جوجل تكشف 6 منتجات جديدة في Made by Google 2025 بتقنيات مستقبلية

في خطوة طال انتظارها، أعلنت «شركة جوجل» عن إطلاق 6 منتجات جديدة خلال فعاليات مؤتمر «Made by Google 2025» والذي شهد حضورًا عالميًا واسعًا واهتمامًا لافتًا من متابعي التكنولوجيا حول العالم، وجاءت الإعلانات لتعكس رؤية «جوجل» المستقبلية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات القابلة للارتداء والهواتف الذكية والأجهزة المنزلية الذكية، مما جعل الحدث نقطة تحول جديدة في سباق شركات التكنولوجيا العملاقة.

منتجات جوجل الجديدة ترسم ملامح المستقبل

افتتح الحدث بالكشف عن هاتف «Pixel 9 Pro» الذي يعد من أبرز مفاجآت المؤتمر، حيث جاء الهاتف مدعومًا بشريحة الذكاء الاصطناعي «Gemini» الجديدة من جوجل، والتي تم تصميمها خصيصًا لتقديم تجربة استخدام ذكية ومتكاملة، واعتمد الهاتف على تقنيات تعلم الآلة المتقدمة لتقديم أداء فائق في التصوير والبطارية والتفاعل الصوتي، ويأتي الهاتف بتصميم أنيق ومتين يجمع بين الزجاج المقوى والإطار المعدني المصقول.

أما المنتج الثاني الذي أذهل الحضور فكان ساعة «Pixel Watch 3» التي تقدم مفهومًا جديدًا في عالم «الساعات الذكية»، حيث وفرت جوجل للمستخدم تجربة صحية متكاملة من خلال ميزات مراقبة النوم ومعدل النبض والتنفس وتحليل التوتر باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتم تحسين عمر البطارية ليصل إلى يومين كاملين، إلى جانب مقاومة الماء بشكل متقدم وتصميم نحيف وأنيق يواكب أحدث صيحات الموضة.

مساعد منزلي بذكاء غير مسبوق

كشفت «جوجل» أيضًا عن الإصدار الجديد من مساعدها المنزلي الذكي «Nest Hub Ultra»، والذي جاء بواجهة تفاعلية تعتمد على الإيماءات الصوتية والبصرية، حيث يستطيع المساعد الآن فهم الإيماءات اليدوية وتنفيذ الأوامر من دون الحاجة إلى لمس الشاشة، كما أدمجت «جوجل» تقنيات الرؤية الحاسوبية التي تسمح للمساعد بتحليل محيط الغرفة وتقديم مقترحات مخصصة للطقس والإضاءة وتشغيل الأجهزة المتصلة تلقائيًا.

ولم تتوقف مفاجآت جوجل عند هذا الحد، فقد أطلقت الشركة نظارة «Google Glass 2.0»، والتي تعود بشكل عصري وتقنيات أكثر تطورًا، حيث دعمتها بواجهة عرض للواقع المعزز وقدرات اتصال سريعة عبر شبكات الجيل السادس المتوقعة قريبًا، كما تعمل النظارة بتقنية «AI Lens» الجديدة التي تمكن المستخدم من التفاعل مع العالم من حوله بطريقة أكثر طبيعية وانسيابية.

جهاز لوحي جديد بتجربة هجينة

أعلنت «جوجل» كذلك عن الجهاز اللوحي «Pixel Tablet Pro» الذي يجمع بين قدرات التابلت وقوة الحواسيب المحمولة، ويعتمد هذا الجهاز على نظام تشغيل «Android 15» بواجهة مخصصة للتعددية في المهام، مع دعم كامل لقلم ذكي جديد أطلقت عليه جوجل اسم «Pixel Pen AI»، والذي يعمل بتقنية التعرف على الخطوط وتحويل الملاحظات اليدوية إلى نصوص رقمية بدقة مذهلة.

جهاز الشبكات الذكية

وفي ختام المؤتمر، فاجأت جوجل الجميع بإطلاق جهاز «Nest Wi-Fi Max»، وهو راوتر ذكي يوفر تغطية شبكية عالية الأداء باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يمكنه تحليل استخدام الإنترنت داخل المنزل وتوزيع الإشارة بناءً على حركة المستخدمين وأوقات الذروة، ويعمل الجهاز على تقليل استهلاك الطاقة وتحسين تجربة الاتصال لجميع أفراد الأسرة دون تدخل يدوي.

تحولات استراتيجية في سياسة جوجل

يبدو أن «جوجل» لم تعد تكتفي بإطلاق الأجهزة فقط، بل تهدف من خلال مؤتمرها إلى ترسيخ مكانتها في عالم الأنظمة البيئية الذكية المتكاملة، فقد أكدت الشركة في كلمة لرئيسها التنفيذي «سوندار بيتشاي» أن رؤية جوجل تعتمد على دمج الذكاء الاصطناعي في تفاصيل الحياة اليومية، مما يساعد المستخدم على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة في حياته الشخصية والمهنية.

وأشار «بيتشاي» إلى أن كل منتج من منتجات جوجل الجديدة يتكامل بشكل مباشر مع خدماتها السحابية مثل «Google One» و«Photos AI» و«Workspace»، مما يضمن انتقالًا سلسًا بين الأجهزة والتطبيقات دون فقدان البيانات أو الحاجة لإعادة التهيئة، كما ركزت جوجل على تحسين الأمان والخصوصية من خلال إدماج تقنيات تشفير جديدة ومعايير تحقق متعددة الطبقات.

جوجل تعزز استدامتها

ومن الملفت للنظر أن جميع الأجهزة الجديدة التي كشفت عنها «جوجل» تم تصنيعها من مواد معاد تدويرها بنسبة تصل إلى 80٪، كما تم تطويرها باستخدام عمليات إنتاج صديقة للبيئة، وهو ما ينسجم مع التزامات «جوجل» البيئية وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2030، وأكدت الشركة التزامها بتقديم أداء عالٍ لا يتعارض مع حماية الكوكب.

تأثير عالمي وتنافسية متصاعدة

أثار الإعلان عن منتجات «جوجل» الجديدة تفاعلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي والمواقع التقنية، حيث أبدى المستخدمون إعجابهم بالتصاميم الجديدة والميزات الذكية المبتكرة، بينما رأى بعض المحللين أن جوجل قد تتفوق على منافسيها مثل «أبل» و«سامسونج» في بعض الفئات، خاصة في ما يتعلق بالتكامل بين الأجهزة والبرمجيات.

ورغم التحديات العالمية التي تواجه سوق التقنية من تضخم وركود اقتصادي، تثبت «جوجل» مرة أخرى قدرتها على الابتكار والتوسع في وقت تحتاج فيه السوق إلى دفعة جديدة من التطور والتنوع، لتبقى دائمًا في صدارة اللاعبين الكبار في قطاع التكنولوجيا العالمي.