السبت 14 يونيو 2025 الموافق 18 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ألم مفاجئ خلف الرأس؟ من الصداع إلى التهاب الأعصاب هذه أبرز الأسباب

صداع خلف الرأس
صداع خلف الرأس

الصداع من أكثر الأعراض شيوعًا التي يعاني منها الإنسان في مختلف مراحله العمرية، وقد يظهر في مواضع متعددة من الرأس إلا أن «ألم خلف الرأس» يعتبر من الأعراض التي تثير القلق عند حدوثها بشكل مفاجئ، فالمنطقة الخلفية من الرأس ترتبط مباشرة بالأعصاب القحفية وبعض العضلات المهمة، مما يجعل أي تغير أو ضغط فيها يؤدي إلى شعور بألم حاد أو نابض، وتتنوع أسباب هذا الألم ما بين حالات بسيطة يمكن السيطرة عليها بسرعة، وأخرى معقدة قد تتطلب فحوصات طبية دقيقة لتحديد مصدر المشكلة.

متى يكون «ألم خلف الرأس» دلالة على الصداع؟

من أولى الأسباب التي تطرأ على ذهن الشخص عند الشعور بألم في مؤخرة الرأس هو «الصداع»، خاصة «الصداع التوتري» الذي يعد من أكثر أنواع الصداع شيوعًا، هذا النوع من الصداع غالبًا ما يبدأ من مؤخرة الرأس والعنق، ويشعر به الشخص كأن هناك «شريطًا ضاغطًا» يلف الرأس، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بالتوتر النفسي أو الجسدي، وقلة النوم، أو الجلوس لفترات طويلة في أوضاع غير صحية.

الصداع التوتري لا يسبب غثيانًا أو تقيؤًا في العادة، لكنه قد يترافق مع حساسية من الضوء أو الصوت، وفي كثير من الأحيان يكون الألم خفيفًا إلى متوسط، لكنه مزعج ويؤثر على القدرة على التركيز أو العمل.

صداع عنقي مرتبط بعضلات الرقبة

واحد من الأسباب الأكثر شيوعًا لألم خلف الرأس هو ما يعرف بـ«الصداع العنقي»، وهو نوع من الصداع الذي يكون مصدره الفقرات العليا من العمود الفقري العنقي أو العضلات المحيطة بها، ويحدث عادة نتيجة التواء أو شد عضلي أو الجلوس بشكل خاطئ لفترات طويلة أمام الشاشات.

يبدأ هذا النوع من الصداع من قاعدة الجمجمة، وقد يمتد إلى أعلى الرأس أو حتى خلف العينين، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بتيبس في الرقبة وصعوبة في تحريكها، والفرق بينه وبين الصداع التوتري أن الألم في الصداع العنقي يكون أكثر تمركزًا في الجزء الخلفي من الرأس والعنق، وقد يتفاقم مع الحركة أو الضغط على نقاط معينة في الرقبة.

التهاب الأعصاب القذالية… أحد الأسباب المعقدة

في بعض الحالات يكون السبب في ألم مؤخرة الرأس هو ما يُعرف بـ«التهاب العصب القذالي»، وهو عصب يمر من أعلى الحبل الشوكي إلى فروة الرأس، وعند تعرضه للتهيج أو الالتهاب، يشعر المريض بألم حاد يشبه الصدمة الكهربائية في مؤخرة الرأس أو خلف الأذنين.

يكون الألم في هذا النوع من «الصداع» مفاجئًا وحادًا، وقد يستمر لبضع ثوان أو دقائق، ويتكرر على فترات، ويمكن أن يكون مؤلمًا بدرجة تؤثر على جودة الحياة، وقد ينجم هذا الالتهاب عن إصابة في الرأس أو الرقبة، أو كأحد مضاعفات مرض السكري أو التهابات مزمنة في المفاصل.

الصداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم

من الحالات الطبية التي ترتبط بشكل مباشر بآلام خلف الرأس، هو «الصداع المرتبط بارتفاع ضغط الدم»، خاصة إذا كان الضغط مرتفعًا جدًا لدرجة تُصنّف كحالة طوارئ طبية، وفي هذه الحالة يكون الألم في مؤخرة الرأس شديدًا ومستمرًا، وقد يكون مصحوبًا بتشوش في الرؤية، أو ضيق في التنفس، أو إحساس بالدوار.

ويعتبر هذا النوع من «الصداع» إنذارًا من الجسم لوجود خطر على الجهاز القلبي الوعائي، ما يتطلب تدخلاً طبيًا فوريًا لتفادي مضاعفات قد تكون مهددة للحياة مثل السكتة الدماغية أو النزف الدماغي.

الصداع الناتج عن إجهاد العين أو وضعية الجسم

في عالم اليوم الذي يعتمد على التكنولوجيا، أصبحت ساعات العمل الطويلة أمام الشاشات سببًا مباشرًا للعديد من مشكلات الرأس، من بينها «الصداع الخلفي» الناتج عن إجهاد العين أو الوضعيات السيئة أثناء الجلوس، مثل إمالة الرأس إلى الأمام باستمرار أو استخدام الهاتف المحمول لفترات طويلة بطريقة خاطئة.

هذا النوع من «الصداع» يكون عادةً خفيفًا إلى متوسط، ويترافق مع توتر في عضلات الرقبة والكتفين، ويمكن الوقاية منه بتغيير العادات اليومية، مثل تحسين وضعية الجلوس، واستخدام كراسي مريحة، وأخذ فترات راحة منتظمة من الشاشات.

متى يصبح ألم خلف الرأس مؤشرًا لحالة خطيرة؟

رغم أن معظم حالات «الصداع» الخلفي تكون حميدة ولا تستدعي القلق، إلا أن هناك بعض الأعراض المصاحبة التي تستوجب زيارة الطبيب فورًا، ومنها: ألم مفاجئ وشديد جدًا لم يسبق للشخص أن شعر به من قبل، أو ألم يترافق مع حمى وتيبس في الرقبة، أو تغيرات مفاجئة في مستوى الوعي، أو فقدان القدرة على التحكم بالحركة أو الكلام.

هذه الأعراض قد تشير إلى وجود مشكلة خطيرة مثل «نزيف دماغي» أو «التهاب سحايا»، وهما حالتان طبيتان تحتاجان إلى تدخل عاجل.

خطوات الوقاية من الصداع الخلفي

للوقاية من هذا النوع من «الصداع»، يُنصح باتباع نمط حياة صحي يشمل النوم الكافي ليلاً، وممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن التوتر والضغوط النفسية، كما يُنصح بمراقبة وضعية الرقبة خلال العمل أو استخدام الأجهزة الإلكترونية، والقيام بتمارين استرخاء للعضلات بانتظام.

أما في حال كان الشخص يعاني من نوبات متكررة من «الصداع الخلفي»، فيجب استشارة طبيب مختص لتحديد السبب الدقيق ووضع خطة علاج مناسبة، والتي قد تشمل الأدوية، أو العلاج الطبيعي، أو تعديل بعض العادات اليومية.

«الصداع» عرض لا يجب الاستهانة به، خاصة إذا تكرر في نفس المنطقة أو جاء بشكل مفاجئ وغير مبرر، ومن المهم أن نستمع لإشارات الجسم ونستجيب لها بوعي، فالكشف المبكر عن سبب ألم خلف الرأس يساعد في منع تطور الحالات البسيطة إلى معاناة طويلة، ويضمن استعادة التوازن الجسدي والنفسي في أسرع وقت.

تم نسخ الرابط