الخميس 17 يوليو 2025 الموافق 22 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

آخر علامات الساعة الكبرى.. نار هائلة تسوق الناس لأرض المحشر بالتفصيل

علامات الساعة
علامات الساعة

الساعة من الأمور الغيبية العظيمة التي أولاها الإسلام اهتمامًا كبيرًا وحرص على بيان علاماتها الصغرى والكبرى تفصيلًا ليتعرف عليها المؤمنون ويتزودوا بالإيمان والعمل الصالح استعدادًا لذلك اليوم العظيم ومن بين أهم هذه العلامات وردت «النار» التي تخرج في آخر الزمان فتسوق الناس إلى «أرض المحشر» وهي آخر علامات الساعة الكبرى كما أنها أول مقدمات يوم القيامة العظيم وفق ما أوضحه الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف من خلال منشور رسمي له عبر صفحته الموثقة على «فيسبوك».

النار من علامات الساعة الأخيرة

وأوضح الدكتور علي جمعة أن آخر علامات الساعة الكبرى هي «نار عظيمة» تخرج من اليمن وتسوق الناس من كافة بقاع الأرض إلى أرض الشام حيث يكون «المحشر» وقد أكد أن هذه النار لا تأتي عشوائيًا بل هي جزء من خطة إلهية منظمة تشير إلى قرب وقوع «الساعة» وبدء أحداث القيامة الكبرى وهي أيضًا أولى آيات قيام الساعة التي تنبئ بتحول النظام الكوني بأكمله كما جاءت في الأحاديث الصحيحة.

أدلة نبوية على خروج النار

استند المفتي السابق إلى عدد من الأحاديث النبوية الشريفة التي رُويت عن الصحابة الكرام مثل حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه حيث قال رسول الله ﷺ «وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم» كما ورد في رواية أخرى «نار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس» وهما حديثان صحيحان رواهما الإمام مسلم.

كذلك جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال «ستخرج نار من حضرموت أو من بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس» وهو ما رواه الإمام أحمد والترمذي في سننه وجاء في حديث أنس رضي الله عنه أيضًا قوله ﷺ «أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب» كما رواه البخاري.

الجمع بين كونها آخر علامة وأول أشراط

وقد أشار الدكتور علي جمعة إلى ما قد يبدو للبعض من تعارض في ظاهر النصوص حيث يتساءل البعض كيف تكون النار هي آخر علامات الساعة وفي نفس الوقت تعتبر أول أشراطها وأوضح أن هذا السؤال مردود عليه لأن المقصود أنها آخر علامات الساعة الكبرى وقبلها تقع بقية العلامات مثل ظهور الدجال ونزول عيسى عليه السلام وخروج يأجوج ومأجوج وبعدها تأتي هذه النار فتكون بذلك أول آيات «الساعة» نفسها أي بدء انهيار العالم وانفتاح أهوال يوم القيامة.

إشارات قرآنية لخراب الكون

وقد دعم الدكتور علي جمعة هذا الفهم بآيات قرآنية تؤكد أن بعد خروج النار تبدأ سلسلة من التغيرات الكونية مثل انشقاق السماء وتسير الجبال وتكوير الشمس واحتراق البحار وغيرها من المظاهر المفزعة التي تسبق «الساعة» فقال تعالى (إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ) وكذلك (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ وَإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ) وغيرها من آيات وصف «الساعة» وما يسبقها.

إلى أين تسوق النار الناس

أوضح العلماء ومنهم الدكتور علي جمعة أن هذه النار تسوق الناس إلى أرض الشام وهي أرض مباركة دعا لها النبي ﷺ بالبركة بقوله «اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا» كما وردت أحاديث كثيرة في فضل الشام وكونها «أرض المحشر» وأنها ستكون موطن المؤمنين في آخر الزمان بعد ظهور المهدي ونزول عيسى عليه السلام.

ومن الأحاديث التي تؤكد هذا المعنى ما رواه الحاكم في المستدرك عن النبي ﷺ أنه قال «إنكم محشورون رجالًا وركبانًا وتُجرون على وجوهكم ها هنا» وأشار بيده إلى الشام.

فضل الشام في الكتاب والسنة

أشار الدكتور علي جمعة إلى أن الشام هي مهبط الأنبياء ومسرى النبي محمد ﷺ إلى المسجد الأقصى وقد ورد في القرآن قول الله تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) كما جاء في وصف الريح المسخرة لسليمان عليه السلام أنها كانت تسير إلى «الأرض التي باركنا فيها» وهي الشام.

اختلاف العلماء حول توقيت الحشر

أما عن توقيت هذا الحشر فقد اختلف فيه العلماء فقال بعضهم كالإمام البيهقي والإمام الغزالي إن هذا الحشر يقع بعد البعث أي في الآخرة عند الخروج من القبور أما جمهور العلماء فذهب إلى أن هذا الحشر يكون في الدنيا وقبل قيام «الساعة» وهو حشر أحياء تسوقهم النار إلى «أرض المحشر».

وما يدعم هذا القول هو ما رواه الإمامان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال «يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا» وهذا الحديث يدل على أن الحشر الذي يسبق «الساعة» يكون في الدنيا حيث توجد مظاهر الحياة مثل ركوب الإبل والتزود بالطعام.

الخلاصة وضرورة التأمل

بهذا التفصيل يتضح أن خروج النار من اليمن وسوقها للناس إلى الشام هو الحدث الثامن والأخير من علامات الساعة الكبرى ويعتبر إعلانًا مباشرًا عن اقتراب يوم القيامة كما أن الحديث عن «الساعة» يعكس عظمة هذا اليوم وأهميته وضرورة الاستعداد له بالإيمان والعمل.

وقد ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي ﷺ حدث الصحابة عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم فمن وعى ذلك انتفع ومن نسي فعليه أن يعود إلى هذه النصوص ليتذكر ويتفكر في حاله ومصيره.

فالساعة آتية لا ريب فيها ولا ينفع حينها الندم ولا التراجع لذلك فإن معرفة هذه العلامات والتأمل فيها يساعد المسلم على تثبيت يقينه والاستعداد ليوم الحساب.

تم نسخ الرابط