الموز والحليب ليسا أصدقاء.. أطعمة شائعة تسبب اضطرابات معوية عند دمجها

اضطرابات الجهاز الهضمي من المشكلات التي يعاني منها كثير من الناس دون إدراك أن السبب الرئيسي قد يكون في مزج أطعمة معينة معًا بطريقة غير مناسبة مثل خلط «الموز والحليب» الذي يعتقد كثيرون أنه مشروب صحي ولذيذ إلا أن الأطباء وخبراء التغذية حذروا من أن هذا المزيج وغيره من التركيبات الغذائية قد يؤدي إلى «اضطرابات مزعجة في المعدة» ويؤثر سلبًا على الهضم والامتصاص ويزيد من فرص الإصابة بالحساسية وانتفاخ القولون ومشكلات الجهاز الهضمي المزمنة.
الموز والحليب.. مزيج شائع لكن غير صحي
يُعد الموز من الفواكه المغذية والغنية بالبوتاسيوم والألياف كما يُعد الحليب مصدرًا مهمًا للكالسيوم والبروتينات ولكن عند دمجهما معًا في كوب واحد تحدث «تفاعلات داخل الجهاز الهضمي» تجعل هذا المشروب صعب الهضم خاصة لمن يعانون من مشاكل في المعدة أو القولون لأن الموز يحتوي على نشويات تحتاج إلى وقت معين للهضم بينما البروتينات الموجودة في الحليب تحتاج إلى بيئة هضمية مختلفة مما يؤدي إلى بطء عملية الهضم وحدوث «اضطرابات معوية» متعددة مثل الانتفاخ والشعور بالثقل والغثيان في بعض الحالات.

ماذا يحدث داخل المعدة عند الجمع بينهما
عندما يتم تناول الموز والحليب في وجبة واحدة تبدأ المعدة في إنتاج الإنزيمات الخاصة بهضم النشويات ثم تقوم بإفراز إنزيمات أخرى لهضم البروتين الحيواني الموجود في الحليب ولكن اختلاف طبيعة الهضم يجعل المعدة تعمل بجهد أكبر مما يؤدي إلى تباطؤ الهضم وتخمر الطعام داخل المعدة وهو ما يسبب «تكوّن الغازات» وزيادة الحموضة وربما الإسهال أو الإمساك حسب طبيعة الجسم كما تؤكد الأبحاث أن هذا النوع من المزج قد يؤدي إلى «اضطرابات في توازن البكتيريا النافعة» في الأمعاء مما يؤثر على المناعة بشكل غير مباشر.
الأيورفيدا تحذر منذ القدم
في الطب الهندي التقليدي المعروف باسم «الأيورفيدا» يُعتبر خلط الموز بالحليب من التركيبات الضارة التي تُصنف ضمن «مسببات السموم الغذائية» حيث يرى خبراء الأيورفيدا أن المزج بين هذه الأصناف يؤدي إلى «عدم توافق في الطاقة الغذائية» ما يؤثر على تدفق الطاقة داخل الجسم ويسبب مشكلات طويلة المدى من بينها «اضطرابات في عملية الأيض» وظهور أعراض مثل النعاس والخمول وزيادة الوزن غير المبررة.
أطعمة أخرى تسبب اضطرابات عند دمجها
لا يقتصر الأمر على الموز والحليب فهناك أطعمة أخرى شائعة يسبب مزجها معًا مشاكل هضمية ومن أشهرها
• الطماطم مع الخيار إذ تؤثر على امتصاص فيتامين C
• الفاكهة مع الوجبات الدسمة حيث تتخمر الفواكه بسرعة بينما تحتاج الأطعمة الدسمة وقتًا أطول للهضم مما يسبب «اضطرابات وغازات»
• السمك مع الحليب الذي قد يؤدي إلى «ظهور حساسية جلدية» ومشكلات هضمية
• البطيخ مع الجبن وهي تركيبة غير متوافقة تؤدي إلى ثقل المعدة وتسبب «اضطرابات قولونية»
الحساسية نتيجة خلط الأطعمة
أثبتت الدراسات أن بعض أنواع «الحساسية الغذائية» لا تنتج عن الطعام نفسه بل بسبب طريقة تناوله أو تركيبه مع أطعمة أخرى مما يحفز الجهاز المناعي لإنتاج رد فعل سلبي وتشمل الأعراض الناتجة عن ذلك حكة وطفح جلدي و«اضطرابات معوية» مزعجة مثل المغص والإسهال والانتفاخ كما أن الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز قد تزداد حالتهم سوءًا عند تناول الحليب مع الفواكه الغنية بالألياف مثل الموز.
ما البدائل الصحية للموز بالحليب؟
بدلًا من خلط الموز بالحليب ينصح الخبراء بتناولهما منفصلين وبفارق زمني لا يقل عن ساعة لضمان هضمهما بشكل سليم كما يمكن استبدال الحليب ببدائل نباتية مثل حليب اللوز أو حليب الشوفان الذي يكون أخف على المعدة ولا يحتوي على اللاكتوز مما يقلل من احتمالية حدوث «اضطرابات هضمية» كما يمكن تناول الموز مع حفنة من المكسرات أو الزبادي النباتي لوجبة صحية متوازنة ومناسبة للهضم.
تأثير اضطرابات الهضم على الصحة العامة
الإصابة المتكررة بـ «اضطرابات في الهضم» تؤثر على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد والكالسيوم والزنك مما يؤدي مع الوقت إلى ضعف المناعة والشعور الدائم بالإرهاق كما أن «الاضطرابات المزمنة» قد ترتبط بمشكلات خطيرة مثل متلازمة القولون العصبي أو الالتهابات المعوية ولهذا فإن الانتباه إلى طريقة تناول الأطعمة ومزجها له تأثير بالغ على الصحة العامة والجهاز الهضمي على وجه الخصوص.
نصيحة الخبراء
«لا تتناول الأطعمة فقط لأنها لذيذة أو تبدو مغذية بل فكر في توافقها الهضمي» هذا ما يؤكده أخصائيو التغذية الذين يوصون دائمًا بتجنب مزج بعض الأطعمة الشهيرة رغم شهرتها على أنها صحية مثل الموز بالحليب لأن النتيجة قد تكون عكسية وتؤدي إلى «اضطرابات في الجهاز الهضمي» وظهور أعراض مزعجة يصعب التعامل معها في بعض الأحيان.