الإثنين 06 أكتوبر 2025 الموافق 14 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

تصريحات نادرة ليوسف شاهين عن منعه من جبهة أكتوبر

يوسف شاهين
يوسف شاهين

كان المخرج الكبير يوسف شاهين أحد أبرز الحريصين على توثيق «تجربة العبور في 73»، مؤمناً بدور الفن في حفظ الذاكرة الوطنية. 

وكشف شاهين عن محاولاته وعقباته خلال تلك الفترة في لقاء قديم مع التليفزيون المصري، تم عرضه مؤخراً عبر حساب «ماسبيرو زمان» على منصة «يوتيوب».

محاولة الوصول للجبهة والعائق الصحي

روى يوسف شاهين في اللقاء محاولته الشغوفة للوصول إلى الجبهة، لكنه اصطدم بمانع لم يكن متوقعاً: «في أثناء الحرب حاولت الذهاب للجبهة، مُنعت لأنى لا أسمع جيدا». 

هذا العائق الصحي لم يمنعه من المساهمة، بل دفعه للبحث عن بديل.

تفويض المهمة لـ«أبنائه» من المعهد

قرر شاهين أن يعهد بمهمة التوثيق المباشر إلى جيل الشباب المبدع، حيث قال: «فعهدت بهذه المهمة إلى أبنائي من المعهد منهم علي بدرخان ووجيه رياض». 

وبصفته أحد صناع القرار في تلك الفترة، تمكن من تذليل العقبات اللوجستية أمامهم: «تمكنت من احضار التصاريح لهم، للذهاب إلى الجبهة، ثم يرسلون لى الشغل أولا بأول».

فيلم «الانطلاق» المعبئ

في المقابل، لم يجلس شاهين مكتوف الأيدي في القاهرة، بل كرس وقته وجهده لإنتاج عمل يعكس الروح الوطنية المتفجرة. 

وأوضح: «في الوقت الذى حبست فيه نفسه في الشئون العامة، لنقوم بفيلم مُعبئ، أسمته الانطلاق». 

هذا الفيلم كان يهدف إلى شحذ الهمم وتوثيق اللحظات العاطفية والوطنية التي عاشتها الجبهة الداخلية والخارجية.

النشوة الهايلة: العبور بين السينما والطرب الأصيل

أكد يوسف شاهين أن النصر أحدث تحولاً جذرياً في نفوس المصريين، وأعاد لهم الشعور الحقيقي بالانتماء والقوة.

«ابتديت دلوقتى بس»

عبر يوسف شاهين بكلمات مؤثرة عن الشعور الذي انتاب الجميع بعد الانتصار، قائلاً: «وانطلقنا وحاربنا معركة هزت العالم كله ورجعت النشوة الهايلة.. ومافيش واحد مننا ماقالش.. ابتديت دلوقتى بس». 

هذه الجملة تلخص إحساس المصريين بأن النصر لم يكن نهاية، بل كان «بداية» حقيقية لمرحلة جديدة من الكبرياء والعمل.

ختام اللقاء برمز الطرب

يختتم الفيديو الذي تعرضه «ماسبيرو زمان» المقطع الخاص بشاهين، ليدخل صوت سيدة الغناء العربي أم كلثوم وهي تغني أغنيتها الشهيرة. 

وتأتي هذه اللقطة كرمز لربط الفن الأصيل بـ «النصر والمجد الوطني»، خاصة أن المقطع المعروض للسيدة أم كلثوم بالألوان هو جزء من إحدى الحفلات التي قام يوسف شاهين نفسه بتصويرها في وقت سابق، مما يعكس تداخل إبداعات جيل العمالقة في توثيق اللحظة التاريخية.

كان فيلم «الانطلاق» الذي أشرف عليه شاهين بمثابة «وثيقة معبئة» تسعى لترجمة مشاعر الشعب إلى طاقة إيجابية لدعم الجبهة.

 وأكد شاهين أن دور الفنان لم يكن يقتصر على الترفيه، بل تحول إلى «واجب وطني» لتوحيد الجبهة الداخلية، عبر نشر الوعي واليقين بالنصر. 

وتُظهر شهاداته كيف أن حظر السفر لم يمنع الإبداع، بل دفع المخرجين لاستخدام كل الأدوات المتاحة لضمان أن ملحمة أكتوبر ستُحفر في الذاكرة الجمعية ليس فقط بالبطولات العسكرية، ولكن أيضاً بالإنتاج الفني الملتزم.

أرشيف سينمائي نادر

وتُشكل هذه اللقطات التي تم توثيقها بمجهود شخصي من علي بدرخان ووجيه رياض أرشيفاً سينمائياً نادراً وقيمته تتجاوز مجرد التسجيل؛ إنها تحفظ «روح الجنود» وعزيمة الشعب.

 ورغم أن فيلم «الانطلاق» لم يحظ بالانتشار الذي نالته بعض الأفلام اللاحقة، إلا أنه يظل شاهداً على دور المثقف والفنان كجندي في معركة الوعي. 

هذه المادة الفيلمية تؤكد أن السينما المصرية كانت في طليعة القوى الناعمة التي عززت الإيمان بالنصر وأبقت على «وهج لحظة العبور» حياً في ذاكرة الأجيال المتعاقبة.

حيث لم يقتصر الأثر العظيم لـ حرب أكتوبر 1973 على تغيير الخريطة السياسية والعسكرية للمنطقة فحسب، بل امتد ليلامس وجدان الفنانين والمبدعين في مصر، دافعاً إياهم لتوثيق هذا «الحدث الأعظم في التاريخ المصري الحديث».

 ومع استعادة الكرامة المصرية بالنصر العظيم للقوات المسلحة على إسرائيل، تبارى الفنانون في تسجيل هذه اللحظات، رغم أن ظروف الحرب نفسها منعت الكثيرين من الوصول إلى خط المواجهة.

تم نسخ الرابط