تحذير طبي.. مخاطر خطيرة لتناول «النودلز» النيئة على الجهاز الهضمي والكبد

النودلز أصبحت من أكثر الأطعمة السريعة انتشارا بين مختلف الفئات العمرية، حيث يقبل عليها الشباب والأطفال وحتى الكبار باعتبارها وجبة سهلة وسريعة التحضير، ولكن التحذير الطبي الأخير حول مخاطر تناول «النودلز» النيئة أثار جدلا واسعا بين الأطباء والمتخصصين في التغذية، وذلك لما قد تسببه هذه العادة من مضاعفات خطيرة على «الجهاز الهضمي» وعلى «الكبد» بصفة خاصة، مما يجعل الأمر لا يقتصر على مجرد اضطراب بسيط بل قد يصل إلى «انسداد معوي» أو «تلف كبدي» إذا تكررت هذه الممارسة بشكل مستمر.

النودلز وطرق تناولها الشائعة

يظن البعض أن النودلز يمكن تناولها نيئة كما يفعل بعض الأطفال الذين يفتحون الكيس ويتناولونها مقرمشة قبل طهيها، ويعتبرون ذلك نوعا من التسالي، غير أن الخبراء أكدوا أن «النودلز النيئة» ليست مثل البسكويت أو الحبوب المحمصة، لأنها تحتوي على زيوت معالجة ومواد حافظة، وهي مصنعة لتُطهى بالماء المغلي من أجل التخلص من بعض الميكروبات وتليين القوام، وعدم طهيها يجعل هذه المواد الكيميائية والزيوت الثقيلة تبقى في الجسم وتسبب أضرارا مباشرة.

التأثير على الجهاز الهضمي

أشار الأطباء إلى أن تناول النودلز النيئة يؤدي إلى «اضطرابات في المعدة» مثل الانتفاخ والغازات والشعور بعدم الراحة، كما أنها قد تعلق في الأمعاء مسببة انسدادا جزئيا أو كليا، وهذا الانسداد قد يؤدي إلى مضاعفات تحتاج لتدخل جراحي في بعض الحالات، كما أن المكونات المضافة للنودلز مثل محسنات النكهة والمواد الحافظة تكون صعبة الهضم إذا لم تتعرض لمرحلة الطهي، مما يرهق الأمعاء الدقيقة ويؤدي إلى مشكلات مزمنة إذا تكرر تناولها.

النودلز وأضرارها على الكبد

الكبد يعد من الأعضاء الحيوية في الجسم والمسؤول عن تنقية السموم ومعالجة الدهون، وأي ضغط زائد عليه يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، وهنا تكمن خطورة تناول النودلز النيئة، إذ أن الزيوت المشبعة الموجودة فيها تصل مباشرة إلى الكبد دون أن تمر بعملية التحلل الكافية، فيتراكم العبء على الخلايا الكبدية مما قد يؤدي إلى «تلف كبدي» أو ظهور دهون على الكبد، ومع الوقت يصبح الجسم معرضا للإصابة بأمراض مزمنة مرتبطة بالكبد مثل الالتهاب الكبدي الدهني.

المواد الحافظة في النودلز

من المعروف أن النودلز تحتوي على نسب عالية من المواد الحافظة لإطالة عمرها على رفوف المتاجر، وهذه المواد مصممة لتكون أقل ضررا بعد الطهي، لكن تناولها نيئة يجعلها أكثر خطرا لأنها تدخل مباشرة للجهاز الهضمي، حيث تضعف البكتيريا النافعة في الأمعاء وتؤدي إلى خلل في توازن الفلورا المعوية، كما أن بعضها يرتبط بزيادة فرص الإصابة بالحساسية أو التهيجات الجلدية لدى بعض الأشخاص.

خطورة اعتياد الأطفال على النودلز النيئة

التحذير الطبي شدد على أن «الأطفال» هم الأكثر عرضة لمخاطر النودلز النيئة، لأن أجهزتهم الهضمية أقل قدرة على التعامل مع المكونات المعقدة، كما أن حبهم للطعم المقرمش قد يدفعهم لتكرار هذه العادة دون إدراك للعواقب، وهذا قد يسبب لهم مشكلات صحية في سن مبكرة مثل آلام البطن المزمنة أو حتى ضعف الكبد على المدى الطويل، لذا شدد الأطباء على ضرورة توعية الآباء والأمهات بمراقبة ما يتناوله أبناؤهم وتوجيههم للطريقة الصحيحة في إعداد الطعام.

النودلز والبدائل الصحية

رغم التحذيرات لا يعني ذلك أن النودلز يجب منعها تماما من النظام الغذائي، بل المطلوب هو الاعتدال وطهيها جيدا قبل تناولها، بالإضافة إلى إمكانية استبدالها ببدائل صحية مثل «المكرونة الكاملة» أو النودلز المصنوعة من الأرز أو الشوفان، كما يمكن إضافة الخضروات الطازجة أو البروتين مثل الدجاج أو البيض المسلوق عند تحضيرها لتصبح وجبة أكثر توازنا، وبذلك يمكن الاستفادة منها كوجبة سريعة دون أن تكون مضرة.

نصائح الأطباء للوقاية من مخاطر النودلز

أكد الأطباء أن الالتزام ببعض العادات الصحية يساعد على تجنب الأضرار، ومنها الحرص على طهي النودلز بالماء المغلي والتخلص من الماء الأول بعد السلق لتقليل نسبة الصوديوم والزيوت، وعدم الإكثار من تناولها أكثر من مرة أو مرتين في الأسبوع، مع الاهتمام بشرب الماء بكثرة لدعم عملية الهضم، والأهم من ذلك هو «تجنب تناول النودلز النيئة» بأي شكل من الأشكال لأنها السبب المباشر في المشكلات الصحية التي أطلق التحذير الطبي بشأنها.

التحذير الطبي الأخير بشأن النودلز النيئة ليس مجرد توصية عابرة، بل هو رسالة مهمة للحفاظ على الصحة العامة، حيث إن الاستهانة بتناول هذه الوجبة قبل طهيها قد يؤدي إلى أضرار جسيمة على الجهاز الهضمي وعلى الكبد، وبالتالي فإن نشر الوعي حول هذه المخاطر ضرورة ملحة، خاصة بين فئة الشباب والأطفال الذين يتعاملون مع النودلز كوجبة تسلية، ولذا تبقى الوقاية والتوعية هما السبيل لتجنب هذه الأضرار.