لماذا ينتشر الصداع بين الطلاب وكيف يمكن علاجه؟
يعد «الصداع» من أكثر المشكلات الصحية شيوعا بين الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة حيث يؤثر بشكل مباشر على القدرة على التركيز والتحصيل الدراسي ويؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتوتر ومع تسارع وتيرة الحياة التعليمية وزيادة الأعباء الدراسية أصبح «الصداع» ظاهرة متكررة تستدعي الفهم والعلاج خاصة أن إهماله قد يؤدي إلى مضاعفات صحية ونفسية تؤثر على مستقبل الطالب.
أسباب شيوع الصداع بين الطلاب
يرتبط انتشار «الصداع» بين الطلاب بعدة عوامل متداخلة يأتي في مقدمتها الضغط الدراسي المستمر حيث يواجه الطالب امتحانات متتالية ومهام دراسية طويلة ما يسبب توترا عصبيا دائما وهذا التوتر يعد من أهم محفزات «الصداع».
كما أن قلة النوم تلعب دورا محوريا في ظهور «الصداع» فالطلاب غالبا ما يسهرون لساعات طويلة للمذاكرة أو استخدام الهاتف ما يؤثر على انتظام الساعة البيولوجية للجسم ويؤدي إلى صداع مزمن يصعب تجاهله
ومن الأسباب الشائعة أيضا الجلوس لفترات طويلة بوضعيات خاطئة سواء أثناء المذاكرة أو استخدام الأجهزة الإلكترونية وهو ما يسبب إجهادا في عضلات الرقبة والكتفين وينعكس في صورة «الصداع» التوتري
ولا يمكن إغفال دور التغذية غير السليمة حيث يعتمد كثير من الطلاب على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية ويهملون شرب الماء ما يؤدي إلى الجفاف ونقص بعض العناصر الغذائية المهمة وهو سبب مباشر لتكرار «الصداع».
تأثير الشاشات الإلكترونية على الصداع
أدى الاعتماد المتزايد على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إلى زيادة معدلات «الصداع» بين الطلاب فالتحديق المستمر في الشاشات يسبب إجهادا للعينين وجفافا بصريا إضافة إلى التعرض للضوء الأزرق الذي يؤثر على الأعصاب ويسبب صداعا مستمرا
كما أن استخدام الأجهزة قبل النوم يؤثر على جودة النوم ويؤدي إلى الاستيقاظ مع شعور بالثقل في الرأس وهو أحد أشكال «الصداع» الصباحي الشائع بين الطلاب.
العوامل النفسية ودورها في الصداع
تلعب الحالة النفسية دورا كبيرا في ظهور «الصداع» لدى الطلاب فالقلق من الامتحانات والخوف من الفشل والضغوط الأسرية كلها عوامل تؤدي إلى توتر عصبي يظهر في شكل صداع متكرر.
كما أن الكبت العاطفي وعدم التعبير عن المشاعر قد يسبب ما يعرف ب «الصداع» النفسي وهو نوع شائع بين الطلاب المراهقين ويحتاج إلى دعم نفسي قبل العلاج الدوائي.
أنواع الصداع الأكثر شيوعا بين الطلاب
يعاني معظم الطلاب من «الصداع» التوتري الذي يظهر على هيئة ألم ضاغط حول الرأس ويزداد مع الإجهاد
كما يظهر الصداع النصفي لدى بعض الطلاب خاصة مع وجود تاريخ عائلي حيث يترافق مع حساسية للضوء والصوت وقد يؤثر على القدرة على الدراسة
وهناك أيضا «الصداع» الناتج عن قلة النوم أو الجفاف وهو من الأنواع السهلة العلاج إذا تم الانتباه لأسبابه.
طرق علاج الصداع والوقاية منه
يعتمد علاج «الصداع» لدى الطلاب على معالجة السبب الأساسي حيث يعد تنظيم النوم من أهم الخطوات إذ يجب الحصول على عدد كاف من ساعات النوم يوميا
كما ينصح بممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام لأنها تساعد على تقليل التوتر وتحسين الدورة الدموية ما يقلل من فرص الإصابة ب «الصداع».
ويعد شرب الماء بكميات كافية أمرا ضروريا للوقاية من «الصداع» الناتج عن الجفاف إضافة إلى تناول وجبات صحية متوازنة تحتوي على الفيتامينات والمعادن
كما يجب تقليل وقت استخدام الشاشات وأخذ فترات راحة منتظمة أثناء المذاكرة مع الاهتمام بوضعية الجلوس الصحيحة.
وفي الحالات المتكررة يمكن استشارة الطبيب لتحديد نوع «الصداع» ووصف العلاج المناسب دون الإفراط في المسكنات.
دور الأسرة والمدرسة في الحد من الصداع
تلعب الأسرة دورا مهما في حماية الطلاب من «الصداع» من خلال توفير بيئة هادئة للدراسة وتشجيع الأبناء على تنظيم وقتهم
كما تقع على المدرسة مسؤولية توعية الطلاب بأسباب «الصداع» وطرق الوقاية منه وتخفيف الضغط النفسي المرتبط بالامتحانات
ويؤكد الخبراء أن التعاون بين الأسرة والمدرسة يساهم بشكل كبير في تقليل انتشار «الصداع» وتحسين الصحة العامة للطلاب
أهمية الوعي الصحي لدى الطلاب
يعد نشر الوعي الصحي بين الطلاب خطوة أساسية للحد من «الصداع» حيث يساعدهم على التعرف على العلامات المبكرة والتعامل معها بشكل صحيح
كما أن تعليم الطلاب مهارات إدارة الوقت والاسترخاء يسهم في تقليل التوتر ويقلل من فرص الإصابة ب «الصداع»
ويظل الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية عاملا رئيسيا لضمان حياة دراسية مستقرة خالية من الآلام المتكررة.



