر عليه بجانبه في مكان الحادث.

 ويُجري رجال المباحث حاليًا تفريغ كاميرات المراقبة في محيط العقار، وسماع شهادات عدد من السكان وشهود العيان، للوقوف على الملابسات النهائية للواقعة، والتأكد من عدم وجود شبهة جنائية.

خلافات عائلية متصاعدة

الواقعة تأتي في ظل حالة من التوتر المتصاعد داخل عائلة الدكتورة نوال الدجوي، التي تشهد منذ فترة نزاعات حادة وصلت إلى ساحة القضاء، وسط تبادل اتهامات بالاستيلاء على أموال وممتلكات، ما يضفي مزيدًا من الغموض على خلفيات الحادث.

وفي تصريحات صحفية خاصة، كشف أحد الأحفاد من داخل العائلة، كواليس ما وصفه بـ«الانهيار الأسري»، قائلًا: «الدكتورة نوال لا علاقة لها بكل ما يحدث، الست مريضة وتعبانة ومش بتشوف حد بقالها سنين بسبب ظروفها الصحية، مستحيل تتهم أحفادها أو تشوه سمعتهم، اللي بيحصل ده كله بسبب إنجي بنت عمتنا وجوزها».

وتابع الحفيد، مؤكدًا: «إحنا بينا أكتر من 40 قضية، والخلافات مستمرة بقالها سنين، وأولاد عمتنا معاهم تقريبًا كل التركة، وحتى الدكتورة نوال عايشة معاهم، والمشاكل متزايدة ومفيش تفسير واضح لكل ده».

بلاغ جديد يتهم زوج حفيدة نوال بسرقة الأموال

بالتوازي مع الواقعة، كشف محامي أحد أفراد العائلة عن تفاصيل بلاغ جديد تقدم به إلى قسم شرطة أكتوبر أول، يتهم فيه زوج حفيدة نوال الدجوي، إنجي منصور، ويُدعى حسني.ر، بالتعاون مع زوجته وشقيقتها في سرقة أموال تخص العائلة.

وأوضح المحامي في بلاغه، أنه يمتلك تسجيلًا من كاميرات المراقبة يُظهر زوج إنجي أثناء خروجه من العقار في 17 نوفمبر 2024، حاملاً حقيبتين كبيرتين، قبل أن يغادر بسيارته، في وقت متزامن مع علمه بأن محامي الدكتورة نوال بصدد التوجه لمقر إقامتها.

وأشار إلى أن حسني.ر وشريكتَيْه هم من يتولون رعاية نوال الدجوي منذ أكثر من عامين، ويملكون السيطرة على حياتها اليومية، ما يُثير الشبهات حولهم.

 كما أوضح أن الوقائع الموثقة تُشير إلى استغلال الوضع الصحي لرئيسة الجامعة للسيطرة على ممتلكاتها.

مليار و80 مليون جنيه.. وتسوية مالية مثيرة للجدل

البلاغ أشار كذلك إلى أن هناك محاضر سابقة تم تحريرها ضد الدكتورة نوال الدجوي في نيابة قصر النيل عام 2024، تتهمها بالاستيلاء على أموال من شركتي «دار التربية» و«الشركة المتحدة»، وصدور قرار من النيابة العامة بإلزامها برد مبلغ مالي ضخم تجاوز مليار و80 مليون جنيه.

وأكد المحامي أن حفيدتها إنجي منصور تولت سداد تلك المبالغ عبر إيداعها في خزينة النيابة العامة، في خطوة فُسرت بأنها محاولة لتسوية الأزمة بشكل قانوني.

بلاغ جديد من أحفاد نوال ضد إنجي وشقيقاتها

في سياق متصل، تقدم المحامي حسن عبدالرحيم، بوكالته عن حفيدي نوال الدجوي، وهما عمرو محمد شريف (45 عامًا)، مدير موارد بشرية، وأحمد محمد شريف، مدرس جامعي، ببلاغ رسمي إلى قسم شرطة أكتوبر أول، ضد إنجي.م، حفيدة نوال من ابنتها، وشقيقتها ماهيتاب.م، طبيبة أسنان بجامعة أكتوبر، وزوج إنجي، حسني.ر.

ووفقًا للبلاغ، اتهم الأحفاد الثلاثة المذكورين بسرقة مشغولات ذهبية ومبالغ مالية كبيرة من ممتلكات الدكتورة نوال، مؤكدين امتلاكهم لأدلة توثق تورطهم في تلك الوقائع، مطالبين بفتح تحقيق شامل.

تحقيقات موسعة وجدل لا ينتهي

وتُجري الأجهزة الأمنية حاليًا تحريات موسعة في إطار التحقيق بالقضيتين: واقعة وفاة أحمد الدجوي، من جهة، والخلافات العائلية والاتهامات المتبادلة من جهة أخرى، في محاولة لفك الاشتباك القانوني المعقد المحيط بالعائلة.

ويبقى الغموض سيد الموقف إلى حين ظهور نتائج التحقيقات الرسمية، وسط مطالبات من الرأي العام بكشف الحقائق كاملة، خاصة مع ارتباط اسم الواقعة بشخصية عامة لها تاريخ أكاديمي كبير في المجتمع المصري.