متى يوافق يوم عاشوراء 2025؟.. تعرف على تاريخه وفضل صيامه العظيم

عاشوراء يمثل مناسبة إيمانية عظيمة تحيي في القلوب معاني التقوى والارتباط بسنة الحبيب المصطفى ﷺ ويُقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها على هذا اليوم بتساؤلات متجددة حول فضله وما يسن فعله فيه خاصة مع اقتراب حلول يوم عاشوراء 2025 الذي يُعد من «الأيام المباركة» في التقويم الهجري لما له من مكانة عظيمة في قلوب المسلمين واستحضارًا لما شهده من أحداث تاريخية وروحانية.
موعد عاشوراء 2025.. العاشر من محرم
وفقًا للحسابات الفلكية فإن يوم عاشوراء 2025 يوافق يوم السبت العاشر من شهر يوليو بالتقويم الميلادي والعاشر من شهر محرم 1447 هجريًا وهو التاريخ الذي يرتبط في ذاكرة الأمة الإسلامية بإنجاء الله تعالى لنبيه موسى عليه السلام ومن آمن معه من فرعون وجنوده.
ويحرص المسلمون على معرفة الموعد الدقيق لصيام هذا اليوم المبارك لما له من أجر عظيم وفضل كبير وردت فيه نصوص واضحة عن النبي ﷺ وأكدت عليه جموع العلماء والفقهاء على مر العصور.
فضل صيام يوم عاشوراء.. مغفرة عام كامل
صيام يوم عاشوراء له مكانة عظيمة في الشريعة الإسلامية وهو من «السنن المؤكدة» التي كان النبي ﷺ يحرص عليها ويدعو المسلمين لصيامها لما فيها من تطهير للنفس ورفع للدرجات ومغفرة للذنوب فقد جاء في الحديث الشريف عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله والتي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله» وهو ما يدل على مدى عظمة هذا اليوم وما فيه من «فضل عظيم».
ورغم أن صيام يوم عاشوراء ليس واجبًا إلا أن تركه يعني ضياع فرصة ثمينة للتقرب إلى الله وغفران الذنوب وهو ما يدفع كثيرين للحرص على صيامه خاصة في ظل حاجتنا جميعًا إلى تجديد العهد مع الله وتنقية القلوب من الآثام والذنوب.
أعمال يُستحب القيام بها في عاشوراء
إلى جانب الصيام هناك مجموعة من «الأعمال الصالحة» التي يُسن الإكثار منها في يوم عاشوراء حيث يوصي العلماء بالذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم أو الاستماع إليه لما في ذلك من ربط القلب بالله وزيادة الإيمان كما يُستحب التصدق على المحتاجين والإكثار من فعل الخير.
ومن العادات الجميلة التي أحياها العلماء والدعاة في هذا اليوم المبارك هي «اجتماع الأسرة» على مائدة طعام واحدة حيث يكون ذلك فرصة لتقوية صلة الرحم وتعميق روابط المحبة بين أفراد العائلة استلهامًا من روح عاشوراء وما تحمله من معانٍ للتضامن والتكافل والارتباط بالقيم النبوية.
وقد أشار الدكتور علي جمعة إلى أهمية هذا الاجتماع الأسري في عاشوراء قائلًا «صوموا يوم عاشوراء ومن لم يستطع أن يصم فعليه بالذكر والدعاء والقرآن قراءةً أو استماعًا ووسعوا على عيالكم واجتمعوا حول مائدة واحدة حتى نصل الرحم وحتى نطبق بركة سيدنا رسول الله ﷺ».
عاشوراء والهوية الإسلامية.. إحياء للروح
يرى عدد من العلماء أن المناسبات الدينية مثل عاشوراء تُعد من أهم الوسائل التي تعزز ارتباط المسلم بدينه وتجعله في حالة دائمة من الوعي الروحي والثقافي بدينه وتاريخه ومنهم الشيخ عطية صقر رحمه الله الذي أكد على أهمية إحياء هذه المناسبات بقوله «نحن في عصر انشغل الناس فيه فمثل هذه الومضات تجعل الحياة تضيء وتُعيد العلاقة بين المسلم ودينه».
ويُعتبر يوم عاشوراء فرصة ثمينة لإحياء «الهوية الإسلامية» في نفوس الأفراد والأسر من خلال استحضار سنة النبي ﷺ والعمل بها والحديث عنها وتعليمها للأبناء حتى ينشأ الجيل الجديد على محبة هذا الدين والاعتزاز بانتمائه إليه.
فقه عاشوراء.. الصيام والتوسعة على الأهل
الصيام في يوم عاشوراء سُنة مؤكدة ولكن لا يشترط أن يصومه المرء منفردًا بل يُستحب أن يصوم يومًا قبله أو يومًا بعده كما ورد عن النبي ﷺ في حديث «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» وذلك مخالفة لليهود الذين يصومون عاشوراء فقط.
كذلك من السنن الجميلة في هذا اليوم ما يسمى بـ «سنة التوسعة» على الأهل حيث جاء في الحديث «من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته» وهي سنة يغفل عنها كثيرون لكنها تساهم في إدخال السرور على الأسرة وتعميق الأواصر العائلية.
عاشوراء ليس فقط مناسبة تاريخية بل لحظة تربوية
بعيدًا عن البعد التاريخي ليوم عاشوراء الذي يشهد نصر الله لموسى عليه السلام فإن العبرة الأهم تكمن في البعد التربوي حيث يعلمنا عاشوراء أن النصر يأتي بعد الصبر وأن الفرج يولد من رحم الشدة وأن الله لا يضيع عباده المؤمنين كما يعلمنا أن «الثبات على المبدأ» والصبر على البلاء هو طريق النجاة في الدنيا والآخرة.
عاشوراء يوم من أيام الله التي ينبغي أن نقف معها وقفة تأمل وعمل فهو ليس مجرد تاريخ نمر عليه بل محطة إيمانية ينبغي أن نستثمرها في الطاعات والتوبة والتقرب إلى الله بالصيام والذكر والصدقة وإحياء روح الأسرة وتعميق الارتباط بالهوية الإسلامية التي نحن في أمسّ الحاجة إلى الحفاظ عليها وتعزيزها في زمن تتزاحم فيه المشاغل والانشغالات.