«ألغاز الطقوس القديمة».. اكتشاف حفر جنائزية عمرها 5 آلاف عام شرق ألمانيا

في اكتشاف أثري مثير يُسلط الضوء على جانب غامض من طقوس العصر الحجري الحديث، عثر علماء آثار في ولاية ساكسن-أنهالت الألمانية على مجموعة من الحفر الدائرية الغريبة التي استخدمت في طقوس جنائزية، وتعود إلى ثقافة «سالزمونده» التي سكنت المنطقة منذ أكثر من 5000 عام.
وتشير الأدلة إلى وجود طقوس نارية وممارسات غامضة تتعلق بالكلاب والجماجم والمساكن المحروقة.
الحفريات تفضح ممارسات غامضة
جاء هذا الاكتشاف خلال أعمال تنقيب روتينية لإنشاء مسار جديد لشبكة الكهرباء في شرق ألمانيا، وتحديدًا في منطقة «جيرستيفيتز».
وخلال هذه الحفريات، اكتشف العلماء 12 حفرة دائرية يتراوح قطرها بين مترين وثلاثة أمتار، ويصل عمق بعضها إلى 2.5 متر، وكانت هذه الحفر محاطة بخنادق دفاعية في وقتٍ ما من التاريخ، وهو ما يشير إلى أن الموقع كان يتمتع بأهمية خاصة.
وفقًا لما نشره موقع «labrujulaverde»، فإن هذه الحفر لم تكن مجرد مكبات نفايات كما اعتُقد سابقًا، بل تحولت إلى مواقع شعائرية تم استخدامها بعناية فائقة في طقوس تتعلق بالموت والنار والتواصل مع الأسلاف.
جماجم بشرية وعظام كلاب قربانًا للنار
من بين أبرز ما تم العثور عليه في هذه الحفر، وُجد وعاءان خزفيان سليمَان تم وضعهما عمدًا كقرابين داخل إحدى الحفر، بجانب عظام كلاب لا تزال مرتبة بطريقة تشريحية كاملة، أي كما لو كانت لا تزال حية وقت وضعها.
المفارقة أن هذه العظام تحمل علامات واضحة على تعرضها للحرق، ما يدل على أنها جزء من طقس ناري معين.
المشهد ازداد غموضًا بوجود جمجمة بشرية وجدت بجانب العظام، وكانت في حالة حفظ جيدة «بشكل طازج نسبيًا» مقارنة ببقايا الكلاب، ما دفع الباحثين للاعتقاد إما بأن العظام الحيوانية تم الاحتفاظ بها لفترة قبل الدفن، أو أن الحفرة ظلت مفتوحة خلال فترة زمنية طويلة لأداء طقوس متعددة المراحل.
منازل محترقة.. رمزية الطقوس وتدمير المأوى
في حفرة أخرى، كشف التنقيب عن بقايا مساكن احترقت بالكامل، ما يعزز فرضية أن هذه الحفر كانت مواقع للطقوس المتعمدة وليس مواقع عشوائية للتخلص من المخلفات.
استخدام النيران هنا يبدو رمزيًا، حيث تشير الحفريات إلى أن إشعال النار وتدمير البنى السكنية كانا جزءًا من ممارسة طقسية تعبر عن التحول أو التطهير.
فرن يتحول إلى مقبرة مزدوجة
اللافت للنظر أن أحد الاكتشافات شمل فرنًا قديمًا أُعيد استخدامه كمقبرة، حيث وُجدت بداخله جثتان بشريتان، دفنتا بطريقة غريبة.
وتشير التحاليل إلى أن الجثتين تم عرضهما أو حفظهما في مكان آخر قبل نقلهما إلى الدفن النهائي داخل الفرن، وهو ما يعكس طقوس دفن معقدة ومثيرة للفضول.
ثقافة «سالزمونده».. بين التبجيل والعنف
ثقافة «سالزمونده»، التي تُعد فرعًا إقليميًا من حضارة «فانل بيكر» المعروفة، ازدهرت بين عامي 3400 و3050 قبل الميلاد، على ضفاف نهر «زاله» في وسط ألمانيا.
وتعرف هذه الثقافة بطرق دفنها الغريبة، والتي تتضمن غالبًا تدمير المنازل، وتغطية المقابر بطبقات من الفخار المهشم، فضلًا عن وجود مؤشرات واضحة على العنف الشخصي حتى بعد الوفاة.
وقد تم اكتشاف موقع «سالزمونده» الرئيسي عام 1921، وعُثر فيه على جماجم بشرية منقولة، وعظام طويلة جرى تحريكها من مكانها الأصلي، وهو ما يشي بممارسات طقسية تتجاوز حدود الدفن التقليدي إلى أشكال من التلاعب المتعمد بالجثث أو استدعاء أرواح الأسلاف.
قراءة جديدة في رموز الماضي
يشير العلماء إلى أن مثل هذه الاكتشافات تقدم رؤية أكثر تعقيدًا للمجتمعات القديمة التي كثيرًا ما ارتبطت بالمعتقدات الروحية والطقوس الجماعية، التي من خلالها كانت تسعى للتواصل مع الموتى أو استرضاء القوى الغيبية.
ويقول الباحثون إن هذا الموقع الجديد يُعد من أغنى المواقع التي توثق طقوس ما قبل التاريخ في المنطقة، إذ يجمع بين الرمزية، والنار، والقرابين، وطقوس الموت، في مشهد واحد يعكس تعقيد المعتقدات الروحية لتلك الحقبة.
ولا تزال هذه الحفر الطقسية تحمل أسرارًا لم تكشف بعد، لكن الاكتشاف يُسلط الضوء على جانب عميق من تاريخ الإنسان القديم، حيث امتزج الموت بالنار، والقرابين بالجماجم، والماضي بالحاضر، في طقوس لا تزال لغزًا يحاول العلماء فك شيفراته.
- طقوس
- كهربا
- وقت
- أرق
- الألم
- العظام
- الحيوان
- كلاب
- مؤشر
- مقبرة
- الروح
- بشرى
- حفريات
- كهرباء
- الحج
- المنازل
- الدائري
- حروق
- المنطقة
- العنف
- البن
- الغاز
- التاريخ
- الحفريات
- غال
- العلم
- سكن
- إكس
- فتوح
- الثقافة
- التنقيب
- الباحثين
- الغريبة
- الموت
- علماء
- الكهرباء
- قطر
- النيران
- باحثين
- نقل
- العصر الحجري
- المقابر
- الألماني
- المانيا
- طره
- الحق
- العلماء
- الحي
- المخ
- المخلفات
- مال
- ثقافة
- العصر
- الوفاة
- الأدلة
- إبر
- حرق
- الفرن
- عين
- ضار
- العثور
- لاعب
- مؤشرات
- شخص
- مقابر
- الطقس
- موز
- طقس
- القارئ نيوز