يخنق الأوعية ويهدد حياتك.. كيف تتجنب مخاطر تجلط الدم المفاجيء

تجلط الدم يعد من أخطر المشكلات الصحية التي قد تهدد حياة الإنسان بشكل مفاجئ، إذ يمكن أن يحدث «تجلط» في أي وعاء دموي داخل الجسم فيعيق تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية مثل القلب أو المخ أو الرئتين، وهو ما يؤدي إلى مضاعفات قاتلة إذا لم يتم التدخل الطبي السريع، لذلك فإن التوعية بمخاطر التجلط وطرق الوقاية منه تمثل ضرورة قصوى لحماية الصحة العامة وتجنب حدوث مآسٍ غير متوقعة.
ما هو تجلط الدم
تجلط الدم هو عملية طبيعية يقوم بها الجسم لوقف النزيف عند التعرض للجروح، حيث تتجمع الصفائح الدموية وتشكل كتلة تعمل على غلق مكان الإصابة، غير أن هذه العملية قد تنقلب إلى خطر حقيقي عندما يحدث «تجلط» داخل الأوردة أو الشرايين دون وجود إصابة واضحة، في هذه الحالة تتحول الكتلة إلى حاجز يمنع تدفق الدم بشكل طبيعي مما يعيق وصول الأكسجين والعناصر الغذائية إلى الأعضاء.
أسباب تؤدي إلى تجلط الدم
هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث تجلط الدم، من أبرزها الجلوس لفترات طويلة دون حركة مثل السفر لساعات طويلة أو الجلوس أمام المكتب، كما تلعب السمنة دورًا في رفع المخاطر حيث تزيد من ضغط الدم وتضع عبئًا إضافيًا على الأوعية الدموية، كذلك فإن التدخين يساهم في إضعاف جدران الأوعية ويزيد من لزوجة الدم، إضافة إلى أن بعض الحالات الطبية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول تمثل عوامل خطورة كبيرة للإصابة بـ «تجلط».
تجلط الدم والأعراض الصامتة
الخطير في الأمر أن «تجلط» الدم قد يحدث بصمت ودون أعراض واضحة في بدايته، ولكن هناك بعض العلامات التي قد تنبه إلى وجود المشكلة مثل الشعور بألم أو تورم في الساقين خاصة إذا كان مصحوبًا باحمرار وسخونة، كما قد يظهر ضيق مفاجئ في التنفس أو ألم في الصدر في حالة وصول التجلط إلى الرئة، أما إذا حدث التجلط في المخ فقد يؤدي إلى أعراض مثل صداع شديد أو فقدان القدرة على الكلام أو ضعف مفاجئ في الأطراف.
تجلط الدم ومضاعفاته الخطيرة
المضاعفات الناتجة عن تجلط الدم قد تكون مدمرة، ففي حالة انسداد أحد شرايين المخ يؤدي ذلك إلى السكتة الدماغية التي قد تسبب شللًا دائمًا أو فقدانًا للقدرات العقلية، أما إذا انتقل التجلط إلى الشرايين التاجية فقد يؤدي إلى نوبة قلبية مفاجئة تهدد الحياة، كما أن التجلط في الرئة يسبب انسدادًا رئويًا خطيرًا يمنع وصول الأكسجين إلى الجسم، وهو ما قد يفضي إلى الوفاة إذا لم يتم العلاج بسرعة.
طرق تشخيص تجلط الدم
لتشخيص وجود تجلط في الدم يلجأ الأطباء إلى مجموعة من الفحوصات مثل الموجات الصوتية على الأوعية الدموية للكشف عن مكان الانسداد، كما يمكن استخدام الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي في الحالات التي يشتبه فيها بوجود تجلط في المخ أو الرئة، كذلك يتم إجراء تحاليل دم متخصصة لقياس عوامل التجلط والتأكد من وجود اضطرابات في لزوجة الدم.
كيف تحمي نفسك من تجلط الدم
الوقاية من «تجلط» الدم تبدأ باتباع أسلوب حياة صحي، إذ ينصح بممارسة النشاط البدني بانتظام حتى لو كان مجرد المشي لمدة نصف ساعة يوميًا، كما أن الحفاظ على وزن صحي يقلل من ضغط الدم ويحمي الأوعية، ويجب التوقف عن التدخين فورًا لأنه من أكثر العوامل المسببة للتجلط، إلى جانب ذلك ينصح الأطباء بشرب كميات كافية من الماء لتقليل لزوجة الدم، والحرص على تناول غذاء متوازن غني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة.
العلاج الدوائي لمشكلة التجلط
في حال اكتشاف وجود «تجلط» في الدم، يلجأ الأطباء إلى وصف أدوية مذيبة للجلطات أو أدوية مضادة للتجلط تعمل على منع زيادة حجم الكتلة الدموية، كما قد يتم تركيب دعامات في بعض الحالات لفتح الشرايين المسدودة، بينما في الحالات الطارئة قد يتم التدخل الجراحي لإزالة التجلط، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على مكان الجلطة وحجمها وحالة المريض الصحية بشكل عام.
التجلط بين الوقاية والوعي الصحي
يبقى الوعي الصحي هو السلاح الأقوى في مواجهة خطر «تجلط» الدم، فكل شخص يجب أن يكون على دراية بعوامل الخطر التي قد تعرضه للإصابة وأن يتبنى نمط حياة يقيه من هذه المشكلة، كما أن متابعة الفحوصات الطبية الدورية خاصة لمن لديهم أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم تساعد على اكتشاف أي خلل في وقت مبكر، مما يمنح الأطباء فرصة التدخل قبل وقوع المضاعفات.
إن «تجلط» الدم يعد بالفعل من الأخطار الصامتة التي قد تخنق الأوعية وتهدد حياة الإنسان دون إنذار، لذلك فإن تبني أسلوب حياة صحي والاهتمام بالنشاط البدني والتغذية السليمة يمثل خط الدفاع الأول ضد هذه المشكلة، ومع الوعي والوقاية يمكن تقليل احتمالية الإصابة بشكل كبير وحماية القلب والمخ والرئة من المضاعفات المميتة.