السبت 28 يونيو 2025 الموافق 03 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

كارثة إنسانية تلوح في الأفق.. اليونيسف.. إسرائيل تمنع الغذاء والدواء عن غزة

مساعدات لغزة
مساعدات لغزة

«غزة».. في تطور إنساني خطير، حذر المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، في تصريحات لشبكة «إن بي سي» نيوز الأمريكية، من أن الأوضاع في قطاع غزة باتت على شفا كارثة صحية وتغذوية، في ظل منع إسرائيل دخول الغذاء والماء والعلاجات الغذائية الأساسية، ما ينذر بارتفاع كبير في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية.

وأكد المسؤول الأممي أن ما يجري في غزة لم يعد مجرد أزمة عابرة، بل هو «وضع كارثي يهدد جيلاً بأكمله»، مشيرًا إلى أن «الاحتلال الإسرائيلي يمنع إدخال المواد الغذائية الضرورية، وعلى رأسها حليب الأطفال والعلاجات الطبية الأساسية التي تُستخدم لإنقاذ حياة المواليد الخدج والرضع».

«لا طعام.. لا ماء.. لا حليب»

أبرز ما ورد في تصريحات المدير الإقليمي كان تأكيده أنه «لا يوجد حليب أطفال ولا حتى الحليب الطبي الخاص بالمواليد الخدج، كما أن الأمهات المرضعات يعانين من سوء تغذية حاد، ما يجعل الأطفال عرضة للخطر المتزايد».

 وأضاف: «سوء التغذية لدى الحوامل والمرضعات يفاقم سوء التغذية بين الأطفال، ويجعل فرصهم في النجاة أقل بكثير مما يجب».

هذا التحذير الخطير يأتي في وقت تتزايد فيه التقارير الدولية حول الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، والذي أدى إلى حرمان السكان، خصوصًا الفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال والنساء وكبار السن، من احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والماء والدواء.

«الأرقام مرعبة»

وتشير تقارير أممية صادرة عن اليونيسف ومنظمات أخرى عاملة في القطاع إلى أن أكثر من 70 ألف طفل في غزة معرضون للموت نتيجة سوء التغذية، منهم المئات في حالة حرجة. 

ويُضاف إلى ذلك أن مراكز التغذية والمستشفيات الميدانية في القطاع باتت شبه عاجزة عن تقديم العلاج، في ظل توقف الإمدادات.

ووفقاً لليونيسف، فإن الوضع في غزة يرقى إلى مستوى «الطوارئ الصحية والتغذوية»، إذ أن غياب الطعام والماء النظيف والرعاية الصحية يفتح الباب أمام تفشي أمراض قاتلة، من بينها الكوليرا وأمراض الجهاز الهضمي، وهي أمراض تضرب عادةً البيئات التي تشهد نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية.

«العقاب الجماعي مستمر»

وتتهم منظمات حقوقية عديدة، من بينها هيومن رايتس ووتش وأطباء بلا حدود، إسرائيل باتباع سياسة «العقاب الجماعي» ضد المدنيين في غزة، من خلال منع دخول الإمدادات الطبية والغذائية الحيوية، ما يُعد خرقًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

وفي هذا السياق، قال المدير الإقليمي لليونيسف: «لا يمكن اعتبار منع حليب الأطفال والعلاج الطبي سلوكًا مشروعًا في أي نزاع. نحن نتحدث عن أطفال ليس لهم علاقة بأي نزاع، لكنهم يدفعون الثمن».

«دعوات دولية عاجلة للتحرك»

دعوات التحرك العاجل تتزايد من قبل منظمات الإغاثة والمجتمع الدولي، حيث طالبت منظمات تابعة للأمم المتحدة بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول قوافل المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع، وفتح المعابر أمام الفرق الطبية الدولية والمتطوعين.

كما أعربت دول عدة، من بينها جنوب إفريقيا والنرويج وتركيا، عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الوضع الإنساني في غزة، ودعت إلى وقف الحصار فورًا، محذرة من أن "الأوضاع قد تخرج عن السيطرة خلال أيام".

«أصوات من داخل غزة»

في غزة، تحدث أطباء ومسعفون عن معاناة غير مسبوقة، يقول الدكتور علاء شرف، طبيب أطفال في مستشفى الشفاء: «نحن نكافح لإنقاذ الأطفال بماء ملوث وأدوية منتهية الصلاحية، لا يمكن تخيل حجم الألم اليومي الذي نشهده، أطفال تتوقف قلوبهم أمام أعيننا ولا نملك شيئًا لإنقاذهم».

أما الناشطة الفلسطينية سماح الكرد، فكتبت عبر حسابها في «إكس»: «الأم الغزية اليوم لا تبكي فقط جوع طفلها، بل تبكي عجزها عن إنقاذه.. لا حليب، لا دواء، لا رحمة من العالم».

«الحصار يقتل قبل القنابل»

ورغم استمرار العمليات العسكرية بين الحين والآخر، فإن الحصار أصبح السلاح الأشد فتكًا، إذ يقتل بصمت، وببطء.

 فالأرقام لا تكذب، والجثث الصغيرة التي تلفها أغطية المستشفيات ليست مجرد حالات معزولة، بل عنوان لمأساة إنسانية تتعاظم كل يوم.

وفي ظل هذا المشهد القاتم، يبقى السؤال: إلى متى سيستمر صمت المجتمع الدولي على تجويع الأطفال وقتلهم بالحصار؟ وهل تكون هذه التحذيرات الأخيرة قبل أن تنفجر كارثة لا يمكن احتواؤها؟

حتى اللحظة، لا مؤشرات حقيقية على تخفيف الحصار، ومع كل دقيقة تمر، يقترب طفل جديد في غزة من حافة الموت، فقط لأنه ولد في منطقة محاصرة لا تملك حتى الحق في الحليب.

تم نسخ الرابط