الاستيقاظ بصداع أثناء النوم.. أعراض الصداع الليلي وعلاجه
الصداع الليلي من المشكلات الصحية التي يعاني منها كثير من الأشخاص دون إدراك واضح للأسباب الحقيقية وراء الاستيقاظ بصداع أثناء النوم، ويُعد الصداع الليلي حالة مزعجة تؤثر على جودة النوم والحياة اليومية وقد تكون مؤشرًا على اضطرابات صحية أو عادات خاطئة يجب الانتباه إليها وعلاجها مبكرًا.
ما هو الصداع الليلي
الصداع الليلي هو نوع من الصداع يحدث أثناء النوم أو عند الاستيقاظ مباشرة ويشعر فيه المصاب بألم متفاوت الشدة في الرأس وقد يكون هذا الصداع الليلي خفيفًا يزول بعد دقائق أو قويًا يستمر لساعات ويؤثر على القدرة على التركيز وممارسة الأنشطة اليومية ويصنف الأطباء الصداع الليلي ضمن أنواع الصداع المرتبطة بالنوم والتي تستدعي الانتباه خاصة إذا تكررت بشكل مستمر.
أسباب الاستيقاظ بصداع أثناء النوم
تتعدد أسباب الصداع الليلي وتختلف من شخص لآخر ومن أبرز هذه الأسباب اضطرابات النوم مثل «الأرق» و«توقف التنفس أثناء النوم» حيث يؤدي نقص الأكسجين أو تقطع النوم إلى تحفيز الصداع الليلي، كما تلعب وضعية النوم الخاطئة دورًا مهمًا في حدوث الصداع الليلي نتيجة الضغط على فقرات الرقبة أو العضلات المحيطة بالرأس.
ومن الأسباب الشائعة أيضًا الإفراط في تناول المنبهات قبل النوم مثل القهوة والشاي أو الاعتماد على «المسكنات» بشكل متكرر مما يؤدي إلى صداع ارتدادي يظهر غالبًا أثناء النوم، كما أن التوتر والقلق النفسي من العوامل المؤثرة بقوة في زيادة نوبات الصداع الليلي.
أعراض الصداع الليلي
تظهر أعراض الصداع الليلي بطرق متعددة حيث يشعر المصاب بألم نابض أو ضاغط في الرأس وقد يتركز الألم في الجبهة أو جانبي الرأس أو خلف العينين، ويصاحب الصداع الليلي أحيانًا شعور بالغثيان أو الدوخة أو «الحساسية للضوء» والصوت.
وفي بعض الحالات يتسبب الصداع الليلي في الاستيقاظ المفاجئ من النوم مع شعور بالإجهاد العام وعدم الراحة وقد يتكرر الصداع الليلي أكثر من مرة خلال الأسبوع وهو ما يستدعي استشارة الطبيب خاصة إذا كان مصحوبًا باضطرابات بصرية أو تنميل في الأطراف.
العلاقة بين النوم والصداع الليلي
يؤكد الأطباء أن هناك علاقة وثيقة بين جودة النوم وحدوث الصداع الليلي حيث إن قلة ساعات النوم أو النوم المتقطع يؤدي إلى خلل في كيمياء الدماغ وزيادة إفراز بعض المواد المرتبطة بالألم، كما أن النوم لفترات طويلة دون انتظام قد يسبب الصداع الليلي لدى بعض الأشخاص.
كما أن النوم في بيئة غير مريحة أو على وسادة غير مناسبة قد يؤدي إلى شد عضلات الرقبة والرأس مما يفاقم فرص الإصابة بالصداع الليلي بشكل متكرر.
طرق علاج الصداع الليلي
يعتمد علاج الصداع الليلي على تحديد السبب الأساسي حيث ينصح الأطباء بتنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ والحرص على الحصول على قسط كاف من النوم العميق، كما يُفضل تجنب تناول المنبهات قبل النوم بساعات والابتعاد عن استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة قبل الخلود للنوم.
وفي حالات الصداع الليلي الناتج عن التوتر يُنصح بممارسة «تمارين الاسترخاء» والتنفس العميق قبل النوم وقد يصف الطبيب بعض الأدوية المناسبة إذا استمر الصداع الليلي لفترات طويلة أو كان شديد التأثير على الحياة اليومية.
الوقاية من الصداع الليلي
يمكن الوقاية من الصداع الليلي من خلال اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام، كما يُنصح بشرب كميات كافية من الماء خلال اليوم لتجنب الجفاف الذي يعد من مسببات الصداع الليلي.
كما يجب الاهتمام بوضعية النوم واختيار وسادة مريحة تدعم الرقبة والرأس بشكل صحيح، والحرص على تقليل الضغوط النفسية قبل النوم لأن الحالة النفسية تلعب دورًا أساسيًا في ظهور الصداع الليلي.
متى يجب زيارة الطبيب
يصبح من الضروري مراجعة الطبيب إذا كان الصداع الليلي متكررًا بشكل ملحوظ أو يزداد شدة مع مرور الوقت أو إذا صاحبه قيء متكرر أو اضطرابات في الرؤية أو ضعف في الأطراف، فهذه الأعراض قد تشير إلى مشكلات صحية تحتاج إلى فحص دقيق وتشخيص مبكر.
وفي جميع الأحوال يبقى الوعي بأسباب الصداع الليلي وأعراضه وطرق علاجه والوقاية منه خطوة أساسية للحفاظ على صحة النوم وجودة الحياة.
