أمين الفتوى يكشف.. هل يعاقب الأب إذا لم يذبح العقيقة عن أولاده؟

العقيقة من السنن المؤكدة في الشريعة الإسلامية وقد أثار سؤال أحد المواطنين حول عدم قيامه بذبح العقيقة عن أولاده حتى الآن اهتمام الكثيرين مما دفع دار الإفتاء المصرية إلى توضيح الحكم الشرعي في هذا الشأن مؤكدين أن «العقيقة» سُنة وليست فرضًا وأنه لا إثم على من لم يقم بها إذا لم يكن مستطيعًا من الناحية المادية.
العقيقة سنة مؤكدة لا تترتب على تركها معصية
أوضح الشيخ محمد كمال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية خلال مداخلة تلفزيونية أن «العقيقة» هي ما يُذبح ابتهاجًا بالمولود الجديد وأنها تُعد سنة نبوية مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم مستشهدًا بما فعله النبي الكريم حين عَقَّ عن حفيديه الحسن والحسين رضي الله عنهما وقد أكد أن «العقيقة» تُثيب من يفعلها ولا يُعاقب من يتركها خاصة إن كان لديه عذر مادي يمنعه من تنفيذها.
وأضاف الشيخ أن ما يُشاع بين الناس بأن من لم يعق عن أولاده فقد ارتكب إثمًا غير صحيح من الناحية الشرعية لأن الشريعة الإسلامية قائمة على «الرحمة» و«التيسير» وأن الله سبحانه وتعالى لا يكلّف نفسًا إلا وسعها مشيرًا إلى أن «العقيقة» تمثل نوعًا من الشكر لله على نعمة الولد لكنها لا تُلزم الفقير أو غير القادر.
العقيقة بركة لا واجب.. ولا ذنب على غير المستطيع
أشار الشيخ محمد كمال إلى أن «العقيقة» تُعد من مظاهر الفرح بالمولود وتُعد تعبيرًا عن الشكر لله سبحانه وتعالى لما فيها من أجر وثواب كبير حيث أن فعلها يُظهر الامتثال لسنة نبوية مباركة كما أن في «العقيقة» بركة تحل بالبيت والأبناء لأنها تُقرن بالنية الطيبة والطاعة.
وأكد الشيخ في حديثه أن من لم يتمكن من أداء العقيقة لأسباب مادية أو لضيق الحال فلا يجب عليه أن يشعر بالحزن أو الذنب لأن الشريعة لا تُحمل الإنسان ما لا يطيق بل إن الله سبحانه وتعالى مطلع على النيات وعلى ما يدور في قلب كل إنسان من إخلاص ومحبة واستعداد لو كان في استطاعته أن يفعل.
ودعا الشيخ كل من لم يتمكن من أداء «العقيقة» لأطفاله بسبب ظروف الحياة أو الضغوط المادية إلى أن يطمئن قلبه ولا يحمل همًا لأن الله سبحانه يعلم أنه لو استطاع لفعل مؤكدًا أن نية الإنسان في الخير تُكتب له حتى وإن لم ينفذ العمل فعليًا.
هل يمكن تأخير العقيقة؟ الإفتاء توضح
وعن مسألة توقيت «العقيقة» أشار الشيخ محمد كمال إلى أن «العقيقة» من السنة أن تكون في اليوم السابع من ولادة الطفل فإن لم يتيسر ففي اليوم الرابع عشر أو الحادي والعشرين وإذا لم يتمكن الإنسان من تنفيذها في هذه الأوقات فلا مانع من أدائها في أي وقت لاحق طالما كانت النية قائمة والقدرة متوفرة.
وبيّن أن «العقيقة» ليست مرتبطة بزمن محدد وجوبيًا بل إن الفقهاء أجازوا تنفيذها حتى بعد سنوات من ولادة المولود طالما لم تسقط النية مؤكدًا أن ذلك من رحمة الشريعة واتساعها لظروف الناس المختلفة.
دعوة للاهتمام بالسنة دون تحميل النفس فوق طاقتها
في ختام حديثه وجه الشيخ محمد كمال دعوة عامة للمسلمين إلى الاهتمام بسنة «العقيقة» باعتبارها فرصة للفرح والبركة والشكر لله ولكن دون الوقوع في التشدد أو تحميل النفس فوق طاقتها لأن الشريعة جاءت لرفع الحرج وليس لفرض الضيق على الناس.
ونبّه إلى أن البعض يربط بين عدم القيام بـ«العقيقة» ووجود مشكلات في حياة الأبناء وهذا لا أصل له في الشريعة بل هو من قبيل الظنون التي لا تقوم على دليل وإنما الخير والبركة من الله وحده والنية الطيبة هي أساس قبول العمل.
وأكد أن من أراد أن يُعق عن أولاده في وقت لاحق بعد أن أكرمه الله بالسعة فلا بأس بل يُرجى له الأجر والثواب بإذن الله لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
الخلاصة التي خرج بها حديث أمين الفتوى بدار الإفتاء أن «العقيقة» سنة نبوية مؤكدة وليست فرضًا شرعيًا وأن من لم يعق عن أولاده لا يُؤثم ولا يُعاقب بل إن الله يرحم عباده ويعلم ما في صدورهم وإن لم تتيسر لهم الأسباب المادية فلا حرج عليهم.
كما أن أداء «العقيقة» يمكن أن يتم في أي وقت طالما توفرت النية والقدرة وأن الحرص على تطبيق السنة النبوية شيء محمود ولكن لا يجب أن يتحول إلى عبء على الفقراء أو محدودي الدخل لأن الدين لا يريد للناس المشقة وإنما يريد بهم اليسر والخير والرضا.