الخميس 14 أغسطس 2025 الموافق 20 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«دواء باركنسون» يثبت فاعليته في علاج السل وفقا لدراسة جديدة

السل
السل

السل يعد من «الأمراض الخطيرة» التي لطالما شكلت تهديدًا لصحة الإنسان في مختلف أنحاء العالم، وقد ظل العلماء والباحثون لعقود يبحثون عن طرق جديدة وأكثر فاعلية لمكافحة هذا المرض، وفي تطور علمي لافت كشفت دراسة حديثة أن «دواء باركنسون» الشهير المستخدم لعلاج مرض الشلل الرعاش قد أظهر قدرة مدهشة على «مكافحة السل» والتقليل من تأثيره على الجسم، مما يفتح الباب أمام جيل جديد من العلاجات التي يمكن أن تغير مستقبل مواجهة هذا المرض المعقد، وتقدم الأمل لملايين المرضى حول العالم الذين يعانون من مضاعفاته، خاصة في الدول النامية التي ينتشر فيها السل بمعدلات مرتفعة.

تفاصيل الدراسة العلمية

الدراسة التي أجريت في أحد المراكز البحثية المتقدمة تناولت تأثير «دواء باركنسون» على بكتيريا السل المسببة للمرض، وقد أظهرت النتائج أن الدواء يمتلك خصائص مضادة للبكتيريا تسهم في الحد من نمو وانتشار «بكتيريا السل»، كما أشارت النتائج إلى أن آلية عمل الدواء لا تقتصر على السيطرة على الأعراض العصبية لمرض باركنسون فقط، بل تمتد إلى تعطيل العمليات الحيوية داخل البكتيريا المسببة للسل، وهو ما يجعل منه خيارًا علاجيًا مبتكرًا وغير تقليدي.

أهمية الاكتشاف بالنسبة لعلاج السل

تكمن أهمية هذا الاكتشاف في أنه يقدم «علاجًا مزدوج الفائدة»، حيث يمكن لدواء واحد أن يخدم أغراضًا علاجية مختلفة، ففي الوقت الذي يواصل فيه العلماء البحث عن طرق جديدة لعلاج السل الذي يقاوم بعض المضادات الحيوية التقليدية، فإن ظهور دواء مألوف مثل دواء باركنسون كخيار فعال يمكن أن يسهم في تسريع وتيرة العلاج، ويقلل من تكاليف الأبحاث الدوائية، إضافة إلى أنه يمنح فرصة أكبر للسيطرة على انتشار مرض السل في المجتمعات التي تفتقر إلى موارد طبية متقدمة.

كيفية تأثير الدواء على بكتيريا السل

أوضحت الدراسة أن «دواء باركنسون» يؤثر على البكتيريا المسببة للسل من خلال إعاقة عمليات إنتاج البروتينات التي تحتاجها للبقاء والنمو، كما أنه يسبب تغيرات في البيئة الداخلية للبكتيريا تجعلها أقل قدرة على التكاثر، هذا التأثير المزدوج يساعد على تقليل عدد البكتيريا النشطة في الجسم، وبالتالي تخفيف الأعراض وتقليل فرص انتقال العدوى للآخرين، وهو أمر في غاية الأهمية خاصة أن السل من الأمراض التي تنتقل بسهولة عن طريق الهواء والرذاذ.

السل وأزمة مقاومة المضادات الحيوية

تعد مقاومة المضادات الحيوية واحدة من أكبر التحديات في مواجهة مرض السل، حيث ظهرت سلالات من البكتيريا المسببة للسل تقاوم معظم الأدوية التقليدية، الأمر الذي جعل العلماء في حاجة ماسة إلى حلول جديدة، وفي هذا السياق يأتي اكتشاف فاعلية دواء باركنسون كأمل جديد، إذ يمكن دمجه مع العلاجات الحالية لزيادة فعاليتها، والتغلب على مشكلة المقاومة، وهو ما قد يسهم في خفض معدلات الوفاة الناتجة عن السل عالميًا.

الجانب الإنساني للاكتشاف

من الناحية الإنسانية، فإن هذا الاكتشاف قد يغير حياة ملايين المرضى، خاصة في المناطق التي ينتشر فيها مرض السل بشكل كبير مثل بعض بلدان إفريقيا وآسيا، فإمكانية استخدام دواء متاح بالفعل في الأسواق يعني أن تطبيقه على نطاق واسع سيكون أسرع وأقل تكلفة مقارنة بتطوير أدوية جديدة من الصفر، كما أن المرضى الذين يعانون من كل من مرض باركنسون والسل قد يستفيدون بشكل مضاعف من هذا العلاج، مما يحسن جودة حياتهم بشكل ملحوظ.

تحذيرات العلماء والخطوات القادمة

رغم النتائج الواعدة، فقد شدد العلماء على ضرورة إجراء المزيد من التجارب السريرية للتأكد من سلامة وفاعلية استخدام دواء باركنسون لعلاج السل في مختلف المراحل المرضية، كما أشاروا إلى أهمية دراسة الجرعات المثلى، ومدى إمكانية تفاعل الدواء مع أدوية السل الأخرى، وذلك لضمان تحقيق أفضل النتائج دون التسبب في آثار جانبية خطيرة، ومن المتوقع أن تتعاون المؤسسات البحثية العالمية لتسريع هذه التجارب في ظل الحاجة الملحة لإيجاد حلول جديدة لمواجهة مرض السل.

مستقبل علاج السل في ضوء الاكتشاف الجديد

يعطي هذا الاكتشاف أملًا كبيرًا في أن مستقبل علاج السل قد يشهد ثورة حقيقية، حيث يمكن أن يصبح استخدام الأدوية الموجودة بالفعل جزءًا من الاستراتيجية العالمية لمكافحة المرض، وهذا النهج المعروف باسم «إعادة توظيف الأدوية» يمكن أن يوفر الوقت والتكلفة، ويمنح المرضى فرصًا أفضل للشفاء، ومع استمرار الأبحاث قد نرى خلال السنوات القادمة بروتوكولات علاجية جديدة للسل تضم أدوية لم يكن يخطر ببال أحد أنها يمكن أن تكون فعالة ضد هذا المرض.

نجاح «دواء باركنسون» في إظهار فاعلية ضد مرض السل يمثل إنجازًا علميًا وطبيًا مهمًا، ويعكس أهمية البحث المستمر والتفكير خارج الصندوق في مواجهة الأمراض المزمنة والمعقدة، وإذا أثبتت التجارب المستقبلية سلامة وفاعلية هذا النهج، فقد نكون أمام تحول جذري في طريقة علاج السل، وهو ما يمنح الأمل لمرضى في جميع أنحاء العالم.

تم نسخ الرابط