السبت 18 أكتوبر 2025 الموافق 26 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«الفيلر المغشوش» يهدد حياتك.. مخاطر التجميل غير الآمن

الفيلر
الفيلر

الفيلر أصبح من أكثر العلاجات التجميلية شيوعًا بين النساء والرجال في السنوات الأخيرة، حيث يلجأ إليه الكثيرون بحثًا عن «الجمال السريع» دون جراحة، لكن ما لا يدركه البعض أن «الفيلر المغشوش» قد يحمل في طياته أخطارًا جسيمة تهدد الصحة وربما الحياة، إذ يمكن أن يتحول من وسيلة لتحسين المظهر إلى سبب في تشوهات ومضاعفات لا يمكن علاجها بسهولة، وهنا تكمن خطورة الاستخدام غير الآمن لـ«الفيلر» الذي أصبح في بعض الأحيان سلعة تجارية يتم تداولها بلا رقابة كافية.

«الفيلر» بين الجمال والخطر

يُستخدم «الفيلر» عادة لملء الفراغات تحت الجلد وشد التجاعيد واستعادة النضارة، وهو يتكون في الأساس من مواد مثل «حمض الهيالورونيك» أو «الكولاجين» أو مواد صناعية أخرى، لكن مع تزايد الطلب الكبير عليه ظهر في الأسواق نوع جديد هو «الفيلر المغشوش» الذي يتم بيعه عبر الإنترنت أو في مراكز تجميل غير مرخصة، وغالبًا ما يحتوي هذا النوع على مواد غير معقمة أو مجهولة المصدر مما يجعلها خطيرة جدًا على صحة الإنسان، إذ يمكن أن تسبب التهابات حادة أو انسداد الأوعية الدموية أو حتى فقدان البصر في بعض الحالات.

ضحايا «الفيلر المغشوش»

في السنوات الأخيرة تصدرت العديد من القصص المؤلمة عناوين الأخبار حول سيدات خضعن لحقن «الفيلر» في مراكز غير مرخصة بهدف تحسين مظهر الوجه، لكن النتيجة كانت كارثية، حيث تعرضت بعضهن لتورمات وتشوهات في الشفاه والخدود، والبعض الآخر احتاج إلى عمليات جراحية لإزالة «الفيلر» المغشوش الذي تفاعل مع الأنسجة وتسبب في تلف دائم، وهناك من أصبن بعدوى بكتيرية خطيرة انتقلت مباشرة إلى مجرى الدم، وهو ما يؤكد أن التعامل مع «الفيلر» يجب أن يكون فقط تحت إشراف طبي مختص.

الأسباب وراء انتشار «الفيلر المغشوش»

من أبرز أسباب انتشار «الفيلر المغشوش» هو الإقبال الكبير على عمليات التجميل غير الجراحية التي تعد أقل تكلفة وأسرع في النتائج، إلى جانب وجود صفحات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي تروج لمنتجات مجهولة المصدر بأسعار زهيدة مقارنة بالفيلر الأصلي، مما يدفع بعض النساء إلى شرائها دون وعي بخطورتها، كما أن بعض المراكز غير المعتمدة تعتمد على كوادر غير طبية لتطبيق «الفيلر»، وهو ما يزيد احتمالية وقوع مضاعفات خطيرة، فضلًا عن غياب الرقابة الكافية على الأسواق الإلكترونية التي أصبحت منفذًا رئيسيًا لتسويق هذه المواد المغشوشة.

كيف تكتشف «الفيلر المغشوش»

هناك علامات يمكن أن تساعد في اكتشاف «الفيلر المغشوش» قبل استخدامه، من بينها عدم وجود شهادة منشأ واضحة أو ختم طبي معتمد على العبوة، أو غياب بيانات الشركة المصنعة وتاريخ الصلاحية، كما أن السعر المنخفض جدًا مقارنة بالأسعار المعروفة للفيلر الأصلي يعد مؤشرًا قويًا على أن المنتج مغشوش، بالإضافة إلى أن بعض العبوات تكون معبأة بطرق بدائية أو تفتقر إلى الغلاف المعقم، لذلك ينصح الخبراء بعدم الوثوق بأي منتج يتم تسويقه عبر الإنترنت دون الرجوع إلى الطبيب.

مضاعفات استخدام «الفيلر المغشوش»

قد تظهر أعراض خطيرة بعد حقن «الفيلر المغشوش» مثل الاحمرار الشديد والتورم والألم في مكان الحقن، وفي حالات أسوأ قد يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية التي تغذي الجلد مما يتسبب في موت الأنسجة وتشوهات دائمة، كما يمكن أن ينتقل الالتهاب إلى مناطق أخرى في الوجه، وفي بعض الحالات سجلت إصابات بالعمى الجزئي نتيجة وصول الفيلر إلى شرايين العين، وهنا تتحول الرغبة في الجمال إلى مأساة حقيقية يصعب علاجها، لأن المواد المغشوشة تتفاعل بشكل غير متوقع داخل الجسم ولا يمكن إذابتها بسهولة كما يحدث مع الفيلر الأصلي.

نصائح الأطباء لتجنب خطر «الفيلر المغشوش»

ينصح الأطباء دومًا بضرورة التأكد من مصدر «الفيلر» المستخدم والتعامل فقط مع مراكز طبية معتمدة تضم أطباء متخصصين في الجلدية أو التجميل، كما يشددون على أهمية طلب رؤية عبوة الفيلر قبل الحقن والتأكد من أنها مغلقة ومعقمة وتحمل بيانات الشركة المصنعة، بالإضافة إلى ضرورة تجنب الإعلانات المضللة على الإنترنت التي تروج لمنتجات غير مرخصة، لأن «الفيلر المغشوش» قد يسبب أضرارًا تفوق بكثير نتائجه المؤقتة، كما ينبغي استشارة الطبيب فور ظهور أي أعراض غير طبيعية بعد الحقن.

«الفيلر» الآمن خيار يحتاج إلى وعي

الفيلر في حد ذاته ليس خطرًا إذا تم استخدامه بطريقة صحيحة وتحت إشراف طبي متخصص، لكنه يصبح خطرًا عندما يتحول إلى وسيلة سريعة وغير مدروسة للحصول على الجمال، لذلك فإن الوعي هو السلاح الأقوى ضد «الفيلر المغشوش»، لأن الوقاية تبدأ من المعرفة بخطورته، وعلى الراغبين في التجميل أن يتذكروا أن الجمال الحقيقي لا يستحق أن يُشترى على حساب الصحة، وأن التعامل مع «الفيلر» يجب أن يتم بحذر ومسؤولية، حتى لا تتحول الرغبة في تحسين الملامح إلى كابوس دائم يصعب علاجه.

تم نسخ الرابط