السبت 25 أكتوبر 2025 الموافق 03 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

كيف يؤثر «رجيم الكيتو» على صحتك بشكل كامل

الكيتو دايت
الكيتو دايت

الكيتو أصبح من أكثر الأنظمة الغذائية شهرة في السنوات الأخيرة، حيث يعتمد على تقليل تناول الكربوهيدرات إلى حد كبير مع زيادة نسبة الدهون في النظام الغذائي، مما يدفع الجسم إلى حالة تسمى «الكيتوزيس» التي يبدأ فيها في حرق الدهون بدلًا من السكريات لإنتاج الطاقة، ورغم الشعبية الواسعة التي اكتسبها هذا النظام بفضل نتائجه السريعة في فقدان الوزن، إلا أن تأثير «رجيم الكيتو» على الصحة بشكل كامل لا يزال موضوعًا يثير الكثير من الجدل بين الأطباء وخبراء التغذية.

مفهوم رجيم الكيتو وآلية عمله

يعتمد رجيم الكيتو على مبدأ بسيط لكنه قوي التأثير، وهو تقليل كمية الكربوهيدرات إلى أقل من 50 جرامًا يوميًا، ما يجعل الجسم يدخل في حالة «الكيتوزيس»، وهي حالة أيضية يتحول فيها مصدر الطاقة الأساسي من الجلوكوز إلى الدهون، فعندما تقل الكربوهيدرات في الجسم يبدأ الكبد في تحويل الدهون إلى مركبات تسمى «الكيتونات» التي يستخدمها الجسم والدماغ كمصدر للطاقة، وبهذا الشكل يتحقق فقدان الوزن بسرعة مع تحسين مستوى الطاقة، إلا أن تطبيق الكيتو يحتاج إلى انضباط وتوازن كبيرين لتجنب أي آثار جانبية غير مرغوبة.

فوائد الكيتو في فقدان الوزن

من أبرز الأسباب التي تدفع الناس إلى اتباع رجيم الكيتو هو قدرته الواضحة على تقليل الوزن في وقت قصير، إذ يساعد النظام على تقليل الشهية بشكل طبيعي بفضل ارتفاع معدل الدهون والبروتين في الوجبات، مما يمنح الجسم إحساسًا أطول بالشبع، كما أن الجسم في حالة «الكيتوزيس» يحرق الدهون المخزنة في الأنسجة بشكل مستمر لإنتاج الطاقة، مما يساهم في فقدان الوزن دون الحاجة إلى ممارسة رياضة قاسية، وقد أظهرت دراسات أن الكيتو يمكن أن يساعد في خفض دهون البطن وتحسين مقاييس الكوليسترول في الجسم، وهو ما يجعله خيارًا جذابًا للكثيرين.

تأثير الكيتو على الدماغ والطاقة

يُعتقد أن رجيم الكيتو له تأثير إيجابي على صحة الدماغ أيضًا، فالكيتونات التي ينتجها الجسم تعتبر مصدرًا فعالًا للطاقة للدماغ، وتُظهر الأبحاث أن النظام قد يساعد في تحسين التركيز والوضوح الذهني وتقليل الشعور بالتعب، كما أنه قد يكون مفيدًا لبعض الحالات العصبية مثل «الصرع» و«ألزهايمر»، حيث تم استخدام الكيتو في علاج نوبات الصرع لدى الأطفال منذ عقود، لأنه يقلل من النشاط الكهربائي غير المنتظم في الدماغ، ومع ذلك فإن استمرار النظام لفترات طويلة قد يؤدي إلى نقص في بعض العناصر الغذائية الأساسية مما ينعكس سلبًا على وظائف الدماغ مع مرور الوقت.

أضرار الكيتو على المدى الطويل

رغم فوائده الظاهرة، إلا أن اتباع رجيم الكيتو لفترة طويلة قد يسبب مشكلات صحية متعددة، من أبرزها «نقص الفيتامينات والمعادن» نتيجة قلة تناول الفواكه والخضروات الغنية بالألياف، مما يؤدي إلى الإمساك والتعب المزمن، كما يمكن أن يسبب النظام ارتفاعًا في مستويات الكوليسترول الضار بسبب الإفراط في تناول الدهون المشبعة، بالإضافة إلى أن بعض الأشخاص يعانون من ما يعرف بـ«إنفلونزا الكيتو» وهي مجموعة من الأعراض تشمل الغثيان والدوخة والصداع والتعب خلال الأيام الأولى من التحول إلى النظام، وهذه الأعراض ناتجة عن تغير مفاجئ في مصدر الطاقة بالجسم.

الكيتو وصحة القلب

يختلف تأثير الكيتو على القلب من شخص لآخر حسب نوع الدهون المستهلكة، فإذا كانت الدهون من مصادر صحية مثل «الأفوكادو» و«زيت الزيتون» و«المكسرات»، فإن النظام قد يساعد في تحسين صحة القلب من خلال رفع مستوى الكوليسترول الجيد وخفض مستوى الدهون الثلاثية، أما إذا كانت الدهون من مصادر غير صحية مثل اللحوم المصنعة والزبدة والسمن الصناعي، فقد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، لذلك ينصح الأطباء بتطبيق الكيتو بحذر وتحت إشراف مختص لتفادي أي مضاعفات.

الكيتو وتأثيره على الكلى والكبد

من الجوانب التي يجب الحذر منها عند اتباع رجيم الكيتو هو تأثيره على الكلى والكبد، إذ يؤدي الاعتماد الكبير على البروتينات والدهون إلى زيادة العبء على الكلى في عملية التخلص من النفايات الناتجة عن التمثيل الغذائي، كما أن الكبد يكون مسؤولًا عن إنتاج الكيتونات، وبالتالي قد يتعرض لإجهاد إذا كانت وظائفه غير طبيعية، وينصح الخبراء بشرب كميات كافية من الماء ومراقبة الحالة الصحية باستمرار أثناء اتباع النظام، لأن الكيتو لا يناسب جميع الحالات خصوصًا الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى أو الكبد المزمنة.

الكيتو والحالة النفسية

هناك علاقة مثيرة بين رجيم الكيتو والحالة النفسية، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن النظام قد يساعد على تحسين المزاج وتقليل أعراض الاكتئاب بسبب استقرار مستويات السكر في الدم، ومع ذلك، قد يشعر البعض بالتوتر أو العصبية في البداية نتيجة «انسحاب الكربوهيدرات» من الجسم، كما أن الحرمان من بعض الأطعمة المفضلة قد يسبب إحساسًا بالملل أو القلق، لذا يُنصح باتباع الكيتو بمرونة دون إفراط أو تشدد مع الحرص على التوازن الغذائي.

كيفية اتباع الكيتو بطريقة صحية

لتحقيق أقصى استفادة من رجيم الكيتو دون التعرض لأضراره، يجب التركيز على تناول دهون صحية وبروتين معتدل مع كميات محدودة من الكربوهيدرات، ويمكن إدخال الخضروات الورقية مثل السبانخ والبروكلي لأنها منخفضة الكربوهيدرات وغنية بالألياف، كما يجب الابتعاد عن السكريات والمخبوزات والمشروبات الغازية، ويُفضل البدء بالنظام تدريجيًا حتى يتأقلم الجسم مع الحالة الجديدة، ويؤكد الخبراء أن «الاعتدال» هو المفتاح، فاتباع الكيتو لفترة قصيرة قد يكون مفيدًا، لكن الاستمرار به لفترات طويلة دون إشراف طبي قد يؤدي إلى عواقب صحية غير مرغوبة.

يبقى رجيم الكيتو سلاحًا ذا حدين، فهو يساعد في فقدان الوزن بسرعة ويحسن الطاقة والقدرة الذهنية، لكنه في الوقت نفسه قد يسبب آثارًا جانبية إذا لم يُطبق بطريقة صحيحة، لذلك يجب أن يكون القرار باتباعه مبنيًا على وعي ومعرفة، مع استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل البدء به، فصحة الإنسان لا تعتمد فقط على الوزن، بل على التوازن الكامل بين العناصر الغذائية التي يتناولها الجسم، إن «الاعتدال في كل شيء» هو أساس الصحة السليمة، واتباع الكيتو بذكاء يمكن أن يمنح نتائج رائعة دون الإضرار بالجسم.

تم نسخ الرابط