هل «مزيل العرق» وراء البقع الصفراء واسمرار الجلد؟.. إليك الحقيقة
العرق هو أحد العمليات الفسيولوجية الطبيعية التي يقوم بها الجسم لتنظيم درجة حرارته والتخلص من السموم، ورغم أن التعرق يُعد مفيدًا للصحة العامة إلا أن رائحته ومظهره على الملابس قد يكون مصدر إزعاج للكثيرين، ما يدفعهم إلى استخدام مزيلات العرق بشكل يومي، ومؤخرًا انتشرت تساؤلات متكررة على مواقع التواصل الاجتماعي حول ما إذا كان مزيل العرق يتسبب في «بقع صفراء» على الملابس أو «اسمرار الجلد» تحت الإبط، وتعددت الآراء بين من يؤكد ذلك ومن ينفيه، وبين هذا وذاك تبقى الحقيقة الطبية والتجارب الواقعية هي الفيصل.
كيف يعمل العرق ولماذا تظهر البقع؟
العرق نفسه في حالته الطبيعية عديم الرائحة، فهو عبارة عن ماء وأملاح تُفرزها الغدد العرقية الموجودة في مختلف مناطق الجسم وخاصة تحت الإبطين، وتبدأ المشكلة حين يتفاعل العرق مع البكتيريا الموجودة على سطح الجلد أو مع بعض مكونات مزيلات العرق، فهنا قد تنبعث الروائح الكريهة أو تظهر آثار واضحة على الملابس مثل «البقع الصفراء» التي تشوه المظهر وتسبب الإحراج، ومع تكرار هذا التفاعل اليومي تبدأ الأسئلة حول دور مزيلات العرق في تفاقم هذه الآثار.
ما الفرق بين مزيل العرق ومضاد التعرق؟
من المهم التفريق بين نوعين من المنتجات المتوفرة في الأسواق، الأول هو «مزيل العرق» والذي يهدف بشكل أساسي إلى منع رائحة العرق دون التأثير على كميته، أما النوع الثاني فهو «مضاد التعرق» الذي يحتوي على مركبات الألومنيوم التي تعمل على تقليص الغدد العرقية وتقليل كمية العرق التي تخرج إلى سطح الجلد، وتعتبر هذه المركبات هي العنصر المشترك في معظم المنتجات التي ترتبط بظهور البقع الصفراء على الملابس.
مزيل العرق والبقع الصفراء.. ما الحقيقة؟
البقع الصفراء التي تظهر أسفل الإبط على الملابس ليست ناتجة عن العرق وحده، بل هي ناتجة عن تفاعل بين العرق وبين بعض مكونات مضاد التعرق خاصة «كلوريد الألومنيوم» الموجود في معظم المنتجات التجارية، فعند تفاعل هذا المركب مع البروتينات الموجودة في العرق قد ينتج لون مائل إلى الأصفر، وتكون النتيجة بقعة يصعب إزالتها من القماش، وتزداد هذه المشكلة في الملابس البيضاء أو الفاتحة، ولهذا ينصح خبراء الجلدية باستخدام مزيلات العرق التي لا تحتوي على الألومنيوم أو استخدام منتجات «خالية من البقع».
هل مزيل العرق يسبب اسمرار البشرة؟
العرق نفسه لا يُسبب اسمرار الجلد بل يعود السبب في ذلك غالبًا إلى تهيج الجلد الناتج عن استخدام منتجات غير مناسبة للبشرة أو احتوائها على كحول أو عطور قوية، حيث تؤدي هذه المواد إلى حدوث التهابات سطحية مزمنة تؤدي مع الوقت إلى «تغير لون الجلد» خاصة في المناطق الحساسة مثل تحت الإبط، كما أن تكرار الحلاقة في هذه المنطقة مع استخدام مزيل عرق بعد ذلك مباشرة قد يزيد من التهيج وبالتالي يزيد احتمال الاسمرار، ولذلك يُفضل اختيار منتجات ذات تركيبة «لطيفة» وخالية من العطور القوية والكحول.
العادات الخاطئة تؤثر أيضًا
من العوامل التي تسهم في ظهور البقع أو الاسمرار إلى جانب مكونات مزيل العرق بعض السلوكيات اليومية مثل ارتداء الملابس الضيقة التي تمنع تهوية الجلد، أو استخدام منتجات التجميل منتهية الصلاحية، أو وضع كميات مفرطة من مزيل العرق بشكل متكرر دون حاجة، وكلها عوامل تؤدي إلى تراكم المواد على سطح الجلد وتفاعلات غير مرغوبة، لذلك من الضروري اتباع «روتين نظافة مناسب» واختيار المنتجات بناءً على نوع البشرة.
نصائح لاستخدام مزيل العرق بشكل صحيح
للحفاظ على صحة الجلد وتجنب ظهور بقع أو تغير في لونه ينصح الأطباء بعدة خطوات مهمة عند استخدام مزيل العرق، منها التأكد من أن الجلد نظيف وجاف تمامًا قبل وضع المنتج، والابتعاد عن استخدامه مباشرة بعد إزالة الشعر، كما يُفضل تجربة المنتج على منطقة صغيرة من الجلد للتأكد من عدم وجود تفاعل تحسسي، واختيار منتجات خالية من الكحول والعطور القوية والمركبات المعدنية الضارة قدر الإمكان، ويمكن أيضًا استخدام مزيلات العرق الطبيعية المصنوعة من مواد مثل الشبة أو زيت جوز الهند كمصادر بديلة.
هل هناك بدائل طبيعية آمنة؟
مع تزايد القلق من تأثير مزيلات العرق التجارية على الجلد والملابس يتجه كثير من الناس إلى استخدام «بدائل طبيعية» مصنوعة يدويًا أو متوفرة في الأسواق العضوية، ومن أبرز هذه البدائل الشبة، بيكربونات الصوديوم، زيت جوز الهند، وزبدة الشيا، والتي يمكن استخدامها بأمان إذا تم اختبارها مسبقًا على الجلد، ورغم أن فاعلية هذه البدائل قد لا تكون مماثلة للمنتجات الصناعية إلا أنها تقدم حلًا مناسبًا لمن يعاني من حساسية أو اسمرار مزمن تحت الإبط.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا لاحظ الشخص وجود بقع دائمة على الجلد أو تغير لونه بشكل مستمر رغم تغيير مزيل العرق أو التوقف عن استخدامه لفترة فمن الأفضل استشارة طبيب جلدية لتحديد السبب الحقيقي، فقد يكون هناك مشكلة جلدية أعمق مثل الالتهاب أو الفطريات أو حتى مشكلة هرمونية تؤثر على تصبغ الجلد، كما أن استمرار ظهور البقع الصفراء على الملابس قد يتطلب البحث عن منتجات خالية تمامًا من الألومنيوم أو استعمال مزيلات بتقنيات جافة لا تتفاعل مع الأنسجة.
