أضرار صامتة.. كيف يؤثر السكر على صحة طفلك دون أن تلاحظي؟

السكر ليس مجرد طعام يُرضي رغبة الطفل في الطعم الحلو بل هو عنصر قادر على التأثير بشكل عميق على «صحة الأطفال» وتكوين أجسامهم ونمو أدمغتهم دون أن يُظهر أعراضًا فورية واضحة ولعل أخطر ما في الأمر أن الكثير من الأمهات يعتبرن السكر مكافأة بريئة أو وسيلة لإسعاد الصغار بينما هو في الواقع يحمل خلفه سلسلة من «الأضرار الصامتة» التي تتراكم مع الوقت وتؤثر سلبًا على نمو الطفل العقلي والجسدي.
السكر وتأثيره على النشاط والطاقة
يظن البعض أن السكر يمنح الطفل طاقة ضرورية للعب أو الدراسة لكن الحقيقة أن السكر يُسبب ما يُعرف بـ «الطاقة الزائفة» حيث يمنح الجسم اندفاعًا سريعًا في الطاقة يعقبه انخفاض مفاجئ في مستوى السكر بالدم مما يؤدي إلى «الخمول» و«الكسل» و«صعوبة التركيز» ويُلاحظ كثير من الآباء أن أطفالهم يصبحون أكثر عصبية أو توترًا بعد تناول الحلوى وهو أمر مرتبط باضطراب مستويات السكر في الجسم.
كما أن السكر لا يُمد الطفل بأي عناصر غذائية مفيدة بل يُضيف سعرات حرارية فارغة تُعيق الاستفادة من الأغذية الغنية بالبروتين والفيتامينات والمعادن الضرورية لنموه السليم.
السكر وتأثيره على الدماغ والسلوك
أظهرت عدة دراسات علمية أن السكر الزائد في غذاء الطفل يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على «تركيز الطفل» و«انتباهه» بل ويزيد من «فرص إصابته بفرط الحركة» واضطراب نقص الانتباه المعروف بـ ADHD حيث أن استهلاك السكر بكميات عالية يُخل بتوازن الناقلات العصبية في الدماغ مثل الدوبامين والسيروتونين والتي تؤثر بدورها على المزاج والسلوك.
والمثير للانتباه أن الأطفال الذين يتناولون السكر بانتظام بكميات مرتفعة قد يُصبح لديهم نوع من «الإدمان السلوكي» تجاه الأطعمة الحلوة نتيجة تكرار الشعور الفوري بالمتعة بعد تناولها مما يُضعف استجابتهم للأطعمة الصحية ويفقدهم التوازن الغذائي.
السكر ومناعة الطفل
من الجوانب الخطيرة التي لا يُدركها كثير من الآباء أن السكر يُضعف مناعة الطفل حيث يؤدي إلى تثبيط عمل كريات الدم البيضاء المسؤولة عن مقاومة العدوى وبالتالي يصبح الطفل أكثر عرضة لنزلات البرد والعدوى المتكررة خاصة في مواسم الشتاء والدراسة.
وقد أظهرت بعض الأبحاث أن مجرد تناول كمية بسيطة من السكر يُمكن أن يُقلل من فعالية الجهاز المناعي لمدة تصل إلى 5 ساعات وهو أمر خطير إذا ما تكرر بشكل يومي في غذاء الطفل.
السكر وتسوس الأسنان
تُعتبر الأسنان من أول الضحايا التي تتأثر بتناول السكر حيث يُغذي السكر البكتيريا الموجودة في الفم مما يؤدي إلى إنتاج أحماض تهاجم مينا الأسنان وتُسبب «تسوس الأسنان» لدى الأطفال بسرعة أكبر من البالغين خاصة مع ضعف عادات النظافة لدى الطفل أو غياب الوعي بخطورة المأكولات السكرية.
ولا يتوقف الأمر عند التسوس فقط بل قد يتطور إلى التهابات في اللثة وتآكل الأسنان اللبنية مما يُؤثر لاحقًا على ظهور الأسنان الدائمة بشكل سليم.
السكر وزيادة الوزن والسمنة
تناول السكر بشكل يومي يُساهم في تراكم الدهون في الجسم خاصة منطقة البطن وهو ما يؤدي إلى «زيادة الوزن» و«السمنة الطفولية» وهي حالة تُعد بوابة لأمراض متعددة مثل السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم في سن مبكرة.
كما أن الأطفال الذين يعتادون على السكريات يميلون إلى تناول كميات أكبر من الطعام عمومًا ويفقدون قدرتهم على التحكم في الشهية مما يُؤثر على مظهرهم وصحتهم النفسية مع تقدم العمر.
البدائل الصحية للسكر في غذاء الأطفال
ينصح أطباء التغذية بعدم منع السكر تمامًا من النظام الغذائي للطفل ولكن بالتحكم في الكمية وتوجيه الطفل نحو خيارات صحية مثل استخدام «السكر الطبيعي الموجود في الفواكه» أو إدخال العسل النقي بكميات محددة بدلًا من السكر الصناعي كما يمكن تقديم وجبات خفيفة تحتوي على الموز أو التمر أو الزبادي بالفواكه الطبيعية بدلًا من الحلوى الجاهزة.
وتساعد هذه البدائل على إشباع رغبة الطفل في الطعم الحلو دون التسبب في نفس الأضرار التي يُسببها السكر الأبيض المكرر أو شراب الجلوكوز المصنع.
كيف تقللين من اعتماد طفلك على السكر؟
التغيير يبدأ من داخل المنزل حيث يجب على الوالدين تقليل وجود المنتجات السكرية في المطبخ والابتعاد عن تقديم الحلويات كمكافآت كما يجب توعية الطفل بأهمية الغذاء الصحي من خلال سرد قصص أو مشاهدة فيديوهات مناسبة لعمره وتقديم بدائل لذيذة تجعله لا يشعر بالحرمان.
كما يُنصح بالقراءة الجيدة لمكونات المنتجات الجاهزة حيث قد تحتوي على نسب عالية من السكر تحت أسماء مختلفة مثل شراب الذرة أو سكر القصب أو السكروز وهو ما يتطلب وعيًا استهلاكيًا أكبر.