السبت 18 أكتوبر 2025 الموافق 26 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

اكتشف العوامل التي تتحكم في «طول طفلك ونموه»

نمو الطفل
نمو الطفل

«طول طفلك» ليس مجرد مسألة وراثية بحتة كما يعتقد البعض، بل هو نتيجة تفاعل معقد بين الجينات والتغذية ونمط الحياة والعوامل البيئية، فالكثير من الآباء والأمهات يتساءلون عن سبب قصر أو طول قامة أبنائهم مقارنةً بأقرانهم، وقد يظنون أن الأمر خارج عن السيطرة، إلا أن الأبحاث الحديثة كشفت أن هناك «خريطة خفية» تحدد «طول طفلك» وتشمل التغذية السليمة والنوم المنتظم والنشاط البدني والهرمونات، إلى جانب بعض العوامل النفسية التي تؤثر على النمو بشكل غير مباشر.

الوراثة.. العامل الأول في تحديد طول طفلك

تُعد الوراثة من أهم العوامل التي تحدد «طول طفلك»، إذ يرث الطفل الجينات المسؤولة عن النمو من والديه، فإذا كان الوالدان طويلين فغالبًا ما يكون الطفل طويل القامة أيضًا، لكن هذا لا يعني أن الأمر محسوم بالكامل، فهناك ما يُعرف بالتعبير الجيني الذي قد يتأثر بالبيئة أو بالعادات الغذائية أو حتى بالتوتر النفسي، ولذلك فإن «طول طفلك» لا يتوقف فقط على الوراثة بل على كيفية تفاعل الجينات مع المحيط الخارجي، وقد أوضحت الدراسات أن الجينات تفسر حوالي ٦٠ إلى ٨٠٪ من الفروق في الطول بين الأفراد بينما تلعب العوامل البيئية الدور المكمل.

التغذية السليمة أساس النمو السليم

التغذية هي الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها جسم الطفل للنمو، إذ يحتاج «طول طفلك» إلى مجموعة متوازنة من العناصر الغذائية مثل البروتينات والكالسيوم والحديد والزنك والفيتامينات، فهذه العناصر تشارك في بناء العظام والعضلات والأنسجة، وكل نقص فيها ينعكس مباشرة على معدل النمو، ومن أهم الأطعمة التي تعزز «طول طفلك» الحليب ومشتقاته لأنها غنية بالكالسيوم، إلى جانب الأسماك والبيض والبقوليات والمكسرات، كما أن تناول الخضروات الورقية والفواكه الطازجة يمد الجسم بالفيتامينات الضرورية مثل فيتامين D وC اللذين يساعدان على امتصاص الكالسيوم وتقوية العظام، لذلك فإن الحرص على وجبات متكاملة ومتنوعة هو المفتاح لضمان نمو صحي ومتوازن.

النوم ودوره في زيادة طول الطفل

النوم ليس فقط وسيلة للراحة بل هو وقت حيوي يفرز فيه الجسم هرمون النمو المسؤول عن زيادة الطول، لذلك فإن «طول طفلك» يتأثر بعدد ساعات نومه وجودتها، فالأطفال الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم قد يعانون من بطء في النمو مقارنةً بأقرانهم، وينصح الخبراء بأن ينام الأطفال من ٨ إلى ١٠ ساعات يوميًا في جو هادئ ومظلم بعيدًا عن الشاشات والضوضاء، لأن الهرمون يُفرز بكثرة أثناء النوم العميق، كما أن الالتزام بمواعيد نوم ثابتة يساعد الجسم على تنظيم إيقاعه الحيوي مما ينعكس على «طول طفلك» وصحته العامة.

النشاط البدني يحفز النمو الطبيعي

ممارسة الرياضة تلعب دورًا مهمًا في تعزيز «طول طفلك»، فالأنشطة البدنية مثل السباحة والقفز وتمارين التمدد تساعد على تحفيز العظام والمفاصل وتزيد من مرونتها، كما أنها تعزز الدورة الدموية وتُحسن امتصاص المغذيات في الجسم، ولذلك فإن تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة منذ الصغر يساهم في تحقيق أقصى إمكاناته الجينية للنمو، وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا منتظمًا يكون لديهم «طول طفلك» أكبر من أولئك الذين يعيشون حياة خمولية، إضافة إلى أن الرياضة ترفع من مستوى هرمون النمو وتقلل من التوتر الذي قد يعيق النمو.

تأثير الهرمونات على نمو طفلك

الهرمونات هي رسائل كيميائية تنظم جميع عمليات الجسم بما في ذلك النمو، وأي خلل فيها قد يؤثر بشكل مباشر على «طول طفلك»، فهرمون النمو الذي يُفرز من الغدة النخامية هو المسؤول الأساسي عن زيادة الطول، كما أن هرمونات الغدة الدرقية والأنسولين تلعب أدوارًا مكملة، وفي بعض الحالات قد يعاني الطفل من نقص في إفراز هذه الهرمونات مما يؤدي إلى بطء في النمو، لذلك من المهم متابعة نمو الطفل بشكل دوري واستشارة الطبيب إذا لاحظتِ تباطؤًا في زيادة الطول أو الوزن، لأن التدخل المبكر يساعد على معالجة المشكلة قبل أن تؤثر بشكل دائم على «طول طفلك».

العوامل النفسية والبيئية وتأثيرها على النمو

قد لا يدرك البعض أن الحالة النفسية تؤثر أيضًا على «طول طفلك»، فالتوتر المزمن والقلق أو الإهمال العاطفي يمكن أن يسبب اضطرابًا في الهرمونات المسؤولة عن النمو، كما أن البيئة التي يعيش فيها الطفل سواء كانت مليئة بالدعم والحب أو بالعنف والضغوط النفسية تؤثر على صحته الجسدية والعقلية، فالأطفال الذين يعيشون في بيئة إيجابية غالبًا ما يتمتعون بصحة أفضل ونمو أسرع، بالإضافة إلى أن التعرض المستمر للتلوث أو سوء التغذية أو قلة الحركة كلها عوامل خارجية قد تحد من زيادة «طول طفلك»، لذا فإن الاهتمام بالصحة النفسية لا يقل أهمية عن الاهتمام بالغذاء أو النوم.

متى يجب القلق بشأن طول الطفل

من الطبيعي أن تختلف معدلات النمو من طفل لآخر، ولكن إذا لاحظتِ أن «طول طفلك» أقل بكثير من المتوسط أو لا يتغير مع مرور الوقت، فقد يكون من الضروري مراجعة الطبيب، إذ يمكن أن يكون السبب خللًا هرمونيًا أو مشكلة في امتصاص العناصر الغذائية، وسيقوم الطبيب بإجراء الفحوص اللازمة لتحديد السبب ووضع خطة علاجية مناسبة، كما أن المتابعة المنتظمة مع طبيب الأطفال تتيح اكتشاف أي تأخر في النمو مبكرًا مما يسهل التعامل معه.

العوامل المؤثرة في طول طفلك

«طول طفلك» نتاج لتفاعل دقيق بين الجينات والتغذية والبيئة ونمط الحياة، وأن كل عامل منها يساهم بدور مهم في تشكيل قامة الطفل وصحته العامة، فالوراثة تحدد الإمكانيات بينما التغذية والنوم والرياضة والعوامل النفسية هي التي تسمح بتحقيقها، لذا يجب على كل أم وأب أن يدركا أن رعاية الطفل لا تقتصر على الطعام فقط بل تشمل الاهتمام بكل تفاصيل حياته، لأن «طول طفلك» يعكس في النهاية مدى الاهتمام بصحته الجسدية والنفسية معًا.

تم نسخ الرابط