تعاني من «ارتجاع المريء».. حلول فعالة لتقليل الأعراض

ارتجاع المريء من أكثر المشكلات الصحية الشائعة التي يعاني منها الكثير من الأشخاص حول العالم حيث يظهر نتيجة ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء مما يسبب شعورا مزعجا بالحرقة وعدم الراحة، ويعد «ارتجاع المريء» من الحالات التي يمكن السيطرة عليها بشكل كبير إذا تم الالتزام بالتعليمات الطبية وتغيير نمط الحياة والغذاء، لذلك يبحث العديد من المصابين عن حلول فعالة تساعد على تقليل الأعراض وتحسين نوعية حياتهم اليومية.
ما هو ارتجاع المريء
«ارتجاع المريء» هو اضطراب يحدث عندما تفشل العضلة العاصرة الموجودة أسفل المريء في القيام بدورها بشكل كامل، مما يؤدي إلى ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء فيسبب تهيجا في الغشاء المبطن له، وغالبا ما يشعر المصاب بحرقة في الصدر أو صعوبة في البلع أو طعم حامضي في الفم، وتزداد الأعراض سوءا بعد تناول وجبات دسمة أو الاستلقاء مباشرة بعد الأكل، وعلى الرغم من أن ارتجاع المريء قد يكون عرضا عابرا لدى بعض الأشخاص إلا أن استمراره بشكل متكرر قد يشير إلى وجود مرض مزمن يحتاج إلى متابعة.
أعراض ارتجاع المريء
تتنوع أعراض «ارتجاع المريء» بين شخص وآخر إلا أن أكثرها شيوعا يتمثل في الإحساس بحرقة في الصدر خاصة بعد تناول الطعام، إضافة إلى الشعور بآلام في الحلق وصعوبة في البلع، كما قد يصاحب المرض سعال مزمن أو بحة في الصوت، وفي بعض الحالات يظهر ارتجاع الطعام أو السوائل إلى الفم، وقد يظن البعض أن هذه الأعراض مجرد عسر هضم عابر إلا أن تكرارها بشكل متواصل يؤكد وجود ارتجاع المريء الذي يحتاج إلى حلول فعالة لتقليل مضاعفاته على المدى البعيد.
أسباب ارتجاع المريء
هناك عدة عوامل تؤدي إلى ظهور «ارتجاع المريء» ومن أبرزها زيادة الوزن التي ترفع الضغط على المعدة مما يسهل ارتجاع الأحماض، كذلك تناول الوجبات الدسمة والمقلية أو الأطعمة الحارة والحمضية التي تضعف من عمل العضلة العاصرة، كما يساهم التدخين وتناول الكافيين والمشروبات الغازية في تفاقم المشكلة، ولا يمكن إغفال دور بعض الأدوية التي قد تؤثر على عضلات المريء، بالإضافة إلى العوامل الوراثية التي قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذا الاضطراب.
حلول غذائية لتقليل الأعراض
يلعب النظام الغذائي دورا أساسيا في تقليل أعراض «ارتجاع المريء» حيث ينصح الأطباء بتجنب الأطعمة الدسمة والمقلية والاعتماد على الوجبات الخفيفة والمتوازنة، كما يجب الابتعاد عن الشوكولاتة والمشروبات الغازية والكافيين لأنها تزيد من ارتخاء العضلة العاصرة، في المقابل فإن تناول الخضروات والفواكه غير الحمضية مثل الموز والتفاح يعتبر خيارا جيدا، كذلك يوصى بتقسيم الوجبات إلى حصص صغيرة متعددة بدلا من وجبة كبيرة واحدة لتقليل الضغط على المعدة، ومن المفيد أيضا شرب كميات كافية من الماء وتجنب الاستلقاء مباشرة بعد الأكل.
خطوات يومية للتخفيف من ارتجاع المريء
من أبرز الخطوات التي تساعد على الحد من أعراض «ارتجاع المريء» رفع الرأس عند النوم باستخدام وسادة إضافية بحيث تكون المعدة في مستوى أقل من المريء مما يقلل من ارتجاع الأحماض، كما أن ممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام تساهم في الحفاظ على وزن صحي وبالتالي تخفيف الضغط على المعدة، ومن المهم أيضا التوقف عن التدخين لأنه يزيد من ارتخاء عضلات المريء ويضاعف الأعراض، ويُنصح بارتداء ملابس فضفاضة خاصة حول منطقة البطن لتقليل الضغط الداخلي الذي يسهل ارتجاع الأحماض.
العلاج الطبي لارتجاع المريء
رغم أن تعديل نمط الحياة يساعد كثيرا في تقليل أعراض «ارتجاع المريء» إلا أن هناك حالات تستدعي تدخلا طبيا، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تقلل من إنتاج حمض المعدة مثل مثبطات مضخة البروتون أو مضادات الحموضة، وهذه الأدوية تساعد على تهدئة الأعراض ومنع تلف بطانة المريء، وفي الحالات المزمنة التي لا تستجيب للعلاج الدوائي قد يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي لإصلاح وظيفة العضلة العاصرة ومنع ارتجاع الأحماض، لذلك فإن التشخيص المبكر والمتابعة المستمرة مع الطبيب من الأمور الضرورية لتجنب المضاعفات.
المضاعفات المحتملة عند إهمال ارتجاع المريء
إهمال التعامل مع «ارتجاع المريء» قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، إذ يمكن أن يسبب التهابا مزمنا في المريء أو ضيقا في مجراه نتيجة تكرار التهيج، كما قد يزيد من خطر الإصابة بمريء باريت الذي يعد حالة سابقة للإصابة بسرطان المريء، ومن هنا تأتي أهمية الالتزام بالعلاج والحرص على تغيير العادات الغذائية واليومية لتقليل احتمالية حدوث مثل هذه المضاعفات، فالتعامل المبكر مع المرض يضمن السيطرة على أعراضه ويحمي المريض من المخاطر المستقبلية.
«ارتجاع المريء» من المشكلات التي يمكن السيطرة عليها بشكل كبير إذا تم اتباع الحلول الفعالة التي تتضمن تغييرات غذائية ونمط حياة صحي مع التدخل الطبي عند الحاجة، فالوعي بالأعراض والتعرف على المحفزات وتجنبها يمثلان خط الدفاع الأول ضد تفاقم المرض، كما أن التعاون بين المريض والطبيب يساعد على وضع خطة علاجية متكاملة تضمن حياة صحية أكثر راحة، لذلك يجب النظر إلى ارتجاع المريء باعتباره حالة قابلة للإدارة وليست عقبة مستعصية أمام الاستمتاع بالحياة اليومية.