تحذير خطير.. «المالتي فيتامين» دون استشارة يصيب الأطفال بمضاعفات مفاجئة

الأطفال هم الفئة الأكثر حساسية حين يتعلق الأمر بالمكملات الغذائية، فقد حذرت أستاذة متخصصة في طب الأطفال من أن إعطاء «المالتي فيتامين» للأطفال دون الرجوع إلى مختص صحي قد يؤدي إلى مضاعفات مفاجئة وخطيرة، حيث تؤكد الدراسات الطبية أن الإفراط في تناول الفيتامينات المتعددة بدون تقييم احتياجات الطفل بدقة يمكن أن يؤدي إلى اختلالات صحية قد تتفاقم بمرور الوقت، يسلط القارئ نيوز في هذا المقال الضوء على أسباب التحذير، وأهم المخاطر المحتملة، بالإضافة إلى نصائح الأطباء حول الطريقة الصحيحة لتناول «المالتي فيتامين».
المكملات الغذائية ليست آمنة دائمًا
يعتقد الكثير من أولياء الأمور أن إعطاء «المالتي فيتامين» هو تصرف إيجابي يعزز مناعة الأطفال ويساعدهم على النمو بصورة أفضل، إلا أن هذا الاعتقاد الشائع ليس دقيقًا على الإطلاق، فالمكملات الغذائية بوجه عام، وإن كانت مفيدة في بعض الحالات، قد تشكل خطرًا حقيقيًا إذا تم استخدامها دون الحاجة الحقيقية إليها أو دون توصية من طبيب متخصص، حيث يمكن أن تسبب تراكم بعض الفيتامينات في الجسم مثل فيتامين (A) أو فيتامين (D) مما يؤدي إلى أعراض جانبية مثل التسمم أو اضطرابات الكبد والكلى.
أعراض قد لا يتوقعها الآباء
تشير التقارير الطبية إلى أن بعض «مضاعفات المالتي فيتامين» قد لا تكون واضحة منذ البداية، وقد تظهر على هيئة تغيرات مزاجية أو مشاكل في النوم أو حتى ضعف في الشهية، كما أن هناك حالات تم توثيقها ظهر فيها لدى الأطفال تسارع في نبضات القلب أو ارتفاع غير مبرر في ضغط الدم نتيجة الإفراط في بعض المكونات مثل الحديد أو الزنك، وتؤكد الأبحاث أن جسم الأطفال يتفاعل مع الفيتامينات الزائدة بصورة مختلفة عن البالغين، مما يجعل أي خطأ في الجرعات أكثر خطورة.
متى يحتاج الأطفال إلى المكملات فعلًا؟
الخبراء في مجال التغذية يؤكدون أن معظم الأطفال الأصحاء الذين يتبعون نظامًا غذائيًا متوازنًا لا يحتاجون إلى أي مكملات غذائية، بل يحصلون على كل العناصر الضرورية من الطعام الطبيعي إذا ما تم تنظيم وجباتهم بشكل سليم، وتشمل تلك العناصر الحديد والكالسيوم والزنك والفيتامينات الأساسية، ولهذا فإن استخدام «المالتي فيتامين» يجب أن يكون مقتصرًا على حالات محددة يتم تشخيصها بواسطة الطبيب، مثل نقص معين في فيتامين ما أو وجود مشكلة في الامتصاص الغذائي أو في حالات الأنظمة الغذائية الصارمة مثل النباتية الكاملة.
الاستخدام العشوائي قد يكون كارثيًا
تشير تحذيرات أطباء الأطفال إلى أن الاستخدام العشوائي للمكملات قد يؤدي إلى مشاكل لا تظهر إلا بعد مرور وقت طويل، فمثلاً تناول جرعات زائدة من فيتامين (A) لفترات طويلة قد يؤدي إلى مشاكل في العظام وتلف في الكبد، كما أن الإفراط في تناول الحديد قد يسبب حالة تسمم تتطلب تدخلاً طبيًا عاجلًا، وتظهر هنا أهمية التقييم الدقيق لحالة كل طفل على حدة، وعدم الاعتماد على توصيات الإنترنت أو آراء غير المختصين عند اتخاذ قرار بإعطاء «المالتي فيتامين».
رأي أطباء الأطفال في القضية
في تصريحات خاصة للقارئ نيوز، أوضح عدد من أطباء الأطفال أن تزايد توجه الأمهات نحو إعطاء أطفالهن المكملات الغذائية دون مراجعة طبيب أصبح مقلقًا للغاية، خاصة مع انتشار المنتجات التجارية والترويج المضلل عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وأضافوا أن بعض الأمهات يعتقدن أن هذه المكملات «بريئة من الضرر»، رغم أن الأمر يتطلب تشخيصًا معمقًا وفحصًا معمليًا قبل صرف أي نوع من «المالتي فيتامين» للأطفال.
نصائح مهمة من المختصين
ينصح أطباء الأطفال بمجموعة من الإجراءات التي يجب اتباعها قبل التفكير في إعطاء الطفل أي مكمل غذائي، أولها ضرورة إجراء تحليل شامل لمستوى الفيتامينات في الدم للتأكد من وجود نقص فعلي، ثم التشاور مع الطبيب المختص لتحديد النوع المناسب والجرعة المثالية بناءً على عمر الطفل ووزنه وحالته الصحية العامة، كما ينصح المختصون بعدم استخدام المكملات التي تُباع دون وصفة أو التي يتم الترويج لها على أنها «طبيعية 100%» دون رقابة صحية واضحة.
تأثير المالتي فيتامين على المدى البعيد
تؤكد بعض الدراسات أن استخدام المالتي فيتامين بشكل غير مدروس في مرحلة الطفولة قد يؤثر على التوازن الطبيعي في الجسم ويُضعف قدرة الأعضاء على أداء وظائفها بكفاءة، كما أن التعرض المستمر لمستويات عالية من بعض الفيتامينات قد يؤثر سلبًا على نمو الأطفال العقلي والبدني ويزيد من احتمالية الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مستقبلاً، ولهذا فإن الخطأ في التعامل مع هذه المكملات لا يُعد بسيطًا كما يتخيل البعض.
الوعي أولًا لحماية صحة الأطفال
يبقى الحل الأمثل لحماية صحة الأطفال هو تعزيز الوعي لدى الأمهات والآباء بشأن خطورة الاستخدام غير المنضبط للمكملات الغذائية، والاعتماد على الغذاء الطبيعي المتوازن كمصدر أساسي للفيتامينات، إلى جانب المتابعة المنتظمة مع الطبيب المختص، فصحة الأطفال ليست مجالًا للتجربة أو الاجتهاد، بل تتطلب معرفة علمية دقيقة وفهمًا دقيقًا لاحتياجات كل طفل بشكل فردي.