ابتكار طبي جديد لفحص بطانة الرحم يقلل من «خطر الإجهاض»

الإجهاض من أكثر التجارب المؤلمة التي قد تمر بها المرأة، وفي خطوة طبية واعدة تم ابتكار اختبار جديد لفحص بطانة الرحم يهدف إلى تقليل خطر الإجهاض وتحقيق حلم الأمومة بأمان أكبر.
الإجهاض.. ظاهرة متكررة وبحاجة إلى حلول فعالة
تتعرض آلاف النساء حول العالم إلى «الإجهاض» سواء في الأسابيع الأولى من الحمل أو في منتصفه، وقد يكون السبب غير واضح في أغلب الأحيان مما يزيد من صعوبة التشخيص ويؤثر نفسيًا على الأم والأسرة، ووفقًا لتقارير طبية فإن نسبة «الإجهاض» قد تصل إلى ٢٠٪ من إجمالي حالات الحمل، وتزداد هذه النسبة في حالات الإجهاض المتكرر الذي يصيب بعض النساء دون سبب معروف، لذلك فإن البحث عن أسباب طبية دقيقة كان وما زال هدفًا أساسيًا في مجال طب النساء والتوليد.
بطانة الرحم.. المفتاح الخفي وراء الإجهاض المتكرر
تشير أبحاث حديثة إلى أن «بطانة الرحم» تلعب دورًا محوريًا في نجاح الحمل أو فشله، حيث أن هذه البطانة هي التي تستقبل البويضة المخصبة وتوفر لها البيئة المناسبة للانغراس والنمو، وفي حال كانت البطانة غير سليمة أو لا تعمل بشكل طبيعي فإن فرص حدوث الإجهاض تزداد بشكل كبير، وغالبًا ما يتم تجاهل هذه البطانة أثناء الفحوصات الروتينية التي تسبق الحمل أو تليه، مما يجعل حالات الإجهاض المتكرر مجهولة السبب لفترات طويلة.
الابتكار الطبي الجديد.. ثورة في تشخيص بطانة الرحم
في إطار السعي نحو تقليل نسب «الإجهاض» وتحسين فرص الحمل الناجح، قام باحثون من جامعة مرموقة بتطوير اختبار دقيق وحديث لتحليل «بطانة الرحم»، ويُجرى هذا الاختبار في وقت معين من الدورة الشهرية لتحليل نشاط الجينات المسؤولة عن تقبل البويضة المخصبة، ويعتمد الاختبار على تقنية تسلسل الحمض النووي RNA التي تحدد حالة البطانة ومدى جاهزيتها لاستقبال الحمل، هذا الابتكار يفتح الباب أمام مئات النساء لفهم أسباب «الإجهاض» وتلقي العلاج المناسب وفق نتائج الاختبار.
كيف يعمل الاختبار وما الذي يقدمه للنساء؟
يقوم الأطباء بسحب عينة صغيرة من بطانة الرحم خلال فترة محددة من الدورة الشهرية، ثم يتم تحليل هذه العينة داخل مختبرات متخصصة للكشف عن مؤشرات حيوية تحدد إذا ما كانت البطانة مستعدة للحمل أم لا، وفي حال تم اكتشاف اضطرابات في التوقيت أو وجود خلل في التعبير الجيني يتم توجيه المرأة إلى بروتوكولات علاجية تضمن تحسين الوضع البيئي للرحم، وهو ما يقلل فرص «الإجهاض» بشكل كبير ويزيد من احتمالات الحمل المستقر.
الأمل يتجدد لدى من يعانين من الإجهاض المتكرر
من أبرز ما يوفره هذا الاختبار أنه يمنح الأمل للنساء اللواتي تعرضن للإجهاض عدة مرات دون سبب واضح، فبدلًا من الانتظار أو الاعتماد على المحاولات التقليدية فقط أصبح بالإمكان التوجه نحو تشخيص علمي دقيق يحدد الأسباب من جذورها، وهو ما يمثل تطورًا كبيرًا في مجال «الخصوبة» ودعم الحمل الصحي، وصرّحت عدد من النساء اللاتي خضعن للاختبار بأنهن شعرن بطمأنينة أكبر بعد معرفة أسباب الإجهاض السابقة وخطط العلاج المقترحة لتفاديها مستقبلاً.
فوائد الاختبار تمتد إلى ما هو أبعد من الحمل
لا تقتصر فائدة هذا الاختبار على تقليل خطر «الإجهاض» فقط، بل تمتد إلى الكشف المبكر عن مشكلات صحية في الرحم مثل الالتهابات المزمنة أو التليفات أو نقص الدم في البطانة، وهي عوامل تؤثر ليس فقط على الحمل بل على صحة المرأة بشكل عام، كما يمكن استخدام نتائج التحليل لتحسين فعالية عمليات التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب، حيث يمكن توقيت زرع البويضة بشكل مثالي حسب حالة البطانة.
توصيات الأطباء للنساء المقبلات على الحمل
ينصح الأطباء جميع النساء المقبلات على الحمل خاصة من عانين من الإجهاض سابقًا أو تأخر الحمل بإجراء الفحوصات الشاملة التي تشمل بطانة الرحم، فهذه الفحوصات قد تكشف عن مشاكل خفية لم تظهر في الفحوصات التقليدية، ويُعد هذا الاختبار أداة فعالة لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى علاج هرموني أو دوائي قبل محاولة الحمل من جديد، وهو ما يعزز فرص الحمل الناجح ويجنب تكرار تجربة «الإجهاض» المؤلمة.
مستقبل واعد ينتظر هذا الاكتشاف
تعمل فرق البحث حاليًا على تطوير هذا الاختبار ليصبح أكثر دقة وأقل تكلفة ومتوافرًا في مراكز طبية متعددة حول العالم، ومع تزايد الوعي بأهمية «بطانة الرحم» في منع الإجهاض وتحقيق حمل سليم، من المتوقع أن يصبح هذا التحليل جزءًا أساسيًا من بروتوكولات متابعة الحمل في السنوات المقبلة، ويدعو الأطباء جميع النساء إلى الاهتمام بصحتهن الإنجابية وعدم التردد في طلب التحاليل الدقيقة التي تكشف عن أسباب الإجهاض بشكل مبكر.