إنقاذ بأعجوبة.. الحماية المدنية تستخرج ناجيين من تحت أنقاض عقار حدائق القبة

في حادث مأساوي هز حي حدائق القبة بمحافظة القاهرة، انهار عقاران سكنيان يحملان الأرقام 20 و22 بمنطقة أبو سيف من الخليج المصري، صباح اليوم الجمعة 20 يونيو 2025، ما أسفر عن إصابة مواطنين على الأقل، وسط استمرار جهود قوات الحماية المدنية والإنقاذ المركزي للبحث عن ناجين أو ضحايا تحت الأنقاض.

إنقاذ اثنين من تحت الأنقاض

وأكدت مصادر بالحماية المدنية أنه تم استخراج اثنين من المواطنين أحياء من أسفل أنقاض العقار رقم 22، وتم نقلهما إلى مستشفى الزيتون التخصصي لتلقي الرعاية الطبية، فيما تتواصل عمليات البحث باستخدام الكلاب البوليسية وأجهزة كشف الحياة الحديثة، للتأكد من عدم وجود ضحايا آخرين أسفل الركام.

وأفادت مصادر مسؤولة بمحافظة القاهرة، أن غرفة العمليات المركزية ومركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة تلقيا بلاغا في تمام الساعة الثانية عشرة وخمس وثلاثين دقيقة ظهرا، يفيد بوقوع انهيار مفاجئ لعقارين بمنطقة الخليج المصري بحي حدائق القبة، وعلى الفور تم إخطار كافة الجهات المعنية والدفع بسيارات الإسعاف والحماية المدنية إلى موقع الحادث.

محافظ القاهرة ومدير الأمن في الموقع

انتقل الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، إلى موقع الانهيار، يرافقه اللواء طارق راشد مساعد أول وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، والدكتور حسام الدين فوزي نائب المحافظ للمنطقة الشمالية، بالإضافة إلى القيادات الأمنية والتنفيذية بحي حدائق القبة.

وباشر المحافظ متابعة الموقف ميدانيا، ووجه بضرورة تكثيف جهود الإنقاذ، وسرعة استخراج المصابين أو الضحايا من تحت الأنقاض، كما شدد على توفير كافة أوجه الرعاية الطبية اللازمة للحالات التي يتم انتشالها، والتأكد من نقلها إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج اللازم.

وأضافت المصادر أن أحد العقارين المنهارين كان مكونا من طابق أرضي وخمسة أدوار علوية وكان خاليا من السكان وقت الانهيار، بينما كان العقار الآخر مكوّنًا من طابق أرضي وأربعة طوابق سكنية ويقطنه عدد من السكان، ما يزيد من احتمالات وجود مزيد من المصابين أو المفقودين.

إخلاء عقار مجاور احترازيا

وفي إطار الإجراءات الوقائية، قررت محافظة القاهرة إخلاء العقار المجاور رقم 18 كإجراء احترازي، لحين التأكد من سلامته الإنشائية وعدم تأثره جراء الانهيار المفاجئ، حيث تم إخراج السكان ونقلهم مؤقتا إلى مراكز إيواء لحين انتهاء اللجنة الهندسية من أعمال الفحص الفني.

وشدد الدكتور إبراهيم صابر على ضرورة تشكيل لجنة فنية عاجلة من مهندسي الحي وهيئة السلامة الإنشائية لفحص حالة المباني المجاورة وتحديد أسباب الانهيار، مؤكداً أن المحافظة لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتسببين في الكارثة، في حال ثبوت وجود إهمال أو مخالفة في البناء.

دعم نفسي ورعاية طبية للمصابين

في الوقت ذاته، وجه محافظ القاهرة مديرية التضامن الاجتماعي بتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين وأسرهم، ومتابعة حالتهم داخل المستشفيات، بالإضافة إلى تقديم مساعدات عاجلة للأسر المتضررة.

كما تم توفير سيارات إسعاف في محيط العقارين المنهارين تحسبا لأي طارئ، وسط تواجد أمني مكثف لتأمين موقع الحادث ومنع اقتراب المواطنين، حفاظا على سلامتهم، نظرًا لاستمرار عمليات الحفر والبحث.

استمرار التحقيقات.. ومطالبات بالمحاسبة

وباشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، حيث انتقل فريق من النيابة إلى موقع الحادث، لمعاينة مكان الانهيار والاستماع لأقوال شهود العيان، تمهيدًا لبدء التحقيقات الموسعة في الواقعة، وتحديد ما إذا كانت هناك مخالفات إنشائية أو تجاوزات في تراخيص البناء.

وطالب عدد من سكان المنطقة بمحاسبة المسؤولين عن انهيار العقارين، خاصة أن بعض السكان أكدوا تقدمهم بشكاوى في فترات سابقة بشأن تصدعات واضحة ظهرت على جدران العقار المنهار رقم 22، دون أن تلقى اهتمامًا كافيًا من الجهات المعنية.

خلفية سابقة عن انهيارات مماثلة

ويذكر أن هذه الحادثة تأتي في ظل تحذيرات متكررة أطلقتها وزارة التنمية المحلية بشأن العقارات الآيلة للسقوط في القاهرة الكبرى، حيث تضم العاصمة عددًا من العقارات القديمة التي لم تخضع لعمليات ترميم أو صيانة منذ عقود، ما يعرضها لخطر الانهيار في أي وقت.

وتكثف الأجهزة التنفيذية جهودها حاليًا لرصد المباني المهددة بالسقوط وتطبيق قرار الإزالة على المخالف منها، في محاولة للحد من تكرار هذه الحوادث التي تحصد أرواح الأبرياء من حين لآخر.

ولا تزال قوات الحماية المدنية تواصل أعمال البحث والتمشيط للموقع حتى لحظة كتابة هذا التقرير، فيما يتابع المواطنون بقلق مجريات الحادث، آملين في انتهاء عمليات الإنقاذ دون تسجيل المزيد من الخسائر البشرية.