الجمعة 27 يونيو 2025 الموافق 02 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

إسرائيل تخترق المنطقة العازلة في الجولان.. ودمشق تلتزم الصمت

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

في تطور ميداني لافت يعكس تصعيد خطير في الجنوب السوري من إسرائيل، أفادت تقارير عبرية، اليوم الجمعة، بدخول قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مشارف قرية بيت جن الواقعة عند سفح جبل الشيخ داخل الأراضي السورية، وتبعد نحو 11 كيلومترا فقط من الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويُعد هذا التوغل الإسرائيلي في منطقة جبل الشيخ واحدا من أخطر التحركات العسكرية على الجبهة السورية منذ شهور، ويطرح تساؤلات حول تداعياته على توازنات الردع في المنطقة، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين إسرائيل من جهة، ومحور المقاومة من جهة أخرى.

الاحتلال يتوغل قرب الحدود ويواصل خرق السيادة السورية

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن القوات الإسرائيلية تقدمت في محيط بيت جن التي تقع في أقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي، في نقطة جغرافية حساسة تُشرف على تداخل حدودي بين سوريا ولبنان والأراضي المحتلة، وتعدّ ذات أهمية استراتيجية نظرًا لارتفاعها وإطلالتها الواسعة على محيط الجولان المحتل.

وبحسب مصادر ميدانية، فإن التوغل الإسرائيلي تم دون أي اشتباكات تذكر حتى الآن، وسط تحركات حذرة في محيط القرية وتكثيف المراقبة الجوية والاستطلاع.

ويأتي هذا التطور بعد ساعات فقط من سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على «سد المنطرة»، أحد أكبر وأهم السدود المائية الواقعة شرق مدينة القنيطرة، داخل المنطقة العازلة، والتي تخضع نظريًا لاتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل الموقع عام 1974.

السيطرة على السد تهدد أمن المياه في القنيطرة ودرعا

ويعد «سد المنطرة» مصدرا رئيسيا لتزويد مناطق واسعة من محافظة القنيطرة ومحيطها، بالإضافة إلى مناطق في محافظة درعا، بالمياه، وهو ما يجعل السيطرة الإسرائيلية عليه خطوة بالغة الخطورة، تنذر بتداعيات إنسانية واقتصادية على الأهالي.

وأكدت التقارير أن الجيش الإسرائيلي دخل السد وأقام نقاط عسكرية ومراقبة داخل محيطه، في تحد واضح للسيادة السورية وللقانون الدولي، خاصة وأن منطقة السد تقع ضمن ما يعرف بـ«المنطقة العازلة» التي يمنع تواجد أي قوات مسلحة فيها بموجب اتفاق فصل القوات بين الجانبين السوري والإسرائيلي برعاية الأمم المتحدة.

دمشق تراقب بصمت وسط توقعات برد عسكري محدود

حتى اللحظة، لم تصدر السلطات السورية بيانًا رسميًا بشأن هذا التصعيد، بينما توقعت مصادر دبلوماسية أن يكون هناك رد محدود من الجانب السوري أو القوات الرديفة في الجبهة الجنوبية، قد يتمثل في استهداف مواقع متقدمة للاحتلال باستخدام المدفعية أو الطائرات المسيرة.

ويأتي هذا التحرك الإسرائيلي ضمن سلسلة من العمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي منذ أشهر، تحت ذريعة التصدي لمحاولات «التموضع الإيراني» أو «نشاطات حزب الله» في الجنوب السوري، رغم أن دمشق تنفي مرارًا وجود أي نشاطات عسكرية غير قانونية في تلك المنطقة.

الأمم المتحدة مطالبة بالتدخل

في هذا السياق، دعا مراقبون إلى تدخل عاجل من قبل قوات حفظ السلام الأممية «أندوف» المنتشرة في الجولان، لوضع حد للتجاوزات الإسرائيلية المتكررة، وضمان تطبيق اتفاق 1974، لا سيما بعد أن بات الاحتلال يوسع عملياته داخل الأراضي السورية العازلة دون رادع دولي.

ويحذر خبراء من أن الاستمرار في هذا المسار التصعيدي قد يشعل مواجهة جديدة في الجبهة الجنوبية، خاصة مع حساسية منطقة الجولان، وتزايد المؤشرات على اشتباكات متقطعة مع مجموعات المقاومة في لبنان وسوريا خلال الفترة الماضية.

قراءة في التوقيت.. رسائل إسرائيلية مزدوجة

ويرى محللون أن توقيت هذا التوغل الإسرائيلي يحمل رسائل مزدوجة، أولاها داخلية تتعلق بالوضع السياسي المضطرب داخل إسرائيل، وسط احتجاجات ضد حكومة نتنياهو، وثانيتها إقليمية تهدف لإيصال رسالة ردع إلى محور المقاومة في سوريا ولبنان وغزة.

ويأتي ذلك أيضًا في وقت تتصاعد فيه التوترات على مختلف الجبهات، من الجنوب اللبناني إلى قطاع غزة، وهو ما يجعل الجبهة السورية مفتوحة أمام سيناريوهات أكثر خطورة، قد تتجاوز إطار «التوغلات المحدودة» إلى اشتباكات أوسع حال تغيرت قواعد الاشتباك.

مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية جنوب سوريا

من ناحية أخرى، يخشى مراقبون من أن تؤدي هذه العمليات إلى مزيد من النزوح الداخلي، وتعقيد الأوضاع الإنسانية في قرى وبلدات الجنوب السوري، خاصة مع احتمال قطع المياه أو تدمير البنية التحتية الحيوية بسبب السيطرة العسكرية على السدود والطرق.

ويعيش سكان ريفي القنيطرة ودرعا حالة من القلق والترقب، وسط مخاوف من توسع رقعة الاشتباكات أو استمرار التوغلات التي قد تطال قرى إضافية في الأيام القادمة.

التوغل الإسرائيلي الأخير يُعيد إلى الواجهة ملف الجولان والمنطقة العازلة، ويطرح تساؤلات حول قدرة المجتمع الدولي على كبح جماح الاحتلال، الذي يواصل خرق السيادة السورية بتواطؤ دولي وصمت أممي، فيما تبقى الأعين موجهة نحو دمشق لترقب الرد المحتمل.

تم نسخ الرابط