الخميس 16 أكتوبر 2025 الموافق 24 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

أسباب زيادة «حساسية الصدر» في الخريف وطرق تخفيفها

حساسية الصدر
حساسية الصدر

حساسية الصدر من الأمراض الشائعة التي تزداد نوباتها خلال فصل الخريف، حيث يعاني كثير من الأشخاص من ضيق في التنفس وسعال مستمر وصوت صفير أثناء الزفير، ويشعر البعض منهم بتعب عام نتيجة تغير الطقس وتقلب درجات الحرارة، إذ إن «حساسية الصدر» تتأثر بالعوامل الجوية والموسمية بشكل مباشر، وهو ما يجعل من المهم فهم أسباب تفاقمها وطرق التعامل معها لتقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة.

أسباب زيادة حساسية الصدر في الخريف

تعد تقلبات الطقس أحد أهم أسباب زيادة نوبات «حساسية الصدر» في فصل الخريف، فمع انخفاض درجات الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة، تزداد نسبة الغبار وحبوب اللقاح في الجو، وهذه المسببات من أبرز ما يثير الجهاز التنفسي ويحفز الأعراض، كما أن استخدام المدافئ في المنازل وإغلاق النوافذ يقلل من تهوية المكان، ما يؤدي إلى تراكم الملوثات داخل الغرف، وبالتالي يزيد ذلك من احتمالية إصابة الشخص بنوبة «حساسية الصدر»، إضافة إلى أن الفيروسات التنفسية التي تنتشر بكثرة في الخريف مثل الإنفلونزا ونزلات البرد تضعف مناعة الجهاز التنفسي وتجعل المصابين بـ«حساسية الصدر» أكثر عرضة للتعب.

تأثير الملوثات البيئية على حساسية الصدر

الهواء الملوث بالدخان الناتج عن السيارات أو حرق النفايات أو حتى التدخين السلبي له دور رئيسي في زيادة نوبات «حساسية الصدر»، فالجهاز التنفسي يكون حساسًا لأي مهيجات تدخل عبر الأنف أو الفم، ويؤدي التعرض المستمر لتلك الملوثات إلى التهاب الشعب الهوائية وضيقها، مما يسبب صعوبة في التنفس وتفاقم الأعراض، لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من «حساسية الصدر» تجنب الأماكن المزدحمة والمدخنين قدر الإمكان، واستخدام الكمامات في الأماكن التي ترتفع فيها نسبة التلوث.

دور العوامل الوراثية والمناعية

العامل الوراثي من الأسباب المهمة التي تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بـ«حساسية الصدر»، فإذا كان أحد الوالدين أو كلاهما مصابًا بالحساسية، تزداد احتمالية إصابة الأبناء، كما أن اضطراب الجهاز المناعي يجعل الجسم يتفاعل بشكل مفرط مع المهيجات البسيطة مثل الغبار أو العطور، فينتج مواد تسبب الالتهاب والاحتقان داخل الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى حدوث نوبات متكررة من «حساسية الصدر».

التغذية وتأثيرها على حساسية الصدر

تلعب التغذية دورًا فعالًا في التخفيف من أعراض «حساسية الصدر»، فالأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الفواكه الحمضية والتوت تساعد في تقوية المناعة وتقليل الالتهابات، كما أن تناول الأسماك التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 يساهم في تحسين صحة الجهاز التنفسي، بينما يجب تجنب الأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية لأنها قد تزيد الالتهابات في الجسم، وينصح بشرب الماء بانتظام للحفاظ على ترطيب الممرات الهوائية مما يقلل من تهيجها.

نصائح للتعامل مع حساسية الصدر في الخريف

ينصح الأطباء بضرورة تجنب المسببات التي تحفز «حساسية الصدر»، مثل الغبار والدخان والعطور القوية، كما يوصون بالحرص على تنظيف المنازل بشكل منتظم للتقليل من تجمع الأتربة، وفتح النوافذ في الأوقات المناسبة لتجديد الهواء، كما أن ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة تساعد في تحسين وظائف الرئتين بشرط أن تتم في أوقات لا يكون فيها الجو ملوثًا أو باردًا جدًا، ويمكن استخدام البخاخات الوقائية أو الأدوية الموصوفة من الطبيب عند الحاجة لتقليل احتمالية حدوث النوبات.

أهمية المتابعة الطبية المنتظمة

من الضروري أن يتابع المصابون بـ«حساسية الصدر» حالتهم الصحية بانتظام مع الطبيب المختص، وذلك لتعديل الجرعات الدوائية أو تغيير العلاج حسب تطور الأعراض، فالتعامل الذاتي دون استشارة طبية قد يؤدي إلى سوء الحالة أو الاعتماد الزائد على الأدوية المسكنة، كما أن إجراء فحوصات دورية للرئتين يساهم في الكشف المبكر عن أي تدهور في الوظائف التنفسية، مما يساعد في السيطرة على «حساسية الصدر» بشكل أفضل.

طرق طبيعية مساعدة

يمكن لبعض العلاجات الطبيعية أن تساعد في تخفيف أعراض «حساسية الصدر» مثل استنشاق بخار الماء الدافئ لإذابة المخاط، أو شرب مشروبات دافئة كاليانسون والزنجبيل والعسل التي تعمل على تهدئة الشعب الهوائية، ولكن يجب الحذر من الاعتماد الكامل على هذه الطرق دون إشراف طبي، فكل حالة من حالات «حساسية الصدر» تختلف من شخص لآخر، وما يناسب أحد المرضى قد لا يناسب الآخر.

الوقاية خير من العلاج

إن الوقاية من مسببات «حساسية الصدر» تعد الخطوة الأهم، فاتباع نمط حياة صحي ومتوازن مع تجنب التدخين والتعرض للعطور القوية واستخدام فلاتر هواء داخل المنازل يمكن أن يقلل من خطر التعرض للنوبات، كما أن الحفاظ على مناعة قوية من خلال الغذاء السليم والنوم الكافي وممارسة النشاط البدني يسهم في تقليل تأثير العوامل الموسمية، ويجعل الجسم أكثر قدرة على مقاومة الالتهابات التنفسية.

«حساسية الصدر» ليست مرضًا يمكن تجاهله أو التعامل معه بإهمال، فهي حالة مزمنة تتطلب وعيًا مستمرًا ومتابعة دقيقة، ومع الالتزام بالنصائح الطبية والعادات الصحية يمكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية خالية من النوبات المزعجة، فالمعرفة والتوعية هما السلاح الأقوى للحد من تفاقم «حساسية الصدر» خلال فصول السنة المختلفة.

تم نسخ الرابط