الأحد 17 أغسطس 2025 الموافق 23 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

القاهرة تجمع مصر وقطر وحماس في لقاء مصيري لوقف حرب غزة

غزة
غزة

كشفت تقارير فلسطينية، اليوم الأحد، عن لقاء سياسي مرتقب في العاصمة المصرية القاهرة، يضم مسؤولين رفيعي المستوى من مصر وقطر، إلى جانب قادة الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتهم حركة حماس.

 ويأتي الاجتماع ضمن الجهود المكثفة الرامية إلى التوصل لاتفاق ينهي الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أشهر، والتي خلفت آلاف الضحايا وسط تعنت واضح من الحكومة الإسرائيلية.

وبحسب التقارير، فإن اللقاء يعقد بدعوة مصرية، على أن يترأس خليل الحية وفد حركة حماس، في إطار مشاورات جديدة تبحث سبل الضغط على إسرائيل للقبول بتسوية توقف نزيف الدم الفلسطيني وتعيد الأمل لقطاع غزة الذي يعاني ويلات الحرب.

وساطة مصرية – قطرية متجددة

وأكد مصدر فلسطيني مطلع أن الوساطة المصرية – القطرية لا تزال مستمرة رغم التعقيدات الكبيرة في المشهد السياسي والعسكري. 

وأوضح أن القاهرة والدوحة تعملان على تنسيق المواقف مع مختلف الأطراف الفلسطينية، بهدف بلورة رؤية موحدة يمكن طرحها على الطاولة في مواجهة الشروط التعجيزية التي تفرضها حكومة بنيامين نتنياهو.

وأشار المصدر إلى أن مصر وقطر تسعيان للضغط على الجانب الإسرائيلي عبر تحريك الموقف الدولي، في ظل تزايد الأصوات الأممية المطالبة بوقف إطلاق النار الفوري وتجنب المزيد من الكوارث الإنسانية التي يعيشها المدنيون في غزة.

تعنت إسرائيلي ومطالب مشددة

وفي المقابل، أبدى الجانب الإسرائيلي تصلبًا في مواقفه، حيث أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت سابق أن أي اتفاق مستقبلي بشأن غزة سيكون مشروطًا بإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة ودون مراحل، وهو ما ترفضه الفصائل الفلسطينية التي تتمسك بخيار التبادل الجزئي وفقًا للظروف الميدانية.

كما شدد بيان الحكومة الإسرائيلية على أن أي تسوية يجب أن تتضمن نزع سلاح الفصائل الفلسطينية وتجريد القطاع بالكامل من الأسلحة، بالإضافة إلى فرض سيطرة أمنية إسرائيلية على محيط غزة، وهو ما يعتبره الفلسطينيون شروطًا غير واقعية تهدف لإطالة أمد الاحتلال بدلًا من إنهائه.

معاناة إنسانية متصاعدة

وعلى الصعيد الميداني، تتواصل المعاناة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار القصف الإسرائيلي الذي استهدف مؤخرًا عدة مناطق سكنية ومرافق صحية وتعليمية، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين.

 وأكدت مصادر محلية أن المستشفيات تعمل بأقل من نصف طاقتها بسبب النقص الحاد في الوقود والأدوية، فيما تعيش آلاف الأسر في مراكز الإيواء وسط ظروف إنسانية صعبة.

كما حذرت منظمات دولية من أن استمرار الحرب يهدد بحدوث مجاعة وشيكة في بعض مناطق القطاع، في ظل الحصار المفروض وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم.

سيناريوهات مطروحة على الطاولة

ويرى محللون سياسيون أن لقاء القاهرة المرتقب قد يشكل محطة مهمة لإعادة إحياء المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل برعاية إقليمية ودولية، لكنه في الوقت ذاته يواجه تحديات كبرى بسبب تشدد المواقف الإسرائيلية.

ويعتقد مراقبون أن الفصائل الفلسطينية قد تسعى خلال اللقاء لتوحيد موقفها إزاء أي تسوية، بما يضمن وقف إطلاق النار أولًا، ثم الدخول في تفاصيل الملفات الأخرى مثل إعادة الإعمار ورفع الحصار والإفراج عن الأسرى.

مصر في قلب الوساطة

لطالما لعبت مصر دور الوسيط الأساسي في ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، بحكم علاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف، إلى جانب حدودها المشتركة مع قطاع غزة.

 ومن المتوقع أن تحاول القاهرة، بدعم من قطر، تقديم مقترحات جديدة يمكن أن تلقى قبولًا من المجتمع الدولي، مع الحفاظ على الحقوق الفلسطينية وتخفيف المعاناة عن سكان القطاع.

وبينما ينتظر الفلسطينيون بصيص أمل من جولة القاهرة المقبلة، يبقى مستقبل المفاوضات رهينًا بمدى استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات حقيقية، بعيدًا عن الشروط التعجيزية التي تعمق الأزمة ولا تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار. 

فالطريق إلى وقف الحرب ما زال طويلًا، لكنه يظل مرهونًا بإرادة سياسية حقيقية تضع مصلحة المدنيين فوق الحسابات الضيقة.

تم نسخ الرابط