نبيل أبوالياسين: السعي لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية يواجه رفضاً
كتب: محمد جودة
قال "نبيل أبوالياسين" إن الحقوقي والباحث في الشأني العربي والدولي، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الأثنين» للصحف والمواقع الإخبارية، إن الأسباب الأساسية لتعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية عام 2011.
ما زالت قائمة ولا توجد نية لدىّ نظام الأسد لتسوية سياسية، وموقف أغلب الدول الرافض لإعادة العلاقات مع دمشق، جاء بسبب أنه لايوجد حتى الآن نية واضحة، لحل سياسي.
وربما تكون الحرب في طريقها للإنتهاء في سوريا، ولكن لم يتم تفكيك مراكز النظام للإعتقال، والتعذيب والإعدام.
ولم يتم إطلاق سراح الناجين منهم، فعلىّ جامعة الدول العربية ألا تغض الطرف عن مصير العديد من الضحايا السوريين، لأن الشعوب تراقب عن كثب، والتاريخ لا يرحم.
وأضاف"أبوالياسين" أن بعض الدول العربية التي عبرت سابقاً عن معارضتها لمساعي بعض الدول لإعادة العلاقات مع سوريا.
لم تغيّر موقفها حتى الآن، وكان أبرزها دولة قطر التي أوضحت فية من خلال مقابلة على الهواء مباشرة بثها تلفزيون "قطر".
في وقت سابق وهي أولىّ مقابلات "محمد بن عبد الرحمن آل ثاني" منذ تعيينه رئيساً للوزراء في مارس الماضي، أن كان هناك أسباب لتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية.
والتعامل مازال "هو" مقاطعة النظام السوري في ذاك الوقت، وهذه الأسباب مازالت قائمة بالنسبة لنا على الأقل في دولتنا قطر.
مضيفاً: أنه لا يزال مكان وجود ما يقدر بأكثر من “100” ألف سوري مجهولاً حتى الآن، وفق تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة،
ويجب أن يُحل هذا الموقف المؤلم بشدة، وبتصميم وإلحاح، من المجتمع الدولي ومجلس الآمن أيضاً، ومن الدول العربية التي تسعىّ جاهده إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
لأن الشعب السوري يستحق معرفة الحقيقة بشأن مصير هؤلاء من الأهل والأقارب وأحبائهم، كما يستحقون السلام والأمن والإستقرار كباقي شعوب الدول.
وعلى قادة وزعماء الدول العربية، والإسلامية الذين قد لا “يُبَالَوْن”، بأن لا أحد مُخلد في منصبة والشعوب تراقب عن كثب فلابد أن يعلموا بأنهم سيُسألون أمام الله عزوجل عن هؤلاء.
وقد جاءت تصريحات رئيس وزراء"قطر" قبل إجتماع مقرر، يوم الجمعة الماضي لوزراء خارجية دول عربية بدعوة من السعودية.
إذ أفادت بعض الصحف العربية مؤخراً، بأن إجتماعاً لدول مجلس التعاون الخليجي بحضور مصر، والعراق، والأردن، من المقرر أن يعقد، في جدة لبحث إمكانية عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وفي فبراير من هذا العام، رحّب النظام السوري، بأي موقف إيجابي يصدر من الدول العربية، التي قطع عدد منها علاقتها مع دمشق منذ بداية النزاع في سوريا عام 2011.
وأشار"أبوالياسين" إلى مقالة الصحفي في 4 أبريل 2023، والذي حمل عنواناً «كيف نجعل حقوق الإنسان حقيقة في كل مكان على الأرض؟».
وذكر فية بأن أصبحت قصة حقوق الإنسان نصف روائية فقط، لذا؛ يجب أن نستمر في جعل حقوق الإنسان حقيقة في حياة الناس في كل مكان على الأرض، لتكون حقوق الإنسان للجميع.
وأن أكثر من “90”مليون شخص، في نهاية عام 2021 كانوا أجبروا على الهروب من بلادهم، وحماية اللاجئين مسؤولية نتشاركها جميعاً.
ويجب أن تكون حقوق الإنسان، والقيم الديمقراطية هي أدات الجميع النهائية بلا إستثنى لمساعدة المجتمعات على الإزدهار والتقدم في مجال حقوق الإنسان والحرية.
مشيراً: إلى أن إذا عاد "بشار الأسد" إلى جامعة الدول العربية ما الذي سيختلف في المشهد السوري؟ الجواب لاشيئ، بل ستزيد معاناة السوريين الذين يشعرون بمزيد من الإحباط.
بعد كل هذه التضحيات لعدة سنوات من القهر والقتل والتشريد والإختفاءات القسرية، التي جاءت جميعها بسبب التمييز الطائفي والعرقي.
ويكافئ المسؤول الأول عن كل هذه الجرائم البشعة التي ترفضها جميع الأديان السماوية، ويُحتفظ به مجدّداً في جامعة الدول العربية.
متواصلاً؛ وفي حال تم هذا رغم إننا نستبعدة، ويرفضة شعوب العالم العربي بأكملة، وأقدمت الدول العربية على المساعدات.
فلن تقدّم المساعدات لسورية، ستقدّم المساعدات" لـ"بشار الأسد"، فقط لأن النظام على قطيعة تامة مع الواقع ومع الشعب، حتى مع الطائفة العلوية، وهذا ما كشفتةُ صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في تحقيق نشرتةُ مؤخراً.
عن طبقة إقتصادية جديدة ظهرت بقيادة "أسماء الاسد" زوجة الرئيس السوري، تثير "نَقْمة"أبناء الطائفة، وخسر النظام كل شيء، بما فيه طائفته العلوية، وبقيت لديه السلطة وحدّها.
فهل يكسب معها جامعة الدول العربية؟، لا أظن هذا دون تمثيل لجميع أطياف الشعب السوري مادام يوجد قيادات عربية رشيدة تراعي مشاعر الشعوب.
وأكد"أبوالياسين" في بيان الصحفي للصحف، أنّ غالبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ترفض إعادة دمشق إلى الجامعة.
فضلاًعن؛ أنه تُواجه الجهود التي تقودها السعودية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية رفضاً من بعض حلفائها، وفقاً لمسؤولين عرب بارزين، ووفق ماصرّحوا البعض منهم لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في وقت سابق.
وتأتي هذه الخطوة كأنتكاسة حقيقية لجهود السعودية لقيادة إعادة ترتيب جيوسياسية أوسع في الشرق الأوسط.
مؤكداً؛ على أن أبرز الدول الرافضة لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية هي" قطر، المغرب، الكويت، اليمن"، وأنّه حتى جمهورية مصر العربية، التي بدأت في محاولة إحياء العلاقات مع سوريا في الأشهر الأخيرة الماضية.
والتي تعُد حليف قوي للمملكة العربية السعودية، ترفض عودة سوريا إلى الجامعة العربية، لذا؛ كان يجب على الدول الساعية لعودة سوريا إلى الجامعة العربية.
أولاً؛ حث الرئيس السوري "بشار الأسد" التعامل أولاً مع المعارضة السياسية السورية بطريقةٍ تمنح جميع السوريين صوتاً لتقرير مستقبلهم.
ووجه"أبوالياسين"كلمة للدول التي تسعىّ لعودة "سوريا " إلى جامعة الدول العربية قائلاً؛ إنّ الشعب السوري عانا الويلات، وقتل الألاف منهم.
وتم تشريد آخرين، فضلاًعن؛ مئات الإلاف المجهولين حتى الآن، لذا؛ يجب عليهم الآن أن يَحَذْوَ حَذْوَ "مصر" لتأييد تنفيذ قرار أممي يُطالب بخريطة طريق لإجراء إنتخابات حرّة في سوريا.
وإلا ما هو يكون دور الجامعة العربية؟ التي تعبر عن الشعوب، والتي أصبحت لا يختلف إثنان في المنطقة بأكملها على عدم ثقتهم في قدرتها، في الوقت الحالي، على حل أية أزمة من أزمات المنطقة.
بل وللأسف ظهرت الجامعة العربية في كثير من القضايا كجسر للتدخلات الأجنبية في شؤون الدول الأعضاء دون أن تُبالي.
متواصلاً: لقد شاهدنا في العديد من الآزمات بين الدول العربية الأعضاء في المنظمة الإقليمية العربية، أظهرت الجامعة فيها إنحيازاً لأحد الأطراف.
ما أفقدها دور الوسيط في حل القضايا الخلافية، ويُلقي كثيرون باللوم في ضعف الجامعة على قيادتها والمجلس التابع لها.
فضلاًعن؛ الميثاق الذي وضع لها في أربعينيات القرن الماضي دون إجراء أي إصلاحات له، والتي أصبح غير متواكب لا مع تطلعات الشعوب العربية، ولا مع التطوير التكنولوجي.
وختم"أبوالياسين"بيانة الصحفي حيثُ قال: إن البيان الذي صدر فجر يوم "السبت" الماضي من وزارة الخارجية السعودية في ختام الإجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون، والأردن،
ومصر، والعراق، تضمن ملامح مهمة، وأساسية لخارطة طريق نأمل، ويأمل الجميع بأن تفضي إلى تسوية للأزمة السورية.
وأن يكون الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية قبل عودتها للجامعة العربية، ولابد من دور قيادي عربي في الجهود الرامية لتسوية هذه الأزمة.
ووضع الآليات اللازمة لتفعيل هذا الدور، وتكثيف المشاورات بين الدول العربية في هذا الشأن حتى يُؤدي إلى أن تكلل هذه الجهود بالنجاح.
وطالب"أبوالياسين"جميع قادة الدول العربية بلا إستثناء أن يتفقوا على أهمية حل الأزمة الإنسانية في سوريا كما يتم الآن في دولة"اليمن" الشقيقة من خلال المساعي السعودية الإيرانية.
وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم ومنازلهم، وإنهاء معاناتهم بشكل عاجل وفوري.
وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، فضلاًعن؛ إتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في إستقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية ونبذ التمييز الطائفي الذي دمر البلاد والعباد.