تشققات الصدفية المؤلمة.. هكذا تسيطر عليها بسهولة
الصدفية من الأمراض الجلدية المزمنة التي يعاني منها الملايين حول العالم، وهي حالة تسبب التهابات واحمرارًا وقشورًا على سطح الجلد، ومع تفاقم الحالة قد تظهر «تشققات مؤلمة» في الجلد تصل إلى حد النزيف في بعض الأحيان، الأمر الذي يجعل السيطرة على «الصدفية» ضرورة يومية للحفاظ على راحة المصاب وصحته النفسية، ويؤكد الأطباء أن فهم أسباب التشققات واتباع الطرق الصحيحة في التعامل معها يمكن أن يقلل بشكل كبير من الألم والمضاعفات المرتبطة بهذا المرض الجلدي.
ما هي الصدفية ولماذا تحدث التشققات؟
تُعد «الصدفية» من أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجهاز المناعي خلايا الجلد السليمة عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى تسارع عملية تجدد الجلد، فتتراكم الخلايا الميتة على السطح مكونة طبقات سميكة ومتقشرة، ومع الجفاف الشديد وفقدان الرطوبة تبدأ «التشققات» في الظهور مسببة ألمًا شديدًا وإحساسًا بالحرقان، وتزداد هذه التشققات في مناطق مثل الركبتين والمرفقين والكعبين وفروة الرأس، حيث تكون البشرة أكثر عرضة للتمدد والحركة المستمرة.
أسباب زيادة تشققات الصدفية
يؤكد الأطباء أن العوامل التي تفاقم تشققات «الصدفية» تشمل الطقس البارد والجاف، واستخدام الصابون القوي أو الماء الساخن الذي يزيل الزيوت الطبيعية من الجلد، بالإضافة إلى «الضغط النفسي» وسوء التغذية والإصابة بالعدوى الجلدية، كما أن «الخدش المتكرر» لمناطق الإصابة يؤدي إلى تمزق الجلد وظهور النزيف، وهو ما يُعرف بظاهرة كوبنر، أي أن أي جرح في الجلد يمكن أن يتحول إلى بؤرة جديدة لانتشار «الصدفية».
أعراض تشققات الصدفية
تتعدد الأعراض التي تصاحب تشققات «الصدفية» وتشمل «ألمًا حادًا عند الحركة»، و«نزيفًا طفيفًا» من الشقوق، و«احمرارًا والتهابًا شديدًا» حول المناطق المصابة، وقد يشعر المريض «بحكة مستمرة» أو «حرقة مزعجة»، وفي بعض الحالات تكون التشققات عميقة لدرجة تسبب صعوبة في المشي أو استخدام اليدين، وهو ما يؤثر سلبًا على حياة المريض اليومية.
نصائح للتعامل مع تشققات الصدفية
توصي الجمعيات الجلدية العالمية بمجموعة من الخطوات الفعالة للتعامل مع تشققات «الصدفية»، أولها «الترطيب المستمر» باستخدام كريمات تحتوي على مواد مرطبة قوية مثل «الفازلين» أو «الزيوت الطبيعية»، حيث يساعد الترطيب على «منع الجفاف» و«حماية الجلد من التمزق»، كما يُنصح باستخدام «الضمادات الطبية» لتغطية التشققات العميقة ومنع العدوى، بالإضافة إلى «تجنب الماء الساخن» و«الابتعاد عن الصابون القاسي» الذي يزيد من تفاقم الحالة.
أهمية الترطيب والعناية اليومية
الترطيب هو الخطوة الأهم في علاج تشققات «الصدفية»، إذ يعمل على استعادة التوازن المائي في طبقات الجلد ويخفف من الشعور بالحكة والألم، ومن المفيد استخدام «الكريمات الكثيفة» بعد الاستحمام مباشرة للاحتفاظ بالرطوبة، كما يُفضل اختيار منتجات خالية من العطور والمواد الكيماوية لأنها قد تسبب تهيج الجلد، ويمكن أيضًا استخدام «الحمامات الزيتية» التي تحتوي على زيت الزيتون أو جوز الهند لما لها من خصائص مهدئة ومرطبة.
العلاجات الطبية لتشققات الصدفية
في الحالات الشديدة قد يصف الطبيب «مراهم كورتيزون» موضعية لتقليل الالتهاب والتورم، كما يمكن استخدام «العلاج بالضوء» المعروف باسم العلاج الضوئي فوق البنفسجي، والذي يساعد على تقليل سرعة نمو خلايا الجلد المسببة لتفاقم «الصدفية»، وهناك أيضًا «العلاجات البيولوجية» الحديثة التي تستهدف الجهاز المناعي بشكل مباشر وتمنع الاستجابة المفرطة التي تسبب الالتهاب، ولكن يجب استخدامها تحت إشراف طبي متخصص.
السيطرة على النزيف الناتج عن التشققات
عند حدوث نزيف بسبب تشققات «الصدفية» يجب تنظيف المنطقة بلطف باستخدام ماء فاتر وتغطيتها بضمادة معقمة لتجنب العدوى، كما يُنصح بعدم نزع القشور الجافة لأنها تحمي الجلد أثناء عملية الشفاء، ويمكن استخدام «المراهم المضادة للبكتيريا» للحماية من الالتهابات، وفي حال استمرار النزيف أو زيادة الألم ينبغي استشارة الطبيب فورًا.
العوامل النفسية وتأثيرها على الصدفية
لا يمكن إغفال الجانب النفسي عند الحديث عن «الصدفية»، إذ إن «التوتر والقلق» من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم الحالة وظهور التشققات، فكلما زاد الضغط النفسي زادت نوبات الالتهاب، لذلك يُنصح المرضى بممارسة «الأنشطة المريحة» مثل التأمل والمشي واليوغا، والحرص على النوم الكافي وتناول الغذاء المتوازن الغني بفيتامينات الجلد مثل «فيتامين د» و«الأوميغا 3».
التغذية ودورها في علاج الصدفية
تُظهر الدراسات الحديثة أن النظام الغذائي المتوازن يلعب دورًا كبيرًا في تحسين أعراض «الصدفية»، إذ يُفضل تناول «الخضروات الورقية» و«الأسماك الدهنية» و«الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة»، مع تقليل «الدهون المشبعة» و«السكريات الصناعية» لأنها تزيد من الالتهابات، كما أن «شرب الماء بانتظام» يساعد على ترطيب الجلد من الداخل ويقلل من فرصة تشققه.
الأمل في السيطرة على الصدفية
رغم أن «الصدفية» مرض مزمن لا يوجد له علاج نهائي حتى الآن، إلا أن السيطرة عليه ممكنة من خلال «العناية المستمرة» و«اتباع نمط حياة صحي»، فالوعي بطبيعة المرض وفهم مسبباته يساعدان على تجنب التهيج، كما أن الالتزام بالعلاج الطبي مع الترطيب المنتظم يمكن أن يجعل البشرة أكثر مرونة ويمنع التشققات المؤلمة، ومع التقدم في العلاجات الحديثة تزداد فرص المرضى في التمتع بحياة طبيعية خالية من الألم.
«تشققات الصدفية» ليست مجرد مشكلة جلدية بل انعكاس لحالة من الالتهاب المستمر الذي يحتاج إلى رعاية واهتمام، فكل خطوة صغيرة نحو الترطيب والعناية بالنفس تُحدث فرقًا كبيرًا في حياة المريض، لذا يجب التعامل مع «الصدفية» كرحلة من الوعي والعلاج وليس كعقوبة جسدية، ومع المثابرة يمكن السيطرة عليها بسهولة كما يشير العنوان، لأن «الاهتمام اليومي» هو مفتاح الراحة والشفاء.



