خطوات الإسعافات الأولية لإنقاذ «شخص فاقد الوعي»

الإسعافات الأولية لإنقاذ «شخص فاقد الوعي» تحتاج إلى معرفة دقيقة وخطوات سريعة تضمن سلامة المصاب وتقلل من المضاعفات المحتملة، فمعرفة «الإسعافات» الصحيحة تمنح كل فرد القدرة على التصرف في اللحظة الحرجة، إذ تشير الدراسات الطبية إلى أن الدقائق الأولى بعد فقدان الوعي تعد حاسمة في إنقاذ حياة الشخص وإعادته إلى وضعه الطبيعي، ومن هنا تأتي أهمية نشر ثقافة «الإسعافات» بين جميع الفئات سواء في المنازل أو المدارس أو أماكن العمل.
التعرف على حالة فقدان الوعي
يجب أولًا التأكد من أن الشخص فاقد الوعي فعلًا وليس في حالة نوم أو إغماء بسيط، ويكون ذلك من خلال التحدث إليه أو هز كتفه برفق مع مراقبة «علامات الاستجابة»، فإذا لم يتحرك أو يجيب فهذا دليل على فقدان الوعي، وهنا يظهر الدور الحيوي لـ«الإسعافات» الأولية التي تساعد على اتخاذ القرار الصحيح بسرعة.
الاتصال الفوري بخدمات الطوارئ
بعد التأكد من فقدان الوعي، تأتي خطوة الاتصال بخدمة الطوارئ أو الإسعاف المحلي لتقديم «المساعدة الطبية»، ويجب أن يذكر المتصل الموقع بدقة مع وصف حالة الشخص، ويُفضل أن يبقى الخط مفتوحًا مع فريق الإسعاف لتلقي التعليمات، فهذه «الإسعافات» السريعة قد تختصر دقائق ثمينة تنقذ الحياة.
تأمين مكان الحادث
من الضروري التأكد من أن المكان آمن لكل من المصاب والمسعف، فقبل تقديم أي «إسعافات» يجب إبعاد الشخص عن مصادر الخطر مثل الطريق المزدحم أو الأسلاك الكهربائية المكشوفة، ويساعد ذلك على منع تفاقم الحالة أو تعرض المسعف للخطر، ما يتيح تنفيذ باقي «الإسعافات» بثبات وهدوء.
فحص التنفس والدورة الدموية
يُعد فحص التنفس من أولى «الإسعافات» التي يقوم بها المنقذ، حيث يتم إمالة رأس المصاب للخلف قليلًا ورفع ذقنه للتأكد من عدم انسداد مجرى الهواء، ثم الاقتراب من فمه والأنف للاستماع لصوت التنفس أو الشعور به، وإذا تبين انقطاع التنفس يجب الانتقال إلى «إنعاش القلب والرئتين» المعروف بعملية الإنعاش القلبي الرئوي الذي يُعد من «الإسعافات» المنقذة للحياة.
وضعية الإفاقة
في حال كان الشخص يتنفس لكن لا يزال فاقد الوعي، يجب وضعه في «وضعية الإفاقة»، وهي من أهم «الإسعافات» التي تحافظ على مجرى التنفس مفتوحًا وتمنع الاختناق، ويتم ذلك بثني الذراع الأقرب ووضع اليد تحت الرأس مع ثني الساق العليا وتحريك المصاب بلطف على جانبه، مع إمالة رأسه قليلًا للخلف لتمكين تدفق الهواء.
التعامل مع إصابات محتملة
إذا كان فقدان الوعي ناتجًا عن إصابة في الرأس أو الرقبة، يجب توخي الحذر الشديد عند تنفيذ «الإسعافات»، وتجنب تحريك الرقبة أو العمود الفقري، مع مراقبة أي نزيف خارجي، وفي هذه الحالة يُكتفى بالحفاظ على ثبات المصاب ومراقبة تنفسه حتى وصول الطاقم الطبي.
مراقبة العلامات الحيوية
من «الإسعافات» المهمة الاستمرار في مراقبة نبض المصاب ومعدل تنفسه إلى حين وصول فرق الطوارئ، فإذا حدث توقف في التنفس أو النبض يجب البدء فورًا في الإنعاش القلبي الرئوي، مع اتباع الإرشادات التي قد يقدمها فريق الإسعاف عبر الهاتف.
تجنب الأخطاء الشائعة
يُحذر الخبراء من بعض الممارسات الخاطئة أثناء تقديم «الإسعافات» مثل محاولة إطعام المصاب أو إعطائه ماء وهو فاقد الوعي، أو محاولة إيقاظه بعنف، فهذه الأفعال قد تؤدي إلى اختناق أو إصابات إضافية، ومن المهم الالتزام بالإرشادات الصحيحة لـ«الإسعافات» وعدم الارتجال.
أهمية التدريب على الإسعافات
إن معرفة «الإسعافات» النظرية وحدها لا تكفي، بل يجب الالتحاق بدورات تدريبية متخصصة توفرها الجمعيات الصحية والمراكز المجتمعية، حيث يتعلم المشاركون تطبيق تقنيات الإنعاش القلبي الرئوي واستخدام أجهزة إزالة الرجفان الآلي، وهو ما يعزز فرص إنقاذ حياة المصابين في مواقف الطوارئ المختلفة.
نشر الوعي المجتمعي
تؤكد منظمات الصحة العالمية أن نشر ثقافة «الإسعافات» الأولية في المدارس وأماكن العمل يساهم في تقليل الوفيات الناتجة عن فقدان الوعي والحوادث المفاجئة، فالتثقيف المستمر والتدريب العملي يمنح الأفراد الثقة للتصرف الصحيح عند مواجهة حالة طارئة، وهذا الدور المجتمعي يعد حجر الأساس في بناء بيئة آمنة.
الإلمام بخطوات «الإسعافات» الأولية لإنقاذ «شخص فاقد الوعي» ليس مجرد مهارة اختيارية بل هو واجب إنساني ومسؤولية جماعية، فالتصرف السريع والدقيق يضاعف فرص النجاة، ويجعل كل فرد قادرًا على أن يكون سببًا في إنقاذ حياة إنسان آخر.