نبيل أبوالياسين: أرنولد شوارزنيجر .. السياسيون الأمريكيون وقود الفوضى في الداخل والخارج

«شوارزنيجر».. في عالم تتقاذفه الأمواج السياسية المتلاطمة، يخرج لنا الصوت الصريح من قلب هوليوود والسياسة الأمريكية، أرنولد شوارزنيجر، ليُطلق قنبلة مدوية: «أعمال الشغب لن تحدث لو قام السياسيون بعملهم!» هذه ليست مجرد تصريحات عابرة، بل هي شهادة من رجل خبر الحياة بوجوهها المتعددة، ممثل، بطل، وحاكم، إنها صرخة غضب من مواطن يرى بلاده تتهاوى في فوضى سببها سياسيون يفضلون المزايدات الرخيصة على حلول حقيقية لمعاناة الشعوب، ويستخدمون قضايا مصيرية كالهجرة وقوداً لأجنداتهم الشخصية، متجاهلين الثمن الباهظ الذي يدفعه الإنسان العادي.
غضب «المدمر» السياسة تتغذى على الشقاق
شوارزنيجر، الذي لطالما عرفناه «مدمرًا» على الشاشة، يتهم اليوم السياسيين بتدمير النسيج الاجتماعي الأمريكي، ومن قلب الاحتجاجات التي هزت لوس أنجلوس على خلفية توسع عمليات الهجرة، وجه نجم الحركة أصابع الاتهام للساسة الذين يستخدمون الهجرة لتحقيق مكاسب سياسية، بدلًا من البحث عن حلول، وصوته يتردد بوضوح: يجب أن يجتمعوا حقًا ويحلوا هذه المشكلة، لأن هذا ما يريده الشعب الأمريكي، وإنها دعوة صادقة من مهاجر أصبح مواطنًا وحاكمًا، يرى كيف أن القضايا الإنسانية تُختطف وتُستغل لجمع الأموال والمصالح الحزبية، وليس لخدمة الصالح العام.
ترسانة ترامب: مواجهة داخلية ومكاسب انتخابية
في الوقت الذي يلوم فيه شوارزنيجر السياسيين، تتكشف صورة أخرى للوضع، والرئيس ترامب، بأسلوبه الخاص، يرسل الآلاف من الحرس الوطني ومشاة البحرية إلى لوس أنجلوس «لحماية المباني والعمال الفيدراليين» وسط غارات الهجرة، وهذا التدخل العسكري، الذي اعترض عليه حاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافن نيوسوم، يثير تساؤلات حول دوافعه الحقيقية، وهل هي حماية للمواطنين أم استعراض للقوة في وجه الاحتجاجات، وربما رسالة انتخابية للناخبين؟ هذا الصراع الداخلي يعكس عمق الانقسام في أمريكا، حيث يصبح الأمن ذريعة للسيطرة والسيطرة وسيلة لتعزيز السلطة، في مشهد سريالي يهدد بتأجيج النيران بدلًا من إخمادها.
تلاعب بالحقائق: التعريفات ليست ضرائب؟
وبعيدًا عن الهجرة، يلقي المقال الضوء على جانب آخر من التضليل السياسي، وفي شهادات الكونغرس، يتبجح وزير الدفاع بيت هيغسيث بتصريحات صادمة، منها زعمه أن «التعريفات ليست ضرائب!» هذا التصريح، الذي يتحدى التعريف المالي المقبول عالميًا، يكشف حجم التلاعب بالحقائق في دهاليز السياسة الأمريكية، فكل من يتابع الاقتصاد يعلم أن التعريفات الجمركية هي ضرائب تُفرض على السلع المستوردة، وتتحملها الشركات والمستهلكون في نهاية المطاف، وهذا التجاهل الصارخ للحقائق يؤكد أن بعض السياسيين لا يتورعون عن قلب الموازين لخدمة أجنداتهم، حتى لو كان الثمن هو تضليل الرأي العام وتشويه المفاهيم الأساسية.
صراع الشرق الأوسط: نيران نتنياهو ووعود ترامب
في خطوة تصعيدية خطيرة، لا تعدو الضربة الإسرائيلية الأخيرة لإيران سوى محاولة خبيثة من نتنياهو لإشعال المنطقة بأكملها، وإنه يراهن على زعزعة الاستقرار واستمرار الصراع كوسيلة للبقاء في السلطة، متجاهلاً تماماً تبعات هذا الجنون، وشعوب منطقتنا هي الخاسر الوحيد في هذه اللعبة الخطيرة التي لا ناقة لها فيها ولا جمل، تدفع فاتورة أطماع رجل يسعى لمصالحه الشخصية على حساب دماء الأبرياء ومستقبل الأجيال، آن الأوان لدول المنطقة أن تتحرك بحزم وقوة لوقف هذا الجنون فوراً.
وبينما تتخبط أمريكا داخليًا، تتجه الأنظار نحو الشرق الأوسط، حيث تصاعدت حدة التوتر بشكل غير مسبوق مع تأكيد وقوع ضربات إسرائيلية على إيران، ودوي الانفجارات في طهران، وإعلان حالة الطوارئ في إسرائيل، يؤكد أن الصراع قد دخل مرحلة جديدة وخطيرة، نتنياهو، بدعمه الضمني من ترامب الذي يرى أن بديل عدم التوصل لاتفاق نووي مع إيران «خطرًا للغاية»، يجد أرضًا خصبة لمخططاته، وفي هذا المشهد المتوتر، تلوح تهديدات إيرانية باستهداف القواعد الأمريكية، بينما تكشف طهران عن وثائق حساسة عن المنشآت النووية الإسرائيلية، وإنه صراع معقد، تغذيه المصالح السياسية والمزايدات، ويهدد المنطقة بأكملها بالانفجار.
الطريق إلى الأمام: من النقد إلى الحلول
رغم قوة التحليل الذي يكشف تناقضات السياسة الأمريكية، فإن المقال يُغفل عنصرًا حيويًا: كيف يمكن الخروج من هذه الفوضى؟، إذ لا يكفي تشخيص الداء دون وصف الدواء، فبالإضافة إلى ضرورة "توثيق الادعاءات بمصادر موثوقة" كالتقارير الأكاديمية أو تصريحات المسؤولين المباشرة، كان من المثمر طرح بدائل عملية، مثل: تفعيل آليات المساءلة الشعبية عبر دعم منظمات المجتمع المدني التي تراقب أداء السياسيين،
الاستفادة من النماذج الدولية، كسياسات الهجرة الكندية التي توازن بين الانضباط والاندماج، وحملات التوعية الإعلامية لكشف التلاعب بالحقائق، كما فعل شوارزنيجر نفسه عندما كشف زيف الخطاب السياسي.
أرنولد شوارزنيجر.. نداء أخير للضمير العالمي
من قلب التناقضات الأمريكية، يبرز صوت أرنولد شوارزنيجر كنذير خطر وداعية ضمير، والسياسيون الذين يفضلون الفوضى على الحلول، والذين يتلاعبون بالحقائق، ويستخدمون قضايا حساسة كأوراق ضغط، يقودون العالم نحو الهاوية، فبينما تتصاعد أعمال الشغب في شوارع أمريكا، وتُشعل الحروب المحتملة في الشرق الأوسط، ويُدفع ثمن التضليل السياسي من جيوب المواطنين، يبقى الأمل معلقًا على يقظة الشعوب وقدرتها على فرض إرادتها، والسؤال المطروح: هل سيستفيق العالم على حقيقة أن السياسة أصبحت لعبة خطيرة بيد من لا يبالون بالبشر؟ أم أننا سنستمر في دفع ثمن تقاعس السياسيين وإجرامهم، حتى يُدفن الأمل في سلام حقيقي تحت ركام المصالح والأكاذيب؟.
- شوارزنيجر
- الوقت
- السلع
- وردة
- الأمريكية
- مطروح
- التوتر
- الدواء
- اقتصاد
- الشاشة
- قنبلة
- سلع
- أرز
- انتخاب
- المنطقة
- الاقتصاد
- حملات
- المال
- أبوالياسين
- الصراع
- ضغط
- احتجاجات
- شهادة
- الحروب
- الهجرة
- الاستقرار
- ركام ا
- الصالح العام
- المطاف
- طره
- ترامب
- عمل
- الحركة
- صورة
- آدم
- لانس
- العالم
- غارات
- المطر
- المدن
- تمر
- هوليوود
- اللعب
- قضايا
- الشركات
- خلية
- الدول
- المجتمع
- وقت
- قلب
- آلام
- القارئ نيوز