«تشعر بوخز في كعبيك؟».. أسباب مؤلمة قد تكشف أمراضًا خفية

أسباب الشعور بوخز أو ألم في الكعبين عند المشي قد تكون خفية أحيانًا لكنها تحمل في طياتها إشارات مهمة لا يجب تجاهلها حيث يرتبط هذا النوع من الألم بمجموعة من «الحالات الصحية» التي قد تبدأ بسيطة ثم تتطور تدريجيًا إلى مشكلات مزمنة تؤثر على حركة الجسم وجودة الحياة اليومية والشعور بـ«وخز الكعبين» لا يحدث من فراغ بل يقف وراءه مجموعة من «أسباب» مختلفة تتنوع ما بين الإجهاد البدني والاضطرابات العصبية والمشاكل العضلية أو المفصلية.
«ألم الكعبين».. أكثر من مجرد تعب عابر
يشعر كثير من الناس بـ«ألم مفاجئ في الكعبين» بعد المشي أو الوقوف لفترات طويلة خاصة إذا كانت الأرضية صلبة أو الحذاء غير مريح وهنا يُرجع البعض الألم إلى التعب العادي إلا أن الحقيقة أن هناك «أسباب» أخرى يجب عدم إغفالها فقد يكون هذا الألم علامة مبكرة على إصابة داخلية أو اختلال وظيفي يتطلب التدخل.
التهاب اللفافة الأخمصية.. أحد أشهر الأسباب
يُعتبر التهاب اللفافة الأخمصية من أبرز «أسباب» آلام الكعب حيث تصاب الأنسجة الممتدة أسفل القدم بالالتهاب نتيجة الضغط الزائد أو التمارين المكثفة أو الوقوف لفترات طويلة وتظهر الأعراض على شكل «وخز أو حرقان» في الكعب عند الخطوات الأولى في الصباح أو بعد الراحة الطويلة.
يُعد هذا الالتهاب من الحالات الشائعة بين الرياضيين ومرضى السمنة والعاملين لفترات طويلة على الأقدام وهو ما يفسر شيوع الشكوى من ألم الكعب لديهم.
الشوكة العظمية.. نتوء صغير وألم كبير
من «أسباب» الوخز المؤلم في الكعب وجود شوكة عظمية وهي نتوء عظمي يتكون أسفل عظمة الكعب نتيجة ترسيب الكالسيوم وغالبًا ما تكون مرتبطة بالتهاب اللفافة الأخمصية حيث تسبب إحساسًا مستمرًا بعدم الراحة أو الألم الحاد مع كل خطوة.
الشوكة العظمية قد لا تكون مرئية للعين ولكنها تظهر بوضوح في الأشعة وتحتاج إلى متابعة طبية دقيقة.
التهابات الأعصاب الطرفية.. سبب خفي يتطلب الحذر
في بعض الحالات قد تكون «أسباب» الوخز ناتجة عن التهابات في الأعصاب الطرفية التي تغذي القدم وهذه الحالة تُعرف باعتلال الأعصاب الطرفية وتحدث غالبًا بسبب مرض السكري أو نقص الفيتامينات أو بعض أمراض المناعة الذاتية.
يُصاحبها أحيانًا شعور بـ«خدر» أو «تنميل» في الكعبين أو باطن القدم وهو ما يميزها عن الألم العضلي العادي.
الوزن الزائد.. ضغط مستمر على الكعبين
من «أسباب» آلام الكعب غير المباشرة زيادة الوزن أو السمنة حيث يؤدي الوزن الزائد إلى ضغط مستمر على القدم والكعبين مما يسبب التهابات وإجهاد للأنسجة الرابطة ويزيد من احتمالية الإصابة بالشوكة العظمية أو التهاب اللفافة.
لذا فإن فقدان الوزن قد يكون أحد الحلول الفعالة لتخفيف الألم في الكعبين وتحسين الراحة أثناء المشي.
الأحذية غير المناسبة.. العدو الصامت للقدم
ارتداء الأحذية غير المريحة أو الضيقة أو ذات الكعب العالي لفترات طويلة يُعد من «أسباب» الألم في الكعب حيث لا توفر هذه الأحذية الدعم الكافي للقدم مما يؤدي إلى توزيع غير متوازن للوزن ويضغط على النقاط الحساسة في الكعب.
كما أن المشي حافيًا على الأرضيات الصلبة لفترات طويلة قد يؤدي لنفس النتيجة لذلك يجب اختيار الأحذية الطبية أو المبطنة عند الضرورة.
مرض النقرس.. ألم حاد قد يصيب الكعب أيضًا
رغم أن النقرس غالبًا ما يصيب الإصبع الكبير في القدم إلا أن بعض الحالات قد يعاني فيها المريض من «ألم شديد في الكعب» نتيجة تراكم حمض اليوريك في المفصل ويُعد النقرس من «أسباب» الألم المؤلمة والمفاجئة التي تتطلب تشخيصًا وعلاجًا دقيقًا.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا استمر ألم الكعب أو شعرت بوخز مستمر عند المشي أو الوقوف ورافقه تورم أو احمرار أو صعوبة في الحركة فقد تكون هناك «أسباب» تستدعي تدخلًا طبيًا سريعًا خاصة إذا لم يتحسن الألم مع الراحة أو تغيير الحذاء أو استخدام الكمادات.
التشخيص المبكر يساعد في تجنب المضاعفات وتحديد ما إذا كانت الحالة مرتبطة بالتهاب بسيط أو مرض مزمن يتطلب علاجًا طويل الأمد.
كيف تتعامل مع وخز الكعب في المنزل
إذا كانت «أسباب» الألم بسيطة أو ناتجة عن إجهاد فيمكنك تخفيف الأعراض عبر بعض الخطوات المنزلية مثل.
«الراحة وتجنب الوقوف الطويل»
«وضع كمادات باردة لتقليل الالتهاب»
«رفع القدمين لتحسين الدورة الدموية»
«ممارسة تمارين التمدد الخفيفة للقدم والساق»
«تغيير نوع الحذاء» إلى ما يوفر دعماً للكعب
لكن لا يُنصح بالاعتماد فقط على هذه الإجراءات في حال استمرار الألم أو تكرار الأعراض لأن ذلك قد يخفي «أسباب» أكثر تعقيدًا
ألم الكعب أو الإحساس بالوخز أثناء المشي ليس أمرًا يجب تجاهله بل هو رسالة من الجسم تشير إلى وجود «أسباب» تستحق الفحص والعناية فكل خطوة مؤلمة قد تحمل وراءها حالة قابلة للعلاج إذا تم التعامل معها مبكرًا.
احرص على الاستماع إلى جسدك ولا تتردد في استشارة الطبيب إذا شعرت بأن «الوخز» أو «الألم» أصبح يعيقك عن أداء مهامك اليومية أو يستمر لفترة دون تحسن لأن الكشف عن «أسباب» الألم هو أول خطوة نحو الشفاء.