قبل أن تصبغي شعرك.. اعرفي أضرار الصبغة على فروة الرأس وطرق الحماية

الصبغة من الوسائل التجميلية التي تلجأ إليها الكثير من النساء لتغيير لون الشعر أو تغطية الشيب أو لمجرد التجديد في المظهر الخارجي ومع أن الصبغة تمنح مظهرًا جماليًا فور استخدامها إلا أن لها «آثارًا جانبية» قد تؤثر بشكل مباشر على فروة الرأس وعلى صحة الشعر بمرور الوقت ولهذا من الضروري قبل أن تقومي بخطوة التلوين أن تعرفي جيدًا ما قد تسببه الصبغة من «مخاطر خفية» وكيف يمكنكِ أن تحمي نفسك منها دون أن تتخلي عن رغبتك في التغيير.
المكونات الكيميائية في الصبغة وتأثيرها على فروة الرأس
تحتوي معظم أنواع الصبغة على مواد كيميائية قوية مثل «الأمونيا» و«بيروكسيد الهيدروجين» وهي مكونات تساعد على تفتيح مسام الشعر لتمكين اللون من التغلغل داخل الشعرة لكن هذه المواد ليست آمنة دائمًا بل قد تتسبب في «تهيج فروة الرأس» خاصة إذا كانت البشرة حساسة أو تعاني من التهابات خفيفة غير ملحوظة.
وتشير الدراسات إلى أن استخدام الصبغة بصورة متكررة يؤدي إلى «جفاف فروة الرأس» لأن المواد الكيميائية تقوم بإزالة الزيوت الطبيعية التي تفرزها فروة الرأس مما يتركها عرضة للتقشر والحكة والإحساس بالشد أو الحرارة بعد التلوين.
الحساسية تجاه الصبغة قد تكون خطيرة
من أخطر الأعراض التي قد تظهر بعد استخدام الصبغة هو «رد الفعل التحسسي» حيث أن بعض السيدات يعانين من «حساسية مفرطة» تجاه أحد مكونات الصبغة خاصة مادة «البارافينيلين ديامين» المعروفة باسم PPD والتي تدخل في تركيب معظم الصبغات السوداء والداكنة.
قد تظهر الحساسية على شكل «احمرار شديد» أو «انتفاخ في فروة الرأس أو الوجه» وأحيانًا «صعوبة في التنفس» وهي أعراض لا يجب تجاهلها بل تتطلب تدخلاً طبيًا عاجلاً لذا يُنصح دائمًا بإجراء اختبار الحساسية قبل وضع الصبغة على كامل الشعر حيث يتم وضع كمية صغيرة خلف الأذن أو على الذراع والانتظار لمدة ٤٨ ساعة لمراقبة أي رد فعل.
تأثير الصبغة على بصيلات الشعر ونموه
استخدام الصبغة بشكل متكرر ولفترات طويلة قد يُضعف «بصيلات الشعر» ويجعلها أكثر عرضة للتكسر أو التساقط ففروة الرأس حين تتعرض بانتظام للمواد الكيميائية قد تفقد قدرتها على تغذية الجذور كما ينبغي مما يؤدي إلى «تراجع كثافة الشعر» خاصة في مقدمة الرأس أو في المناطق الأكثر تعرضًا للمادة الكيميائية.
وقد يُلاحظ البعض بعد مرور أسابيع من تكرار الصبغة أن الشعر أصبح أقل لمعانًا أو أكثر جفافًا وأقل مرونة وهي مؤشرات تؤكد أن الصبغة بدأت تؤثر على البنية الأساسية للشعر وليس على المظهر الخارجي فقط.
كيف تحمين فروة رأسك من أضرار الصبغة؟
رغم كل الأضرار المحتملة للصبغة فإن الوقاية منها ممكنة إذا تم اتباع بعض «الإرشادات الأساسية» التي تقلل من خطرها أولًا من المهم اختيار نوع صبغة خالٍ من الأمونيا ومواد PPD والبحث عن منتجات تحتوي على «مكونات طبيعية» مثل زيت الأرغان أو الصبار أو البروتينات النباتية حيث تساعد هذه المكونات على حماية فروة الرأس وتغذية الشعر أثناء التلوين.
ثانيًا يجب تجنب غسل الشعر في اليوم نفسه قبل وضع الصبغة لأن الزيوت الطبيعية التي تفرزها فروة الرأس تشكل «طبقة واقية» تحمي الجلد من التهيج ويُفضل أيضًا عدم تمشيط فروة الرأس بعنف قبل الصبغة لتجنب أي خدوش أو التهابات قد تتفاعل مع المواد الكيميائية.
ثالثًا احرصي على استخدام «كريم واقٍ» على حدود فروة الرأس مثل الفازلين قبل وضع الصبغة حيث يعمل كحاجز يمنع تلامس اللون مع الجلد مباشرة كما يُنصح بعدم ترك الصبغة على الشعر أكثر من الوقت المحدد في التعليمات لأن تجاوز المدة قد يزيد من امتصاص المواد الضارة.
رعاية ما بعد الصبغة للحفاظ على صحة الشعر والفروة
بعد الانتهاء من استخدام الصبغة يجب أن تركزي على العناية المكثفة بشعرك وفروة رأسك من خلال استخدام «شامبو وبلسم خاص بالشعر المصبوغ» حيث تساعد هذه المنتجات على ترطيب الشعر وحمايته من الجفاف الناتج عن التلوين كما يفضل استخدام «الزيوت الطبيعية» مثل زيت جوز الهند أو زيت الزيتون لتهدئة فروة الرأس وتغذية البصيلات.
كذلك يجب تقليل عدد مرات الصبغة في السنة وعدم إعادة التلوين إلا بعد مرور فترة لا تقل عن ٦ إلى ٨ أسابيع بين كل مرة والأخرى ومن الأفضل ترك مسافة زمنية أطول كلما كان ذلك ممكنًا لمنح فروة الرأس الوقت الكافي للتعافي.
البدائل الطبيعية للصبغة الكيميائية
إذا كنتِ من محبي التغيير ولكنك قلقة بشأن أضرار الصبغة يمكنك تجربة البدائل الطبيعية مثل «الحناء» أو «صبغات الأعشاب» التي تحتوي على مكونات نباتية تمنح الشعر لونًا جميلًا وتقلل من التهيج الجلدي كما أن بعض المواد مثل الشاي الأسود أو البن أو الكركم تستخدم أيضًا لتلوين الشعر بدرجات مختلفة دون الحاجة إلى مواد كيميائية ضارة.
هذه البدائل لا تمنح ألوانًا صارخة لكنها أكثر أمانًا لفروة الرأس وتُعد خيارًا مثاليًا للحوامل أو النساء اللواتي يعانين من حساسية مزمنة تجاه الصبغة الكيميائية.
الاهتمام بجمال الشعر لا يجب أن يكون على حساب صحته أو صحة فروة الرأس فالصبغة قد تكون وسيلة رائعة لتغيير المظهر ولكنها قد تُسبب «مشاكل غير متوقعة» إذا لم يتم استخدامها بشكل صحيح من الضروري توعية كل امرأة بأضرار الصبغة المحتملة والتأكيد على أن الوقاية والرعاية يمكن أن تجنبها كثيرًا من المضاعفات التي قد تؤثر على ثقتها بنفسها وصحة شعرها.