خلف الأضواء| قصص الصراع بين عبدالحليم حافظ ونجوم الغناء
خلف الأضواء الساطعة والأغاني الخالدة، كانت حياة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ مليئة بالصراعات والخلافات الفنية.
وبينما كان يسحر الملايين بصوته العذب، كان يخوض حروبًا خفية مع كبار نجوم عصره.
ومن أبرز هذة الخلافات:
خلاف عبدالحليم وأم كلثوم
شهدت ساحة الغناء العربي خلافًا فنيًا ملحوظًا بين عملاقين هما عبدالحليم حافظ والسيدة أم كلثوم، وذلك خلال احتفال عام بذكرى ثورة يوليو.
تأخرت السيدة أم كلثوم عن الحفل، مما أثار استياء عبدالحليم الذي كان مقررًا أن يختتم الحفل.
عبر عبدالحليم عن استيائه من هذا الموقف بصراحة، مؤكدًا صعوبة الغناء بعد أم كلثوم وخاصة بعد تقديمها لأغنية "أنت عمري".
حيث قال: "طبعا منتهى الجرأة إن واحد يغني بعد أم كلثوم أو يختم حفلة غنت فيها أم كلثوم، وخصوصا بعد ما غنت اللحن العظيم أنت عمري".
واستكمل: "أنا معرفش الأستاذ عبدالوهاب والست أم كلثوم، أصروا أن أنا أختم الحفلة، ده شرف كبير، بس أنا ماعرفش هو شرف ولا مقلب؟".
هذا الخلاف تسبب في منع عبدالحليم من المشاركة في حفلات الثورة لمدة 3 سنوات.
ومع ذلك، انتهى هذا الخلاف بالصلح بين النجمين الكبيرين، وذلك بفضل تدخل الرئيس جمال عبد الناصر الذي جمعهما في منزله.
وبدون أي مقدمات قام عبدالحليم بالاقتراب من أم كلثوم وقام بتقبيل يدها أمام الجميع، حيث قالت له: "انت عقلت ولا لسه؟".
خلاف عبدالحليم مع وردة
انتشرت شائعات حول محاولة وردة إفساد أحد حفلات عبدالحليم حافظ، وذلك بتشجيع الجمهور على التصفيق والتصفير أثناء غنائه.
ونفى كلا الفنانين هذه الشائعات بشكل قاطع في لقاءات صحفية متعددة، مؤكدين على عمق العلاقة التي تجمع بينهما.
وعلى الرغم من هذه الشائعات، كانت العلاقة بين عبدالحليم ووردة تتسم بالود والمودة، حيث كانا يتبادلان الإعجاب والتقدير.
وقد ساهم عبدالحليم في عودة وردة إلى الساحة الفنية المصرية بعد غياب، وقام بتشجيعها ودعمها.
خلاف حول أغنية "ولاد الحلال"
أحد أبرز الخلافات التي حدثت بينهما كان حول أغنية "ولاد الحلال" التي قدمتها وردة.
فبعد أن زارها عبدالحليم في منزلها لتهنئتها على الأغنية، انتقدها بشدة، قائلًا لها: "آيه ياوردة من قلة الكلام الجميل تغني عن النميمة".
وردت عليه وردة بكلمات قاسية قائلة: الاغنيه ليست اوحش من اغنية حلو القمر حلو، فأنت مازلت تغني للقمر في العصر الحديث".
خلاف عبدالحليم مع نجاة
شهدت الساحة الفنية المصرية في الستينات خلافاً فنياً بين عبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة، وذلك بسبب أغنية "لا تكذبي" التي كتبها كمال الشناوي ولحنها محمد عبد الوهاب.
حققت أغنية "لا تكذبي" نجاحاً كبيراً عندما غنتها نجاة الصغيرة في فيلم "الشموع السوداء"، وارتبطت في أذهان الجمهور بصوتها.
إلا أن عبدالحليم حافظ قرر غناء الأغنية في حفل عام، وهو ما اعتبرته نجاة تعدياً على حقوقها الفنية.
أثار قرار عبدالحليم غناء الأغنية جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والإعلامية، حيث رأى البعض أنه حق مشروع للفنان، بينما اعتبر آخرون أن هذا التصرف يمثل إساءة لنجاة الصغيرة. وقد ساهم هذا الخلاف في زيادة حدة التنافس بين النجمين.
وعلى الرغم من هذا الخلاف، إلا أن أغنية "لا تكذبي" ظلت راسخة في ذاكرة الجمهور بصوتي نجاة وعبدالحليم، وكلا الفنانين حققا نجاحاً كبيراً بها.
كما شهدت الساحة الفنية المصرية صراعًا فنيًا مثيرًا بين هما عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش، وذلك حول احتكار حفل شم النسيم.
بداية الخلاف
واعتبر عبدالحليم أن إحياءه حفلات شم النسيم طوال فتره غياب فريد هو حق مكتسب، بينما يري فريد انها حفلته التي احتكرها لمده 25 عام، ولكن قرر عبدالحليم حافظ إحياء حفل في نفس الليلة، مما أدى إلى صراع بين النجمين.
الصراع على الحفل
أصر كل من عبدالحليم وفريد على إحياء حفله، مما أدى إلى انقسام الرأي العام المصري وتشجيع كل طرف لنجمه المفضل، وقد لعبت الصحافة دورًا كبيرًا في تأجيج هذا الصراع.
وتم حل بعض المشاكل اللوجستية مثل حجز القاعات والموسيقيين، ولكن المشكلة الأكبر كانت في تحديد أي حفل سيتم بثه على التلفزيون والإذاعة.
تدخل الإعلامي جلال معوض لحل هذه المشكلة، واقترح بث حفل لكل منهما على إذاعة مختلفة.
وقامت إذاعة صوت العرب بتقديم حفل فريد الاطرش، وقدمت إذاعة الشرق الاوسط حفل عبدالحليم، وان يقوم التليفزيون بتصوير الحفلتين بشرط ألا يتم اذاعة أي منهما على الهواء مباشرة.
الصلح بين النجمين
نجح الإعلامي اللبناني عادل مالك في جمع النجمين في برنامجه "سجل مفتوح" وتم الصلح بينهما.
أكد عبدالحليم على احترامه الكبير لفريد الأطرش، بينما عبر فريد عن تقديره لعبدالحليم.